الكشف عن مخطط خطير تموله أنقرة والدوحة..

تقرير: دور تركي خطير  في عدن.. قد يربك الجنوبيين

رجب طيب أردوغان يسمع بأهتمام إلى مطالب إخوان اليمن

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

جلست القيادية الإخوانية توكل كرمان امام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان،  وهي تبتسم ابتسامة توحي بأنها  قد نجحت  في تنفيذ الخطة المرسومة لها ، فالحكومة اليمنية التي يتزعمها أحمد عبيد بن دغر باتت الكثير من مواقف اعضائها تنسجم إلى حد بعيد مع مواقف توكل كرمان التي تتبنى الخطاب التركي والقطري في أن معاً.

ظلت تركيا تناور عن طريق حلفاء محليين على أمل  ان تجد لها موطئ قدم في جنوب اليمن، صاحب الموقع الاستراتيجي الهام، غير انها ظلت بعيدة نوعما خلال السنوات الماضية، فأنقرة التي أرسلت وفدا إلى عدن قبل عامين، على أمل عمل دراسة لإنشاء محطة كهربائية في عدن، قبل ان يتحول هذا المشروع إلى سفينة اغاثية تحمل مواد منتهية الصلاحية، والتي وصلت إلى ميناء العاصمة عدن يوم الـ20 من يوليو (تموز) 2017م، وهي الشحنة الاغاثية التي اثارت حالة من الجدل الكبير، ودفعت السلطات الأمنية الى استذكار الدور التركي في تقديم شحنة أسلحة لتنظيم قالت السلطات الحكومية انها كانت في طريقها إلى تنظيم القاعدة الذي كان يسيطر على أبين في العام 2012م.

قدمت تركيا دعما كبيرا لإخوان اليمن، التنظيم الذي تصنفه بعض دول الخليج على قوائم التنظيمات الإرهابية، ان لم تضعه الدول المقاطعة لقطر على قائمة الراعي الرسمي لتنظيم القاعدة في اليمن.

استطاعت تركيا تشكيل جبهة إعلامية لإخوان اليمن من خلال تسخير وسائل إعلام تمولها أنقرة والدوحة في ان تكون رديفا لإعلام ايران المناهض للتحالف العربي، فلم يقتصر الأمر على الإعلام، حتى تحركا تركيا سياسيا ولوجستيا عن طريق قيادات إخوانية بارزة على رأسها نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر الذي عين مقربا منه محلقا عسكريا في أنقرة قبل سنوات، هو العميد عسكر زعيل الذي تقتصر مهمة على التنسيق الأمني والعسكري بين اليمن وتركيا.

مطلع ابريل نسيان الجاري أرسلت وزارة الداخلية اليمنية 15 عنصرا للتدريب في تركيا، وهو أول تعاون أمني يتم الكشف عنه، غير ان مصادر يمنية أكدت ان هذا التعاون هدفه ادخال أنقرة في الصراع باليمن.

وانفردت اليوم الثامن بنشر تفاصيل عن اقحام تركيا في الصراع اليمني، الأمر الذي علق محررو القسم على انه يعني ان الصراع في اليمن قد يطول لما هو معروف عن تركيا.

وكشفت وسائل إعلام عن مخطط سري يجري تدشينه قريباً، و يتضمن افتعالا للمشاكل واثارة للفوضى، وبما يمهد لشل جهود القوات الحكومية، واعادة احياء آمال الحوثيين وتمكينهم من استعادة انفاسهم في مناطق المواجهات والانقضاض على المناطق التي فقدوا السيطرة عليها واندحروا منها.

وقال موقع اخباري يمني "إن هذا المخطط الذي يجري بتمويل وتنسيق تركي قطري وايراني، يضطلع به قيادات على مستوى عالي ، لم تستبعد المصادر معرفة الرئيس هادي الى جانب قيادات حزب الاصلاح ” ذراع الاخوان في اليمن”.

ويشمل المخطط تحشيد لمظاهرات مختلفة في مدينة تعز ومحافظات جنوبية أخرى ، تتنوع شعارات ومطالب هذه المظاهرات الموجهة تبعا لموجهات المخطط ، ولعل اهم تلك الشعارات حول (طارق صالح) و شعارات اخرى تتذرع بانقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية، في مسعى لتضييق الخناق على جهود السلطات المحلية في تلك المناطق، وهو ما تنبه اليه محافظ تعز مؤخراً وحذر من تبعاته.

