منصور رخشاني يكتب لـ(اليوم الثامن):

الحرب والإرهاب: الأداة الرئيسية في دبلوماسية نظام الملالي

أحمد صادقي، سفير إيران في أستراليا، تم طرده بعد الكشف عن صلاته المباشرة بهجمات تخريبية استهدفت مطاعم ودور عبادة في سيدني وملبورن. هذا القرار جاء عقب تقديم جهاز الاستخبارات الأمنية الأسترالي (ASIO) أدلة تثبت تورط الحرس الثوري الإيراني في تلك العمليات. وعلى ضوء ذلك، أغلقت الحكومة الأسترالية السفارة الإيرانية وطردت الدبلوماسيين المرتبطين بالنظام، معلنة نيتها إدراج الحرس الثوري قريبًا على قائمة المنظمات الإرهابية.

سياسة خارجية قائمة على الحرب والإرهاب

هذه الخطوة ليست سوى مثال واحد على طبيعة الدور الذي يلعبه دبلوماسيّو طهران في تنفيذ أجندات النظام خارج الحدود عبر الإرهاب والتخريب. فمنذ عام 1979، حين استولى الخميني على السلطة بعد الثورة ضد الشاه، لم يجد النظام حلولاً لأزماته السياسية والاقتصادية والاجتماعية سوى افتعال الحروب والأزمات الخارجية. فقد أشعل حرباً مدمرة مع العراق استمرت ثماني سنوات رغم انسحاب القوات العراقية من الأراضي الإيرانية عام 1981، فقط لتأجيل انفجار الداخل ومنع قيام ثورة ديمقراطية.

وبعد وقف إطلاق النار، لجأ النظام إلى سياسة «تصدير الثورة» أي تصدير الأزمات والإرهاب إلى الخارج، مستخدماً سفاراته كأوكار لتنسيق العمليات الإرهابية، وإنشاء شبكات التجسس، وخرق العقوبات الدولية وسرقة التكنولوجيا.

دعم للأنظمة الدموية والميليشيات الوكيلة

اعتمد النظام على دعم أنظمة مستبدة كحكم بشار الأسد في سوريا ونوري المالكي في العراق، متسبباً في مجازر بحق مئات الآلاف. كما ضخّ لعقود طويلة مليارات الدولارات لتمويل أذرعه الإقليمية: حزب الله في لبنان، حماس، الحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي في العراق. هذه الأدوات لم تكن سوى امتداد لاستراتيجية طهران في زعزعة الاستقرار الإقليمي.

مناورات الملالي والاستفادة من سياسة المهادنة

نفّذ النظام الإيراني عمليات اغتيال وتفجير وتهريب سلاح في دول مثل لبنان والسعودية والأرجنتين وفرنسا وسويسرا وإيطاليا وغيرها، مستفيداً من سياسة المسايرة الغربية التي سمحت له بتوسيع إرهابه وتعزيز نفوذه، خاصة بعد الغزو الأميركي للعراق. وتحولت سفاراته في أوروبا وأميركا إلى مراكز لتخطيط العمليات الإرهابية وتهديد أمن الجاليات.

اعتراف من داخل النظام

وزير الخارجية السابق جواد ظريف أقرّ صراحةً بأن وزارة الخارجية الإيرانية ذات طبيعة أمنية منذ نشأتها، قائلاً: «معظم أنشطة الوزارة ذات طابع سياسي–أمني، وقد جرى استبدال الإدارات الاقتصادية بأخرى ذات توجه أمني». هذا الاعتراف يكشف بوضوح أن الدبلوماسية الإيرانية ليست سوى ستار للأنشطة الإرهابية.

«الدبلوماسيون الإرهابيون»: واجهة العمليات السرية

أبرز الأمثلة على ذلك إدانة أسد الله أسدي، الدبلوماسي في سفارة فيينا، بالسجن 20 عاماً في بلجيكا لتورطه في مخطط تفجير مؤتمر «إيران الحرة» في باريس عام 2018. وقد حمل بنفسه العبوة الناسفة على متن طائرة قادمة من طهران. وفي 2018 أيضاً، أغلقت ألبانيا سفارة النظام وطردت سفيره بعد كشف مؤامرة ضد أعضاء المقاومة الإيرانية.

كما استهدفت محاولات الاغتيال معارضين بارزين، مثل محاولة اغتيال الدكتور آلخو فيدال-كوادراس في إسبانيا (نوفمبر 2023)، إضافة إلى هجمات ضد مكاتب المقاومة الإيرانية في برلين وستوكهولم ولندن وباريس.

ردود الفعل الدولية

أستراليا (2025): أغلقت السفارة الإيرانية وطردت السفير والدبلوماسيين.

ألبانيا (2018): أغلقت السفارة بعد كشف مخططات إرهابية ضد المعارضة الإيرانية.

الولايات المتحدة: أدرجت الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، واعتبرت إيران أكبر راعٍ للإرهاب.

كندا: اتخذت الخطوة نفسها بتصنيف الحرس منظمة إرهابية.

ألمانيا وهولندا: أكدت أجهزتها الأمنية خطر العمليات الإيرانية على أراضيها.

11 دولة أوروبية وأميركا: أصدرت بيانات مشتركة للتحذير من إرهاب طهران.

التوصيات لمواجهة إرهاب الملالي

التعاون الدولي: تبادل المعلومات والخبرات الأمنية بين الدول لكشف وإفشال المخططات.

عقوبات مركزة: فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على المؤسسات والأفراد المتورطين.

إغلاق سفارات النظام: باعتبارها أوكاراً للتجسس والإرهاب وليست بعثات دبلوماسية.

التوعية العامة: فضح طبيعة الإرهاب الممنهج لطهران في الرأي العام الدولي.

الاستماع لصوت المقاومة الإيرانية: التي طالبت منذ أكثر من ثلاثة عقود بإغلاق سفارات النظام ومراكزه «الثقافية»، باعتبارها مراكز إرهاب وتخريب.

 

نحو مواجهة شاملة

إن كشف مؤامرات طهران في أستراليا وأوروبا وأميركا اللاتينية وأماكن أخرى يثبت أن الحرب والإرهاب هما جوهر دبلوماسية الملالي، وأن أي تساهل دولي لا يؤدي إلا إلى تمكين هذا النظام.

وفي هذا السياق، تستعد المقاومة الإيرانية لتنظيم تظاهرة كبرى في 6 سبتمبر 2025 في أوروبا، يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين الأحرار وأنصارهم، لتجديد الدعم لانتفاضة الشعب الإيراني وللتأكيد على مطلب محوري: إسقاط نظام الإرهاب الديني وإقامة جمهورية ديمقراطية في إيران.