اقالة رئيس الحكومة الشرعية..
تحليل: خفايا واسرار الاطاحة برئيس حكومة اليمن بن دغر؟
أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قرارا جمهوريا قضى بإقالة رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر وإحالته إلى التحقيق، جراء ما قالت وسائل إعلام رسمية انه جاء نتيجة فشله في إدارة المدن المحررة وفشله في معالجة انهيار العملة.
وجاء قرار اقالة بن دغر في اعقاب تورطه في نهب إيرادات محافظات الجنوب المحررة، والتي أكد مسؤولون وتقارير حكومية نهبه لإيرادات العاصمة عدن، ناهيك عن تورطه في ارسال أموال إلى المتمردين الحوثيين وسعيه لعرقلة مشروع عدن نت، الذي كان هادي يسعى إلى حرمان الحوثيين من الاستحواذ على إيرادات مؤسسة الاتصالات والانترنت.
وذكرت تقارير إخبارية ان بن دغر عمد منذ تعيينه على التعاون مع الانقلابيين الحوثيين وأرسل لهم أموال ضبطت قوات الأمن بعضها في يافع والضالع خلال محاولة ارسالها الى صنعاء.
وكان بن دغر يطمح الى خلافة هادي في الرئاسة اليمنية، وحاول تقديم نفسه كرجل قريب من جميع الأطراف، لكن قرار الإطاحة به ربما أنهى مستقبله السياسي.
وهذه هي المرة الأولى التي يحال فيها رئيس حكومة للتحقيق، في بلد يعد من اكثر البلدان فسادا ومحسوبية. وجاء قرار الإقالة لبن دغر عقب ضغط مارسها المجلس الانتقالي الجنوبي على حكومة هادي، جراء فشله في انقاذ مدن الجنوب المحررة من المجاعة وفشله في معالجة انهيار العملة.
وعلق المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي على قرار الإطاحة ببن دغر ، قائلا "ثقوا بقيادتكم".
وخلف بن دغر، الدكتور/معين عبدالملك، وهو قيادي ينتمي إلى جناح الإسلام السّياسيّ.
ووصف سياسيّون يمنيّون في أحاديث متفرّقة لـ"4 مايو" "تعيين عبدالملك المحسوب على قطر رئيسًا للوزراء قرارًا أمريكيّـًا صادرًا من أحمد بن مبارك , الدّاعم له منذُ ثورة قطر العبريّة 2011م".
وأكّد مؤتمريّون أنّ إحالة بن دغر إلى التحقيق الهدف منه إحراقه سياسيًا، وقطع الطّريق أمامه من تبوّء أيّ منصب في حزب المؤتمر الشّعبيّ العام.
خفايا الإطاحة بـ ابن دغر
قالت مصادر سياسيّة إنّ خلافات نشبت في معسكر الشرعيّة بين رئيس الحكومة/أحمد بن دغر, ونائبه ــ وزير الداخلية ــ أحمد الميسريّ؛حول الأمانة العامّة لـ حزب المؤتمر الشعبيّ العام، وهو الخلاف الذي جعل الرجلان يذهبان للتحالف مع الدوحة؛حيث سعى بن دغر في وقتٍ مبكّرٍ إلى إجراء اتصالات مع بعض الأطراف الإقليميّة , وأبرزها السعودية وقطر، وقد وعد الدّوحة بمنح موالين له حصة في الحكومة مقابل دعمه لتولّي منصب أمين عام حزب المؤتمر الشّعبيّ العام.
وفي منتصف أغسطس الماضيّ ؛ كشفت مصادر قريبة من حكومة الشّرعيّة المعترف بها دوليًا عن وجود خلافات عاصفة، جرّاء صراع بين معسكرين؛الأول : يقوده رئيس الحكومة/أحمد عبيد بن دغر , والأخر يقوده نائب رئيس الحكومة وزير الداخلية/ أحمد الميسريّ ؛ حيث يسعى كلّ منهما لـ منصب الأمين العام لحزب المؤتمر، الذي يعتزم إعادة تنشيطه في اليمن بدعم دوليّ وإقليميّ.
وقالت المصادر " : إنّ أحمد الميسري,الذي دخل في خلافات مع رئيس الحكومة ــ الأوفر حظًا ــ لتولّي منصب الأمين العامّ للحزب الأكثر شعبية على مستوى اليمن ، في حين أنّ حظوظ بن دغر الأقل في أعقاب الدعم الذي أبداه الإخوان لرئيس الحكومة الشّرعيّة".
وفسّرت المصادر تلك الأسباب التي دفعت بن دغر إلى توجيه اتّهامات للجنوبيين بالعمالة لإيران...مؤكدة إنّها مجرد تصريحات حاول بن دغر كسب ودّ حزب الإصلاح الإخواني في الوقوف إلى جانبه.
وبدأت حينها وسائل إعلام إخوانية خلال الأشهر الماضية بهجوم إعلاميّ متواصل على وزير الداخلية،فيما تقول مصادر أمنيّة في عدن : إنّ وزير الشباب والرياضة/نائف البكري؛موّل تظاهرات مناوئة للميسري وذلك عقب زيارة الأخير للإمارات.
رئيس الحكومة الشّرعيّة/أحمد بن دغر؛ وعد قيادات إخوانية بـ إبرام صفقة مصالحة مع الإخوان الذين حاولوا في العام 2011م بـ اغتيال زعيم الحزب السابق/علي عبدالله صالح، الذي قتله الحوثيون لاحقًا".