وخرجت مظاهرة اليوم في لحج احتجاجا على انقطاع الكهرباء ، في الوقت الذي يتولى تزويد المحافظات الجنوبية بالكهرباء يدريها وزير إخواني على علاقة بأنقرة.

ان من يسيطر على سوق النفط هي شركات ”العيسي” وكذلك مرتبات المحافظات الجنوبية يضطلع بها  “الميسري” وجميعهم قيادات معروفة بارتباطها بقطر وتلقيها تمويلا منتظما من هذه الدولة.

ولم تنته سيناريوهات المخطط عند الاحتجاجات والحشود، بل تقول تقارير محلية انه اختلاق مواجهات مع قوات الحزام الامني والمقاومة الوطنية، وهو الامر الذي سيدفع قيادة المليشيا الحوثية الى اعادة ترتيب اوراقها من جديد في محافظة تعز وجبهة الساحل الغربي و الاستفادة من تلك الاوضاع بعد ان كانت قد وصلت الى مرحلة الانهيار الكامل.

وتؤكد المصادر المطلعة على ان الهدف من تحركات هادي والاخوان هي لإنقاذ الحوثيين بتنسيق وتخطيط وتمويل تركي قطري ايراني.

وتفيد مصادر عديدة لـ(اليوم الثامن) "إن القيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم ألتقى في العاصمة الالمانية برلين بعناصر في المخابرات القطرية والتركية، وجرى الاتفاق التمهيد لدور تركيا قطري في الجنوب الذي يطالب بالاستقلال".

وبحسب مصادر قريبة من فادي فأنه قد تم تقديم وعود لفادي بمنحه امتياز  كبيرة في الحكم، وهو ما وافق عليه الأخير، قبل ان يوعز لقيادات موالية إلى القيام بأعمال مناهضة للتحالف العربي في عدن وحضرموت.

وبعيدا عن تيار فادي باعوم، استقبل مستشار هادي ياسين مكاوي وقيادات  من الحراك الجنوبي المحسوب على هادي، في الرياض السفير  التركي لدى اليمن ليفنت ايلر، وبحثوا معه جوانب العلاقات الثنائية، وجهود تركيا في دعم الجهود الوطنية التي تقوم بها السلطة الشرعية الممثلة بالرئيس هادي.

 وثمن مكاوي الدور التركي في اليمن، دون ان يكشف عن طبيعة هذا الدور، خاصة وان السياسية التركية تقف في صف العداء للتحالف العربي، والقريب من قطر المتمردة على جيرانها.

وأشار مكاوي وفريقه إلى عمق العلاقات التاريخية الطيبة، قائلا "إنه حريص على فتح ابواب العلاقات (التركية الجنوبية) بما يخدم تطلعات شعبنا في الجنوب في كافة المجالات الإنسانية والخدمية بما فيها توفير الفرص في مجالات التأهيل والتدريب بما يسهل سبل تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية وتوحيد الجهود في ظل المستجدات على المستوى الوطني والاقليمي والدولي".

وكشفت وسائل إعلام حكومية يمنية ان السفير التركي أكد دعم بلاده لتواجد الحكومة اليمنية في عدن، وبسط سلطات الدولة سيطرتها على كل مفاصل البلاد في الجنوب المحرر.

 إن الدور التركي القادم في عدن، ليس في مصلحة القضية الجنوبية، نظرا للارتباط الوثيق لأنقرة بجماعات الإسلام السياسي التي تكن العداء للجنوب منذ ربع قرن، وهو ما يعني ان الدور التركي القادم هدفه تمكين الإخوان من حكم الجنوب، ويريد ان يمثل دور مكاوي وفادي باعوم جسر عبور.

واعربت تركيا عن مطامعها في بناء قواعد عسكرية في العديد من البلدان العربية، وأبرزها جنوب اليمن الذي يمضي بعيدا ومدافعا عن مطامع الاسلام السياسي في السيطرة على الممرات الدولية وخليج عدن.

يعتقد الجنوبيون انهم استطاعوا المضي قدما في سبيل الانتصار لقضيتهم، لكن الدور التركي والقطري القادم قد يربك قادة القضية وقد يعيدها إلى مربع الصفر، خاصة وان الدوحة وأنقرة يدعمان ما يسمى بالوحدة اليمنية، الأمر الذي قد يدفع القوى الجنوبية إلى رفض هذا الدور وهو ما قد يولد المزيد من العنف، نظرا للأرت الإرهابي لقطر وتركيا.