أعلن فشله في إيجاد حلول لانهيار العملة..

تقرير: بن دغر يواجه انهيار الاقتصاد بخطاب مناهض للجنوبيين

رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

واجه رئيس الحكومة اليمنية الشرعية في اليمن واليتي (لم تحظ بثقة البرلمان)، انهيار الاقتصاد في جنوب اليمن المحرر بخطاب مناهض للجنوبيين الذين وصفهم بالانفصاليين وحملهم مسؤولية انهيار العملة، في اعقاب تخطي سعر صرف الدولار الأمريكي 800 ريال يمني لسعر الدولار الواحد.

 

وأعلن أحمد بن دغر فشل حكومته في إيجاد حلول جذرية لمشكلة الانهيار الذي تقول تقارير اقتصادية ان الفساد الحكومي ونهب قادة الجيش لمرتبات بأسماء وهمية تقف واحتكار تاجر النفط للمشتقات، انها كلها أسباب أدت الى انهيار العملة اليمنية المحلية.

 

موازنة اليمن

كان العام 2018م، هو العام الذي أعلنت فيه حكومة بن دغر عن أول موازنة مالية للبلد الذي يشهد حربا مدمرة، لكن هذا العام هو الذي شهد اسواء انهيار للعملة اليمنية.

وفي الـ20 من يناير 2018م، أعلنت الحكومة اليمنية عن الموازنة العامة لعام 2018م في اجتماع لها برئاسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة في العاصمة عدن، بمبلغ “تسعمائة وثمانية وسبعين مليار ومئتين وثلاثة مليون وخمسمائة الف ريال، كما تبلغ النفقات الخاصة بالدولة بنحو “ترليون واربعمائة وخمسة وستين مليار واثنين واربعين مليون وستمائة وواحد وثلاثين الف ريال”، بعجز مالي يبلغ 33‎%‎.

 

اعتراف بالفشل

 

اعترف رئيس الحكومة الشرعية اليمنية احمد عبيد بن دغر بفشل حكومته في إيجاد حلول او معالجات مؤقتة لانهيار العملة على الرغم من تشكيل حكومته لجنة اقتصادية عقدت سلسلة من الورشة والحلقات النقاشية في مصر والسعودية والأردن، لكن هذه اللجنة لم تنتج أي حلول جذرية، بل شهد الريال خلال تلك الاجتماعات انهيارا كبيرا وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 800 ريال يمني.

وقال بن دغر في بيان – حصلت عليه اليوم الثامن – على هامش اجتماع عقده بأعضاء حكومته في الرياض "مررنا بأيام عصيبة انهار فيها سعر الريال اليمني ليصل إلى ٨٠٠ ريال للدولار الواحد، ذلك يعني أننا كنا قبل ساعات فقط على حافة الانهيار العام".

وقال "ان شحة الإمكانيات وغياب الموارد هي السبب الرئيس الذي جعل اللجنة الاقتصادية المشكلة تفشل في إيجاد حلول للأزمة".

حلول غير موجودة

 

وتحدث بن دغر عن ورشة عمل في القاهرة، وصف بأهم المحطات الإيجابية قال "جمعنا الحكومة والبنك المركزي، والبنوك التجارية، ورجال الإعمال على طاولة واحدة للبحث في الممكن من المخارج التي تساعدنا على وقف التدهور، واستعادة الريال لعافيته".

 عشرة ملايين دولار وأزمة مستمرة

 

واعترف بن دغر بتقديم بتوفير عشرة ملايين دولار لشراء المشتقات النفطية التي لم تتوفر بشكل مستمر في عدن، حيث لا يزال سعر الدبة سعة 20 لتر يباع في السوق السوداء بـ15 ألف ريال يمني.

ولا تزال الازمة في المشتقات النفطية مستمرة، وان توفر في بعض المحاط يقول مواطنون ان الحصول عليه بشق الانفس.

 الحاجة إلى عدن والمكلا

وقال رئيس الحكومة الشرعية انهم يسعون لتوفير المشتقات النفطية لكل اليمن بما في ذلك المدن الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، حيث تقول مصادر يمنية لـ(اليوم الثامن) "إن الحوثيين يستفيدون من وصول المشتقات النفطية ببيعها بسعر السوق السوداء لدعم المجهود الحربي".

 

وقال بن دغر "لقد ناقشنا الأمر بمسؤولية، لن نسمح بعد اليوم بأي عمليات مضاربة في سوق المشتقات النفطية، لكن الأمر له بعد وطني، علينا أن ندرك أن اليمن كلها الأن تتجه بحاجتها إلى العاصمة عدن والمكلا، لقد كانت مسؤوليتنا قبل ذلك في المناطق المحررة، الأن علينا أن نوفر المشتقات لجميع أنحاء اليمن".

 

الإقرار بالفشل

وأقر رئيس الحكومة اليمنية الشرعية احمد بن دغر بالفشل قائلا "في الساعات الأربعة والعشرين الماضية شهد الريال انهياراً جديداً تجاوز سعره حاجز الثمانمائة ريال للدولار، مما يعني انهياراً كاملاً لاقتصاد منهار في الأصل بسبب انهيار الدولة، فكان لابد من تدخل  فخامة الأخ الرئيس لدى الأشقاء، وكانت استجابة الأشقاء سريعة، لقد استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنداء فخامة الأخ الرئيس، فوافق على تقديم منحة مالية قدرها مئتي مليون دولار لدعم المركز المالي للبنك المركزي".

وقال إن "هذه المنحة ستوقف حتماً هذا التدهور المريع لسعر الريال. كل التقدير والاحترام والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان ولشعب المملكة وحكومتها".

 

 البحث عميقا وتحميل الجنوبيين المسؤولية

وقال بن دغر " دعوني ابحث عميقاً في الأسباب التي أدت إلى الانهيار الأخير لسعر الريال، علينا أن نعترف أننا أمام واقع لم تشهد اليمن له مثيلاً قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية والدولة وعلى مخرجات الحوار الوطني، لكننا لن نبحث في الأسباب السياسية المستجدة على المشهد اليمني، وخاصة تلك التي يتناغم فيها الحوثيون والانفصاليون (الجنوبيون) والارهابيون، ومن يقف خلفهم".

الهزيمة امام الانفصاليين

 

وحمل بن دغر الجنوبيين الذين وصفهم بالانفصاليين مسؤولية انهيار الأوضاع، وهو إقرار ربما يفسر على انه هزيمة امام القوى الجنوبية التي تطالب بإسعادة دولة الجنوب السابقة.

وقال "موقفنا من الدفاع عن مصالح شعبنا العليا لن يتزحزح قيد أنملة، سنحافظ على يمن موحد يمن اتحادي، يمن جديد، مشروع فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي".

 

التعهد بالدفاع عن الوحدة اليمنية

 

ورفع بن دغر خطابا مناهضا للجنوبيين، فلم يتحدث عن خطط مستقبلية لمواجهة انهيار العملة، بل تحدث عن استعداده لمواجهة الانفصاليين الجنوبيين الذين زعم انهم يهددون وحدة واستقرار اليمن.

 

واتهم بن دغر ايران والجنوبيين والحوثيين والإرهابيين بالوقوف وراء انهيار العملة، لكنه استدرك قائلا "ندرك جميعاً أن الريال اليمني الذي هو عنوان إقتصادنا لا يدار من مركز واحد، هناك مركزين ماليين وسياستين وإدارتين، هناك عبث حوثي، يهدف فيما يهدف لتدمير بلادنا، ومؤسساتها الوطنية"، لكن لم يشر الى مركز مارب المالي الذي يدار بسياسة بعيدة عن حتى الحكومة الشرعية.

 

الحوثيون في عدن

 

ودافع بن دغر عن حكومته وقيادة الجيش التي تقول العديد من المصادر انها هي من اقبلت على شراء العملة الصعبة من السوق، لكن بن دغر، اتهم الحوثيين بانهم هم من يقف وراء شراء العملة من السوق السوداء وهو ما يعني ان الانقلابيين تمكنوا من العودة الى عدن وشراء العملة الصعبة من السوق.

وزعم بن دغر "كلف الحوثيين بعض البنوك وبعض الصرافين لشراء الدولار من كل انحاء اليمن، وبأي سعر كان، ويكفي ان نشير الى موقف الصرافين الذين أغلقوا شركاتهم ومحلاتهم متهمين جهات مجهولة وراء هذا الانهيار، ولم تكن هذه الجهات المجهولة وفقاً لمعلوماتنا ومعلومات غيرنا سوى الحوثيين،  لقد أخرجوا ما كانوا قد استولوا عليه من العملة المحلية من خزائنهم ليشتروا بصورة بشعة الدولار اياً كان سعره، فعلوا ذلك علناً في صنعاء وطلبوا من عملائهم في عدن أن يشتروا الدولار بأي ثمن".