وأكّد المصدر : إنّ هناك توجّهًا دوليًا لدعم حزب المؤتمر، أكبر الاحزاب اليمنيّة شعبيّة، وهو ما يعني أنّه قد يتصدر المشهد مستقبلاً، حيث إنّ الدّعم لهذا الحزب جاء في أعقاب ما تقول المصادر : إنّه ــ الحزب الإخواني ــ تورّط في دعم التنظيمات الإرهابية.
وزار هادي مصر والتقى بقيادات مؤتمرية بارزة، في حين أكد مصدر خاص إنّ وزير الداخلية/أحمد الميسري ؛ سبق له والتقى القيادي المؤتمري البارز/سلطان البركاني ؛وبحث معه آلية تنشيط حزب المؤتمر في الشّمال والجنوب.
واعتمد بن دغر على دعم مالي وإعلامي وسياسي من قطر والإخوان للفوز بمنصب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام، خلفًا لعارف الزّوكا، والرئيس الانتقالي/عبدربه منصور هادي ,رئيسًا للحزب خلفا للرئيس صالح، في مسعى لقطع الطريق على أولاد الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، والذين لا تريد قطر لهم أي مستقبل في اليمن.
وعقد هادي لقاء في العاصمة المصرية القاهرة بقيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام، وذلك في محاولة لكسب ود هذه القيادات لترأس الحزب الأكثر شعبية.
واعتقد الإخوان أنّ إعادة تفعيل نشاط حزب المؤتمر الشعبي العام، يعني النهاية الحتمية للحزب، وهو ما قد يخسر أي مستقبل سياسي للحكم، الأمر الذي جعلهم يسعون عن طريق بن دغر إلى إبعاد الحزب عن نجل صالح السفير أحمد علي.
وحاول بن دغر التماشي مع رغبة قطر في الهجوم على المجلس الانتقالي الجنوبي من خلال مناهضة مشروع استقلال الجنوب، على أمل الحصول على دعم مالي وإعلامي وسياسي قطري وإخواني.
وقال السياسي الجنوبي البارز/فضل محمد ناجي "إنّ قرار عزل بن دغر ؛ كان لأسباب أبرزها "صراع بين الرئيس هادي وبن دغر على رئاسة المؤتمر الشعبيّ، وسبق أن وجّه الرئيس بعدم السّماح لـ ابن دغر بأيّ صرف أو تعيينات، الاحتيال على مطلب الانتقالي بتغيير الحكومة الفاسدة ، والالتفاف على ذلك بالتخلّص من الفاسد بن دغر".
وأكد ناجي "إنّ هادي أراد قطع الطريق على بحّاح العدوّ الّلدود لـ عبدربه وعدم عودته رئيسًا للوزراء بعد تحركاته الأخيرة"... مشيرًا إلى أنّ "القضية كلّها تآمر في تآمر وليس إصلاحًا للأوضاع المنهارة".
وقبل قرار إقالته ؛ عبّرت مصادر يمنيّة في المملكة العربيّة السّعوديّة وجود عدم رضى من حكومة/أحمد عبيد بن دغر,الذي يقيم في العاصمة الرياض منذُ أشهر، وسط انهيار متواصل للعملة اليمنية مقابل العملات الأجنبية؛فيما قالت مصادر مقربة من أحمد عوض بن مبارك : إنّ قرار إقالة بن دغر قد اتخذ وإنّه قد يقدم كبش فداء في مواجهة القوى الجنوبية، التي حاول بن دغر مهاجمتها للتشبث بالحكم.
وحاول بن دغر التملق للسعودية، على أمل أن تدعم بقاء رئيس يقول ساسة سعوديون: إنّه فشل في إدارة المدن المحررة، ناهيك عن ترحيبه للحوار مع الحوثيين.
وعبر ساسة سعوديون عن غضبهم حيال دور بن دغر، خاصة عقب إعلان الحكومة السعودية عن تقديم منحة لليمن.
وعبر محلل سياسي سعودي عن : عدم رضى بلاده بـ أداء الحكومة الشرعية في اليمن، ودعا إلى ضرورة مراقبة الأموال ومنع الحكومة من مواصلة نهب المال العام.
ودعا المحلل والخبير السّعودي/إبراهيم آل مرعي؛وزارة المالية في حكومة بلاده إلى مساعدة وزارة المالية اليمنية.
وقال آل مرعي : "أتمنّى من وزارة المالية السعودية أن تقوم بمساعدة وزارة المالية اليمنية من خلال مراجعة كافّة إجراءاتها، ومراجعة أنشطة البنك المركزي اليمني في عدن وإن تطلّب الأمر زيارة عدن لهذا الغرض
ونبّـه إلى "وجود نشاط كثيف في اليمن لدولٍ لا تريد به خيراً ولا باقتصاده ولا بعملته ولا بأهله".
نهب إيرادات مدن الجنوب المحرّرة
يؤكّد مسؤولون وتقارير إخبارية : إنّ رئيس الحكومة اليمنية/ أحمد عبيد بن دغر ؛ استحوذ على موارد العاصمة عدن وأبرزها موارد ميناء عدن؛التي برر بن دغر ــ حين تمّت مواجهته من قبل محافظ عدن المستقيل ــ عبدالعزيز المفلحيّ بـ أنّ ما تمّ نهبه من إيرادات عدن كان الهدف منه بناء مؤسسة اتصالات بعيدة عن شبكة الاتصالات اليمنيّة التي تخضع للانقلابيّين الحوثيّين.
فـ ابن دغر الذي وصل إلى سدّة الحكم برفقة الجنرال الإخواني /علي محسن الأحمر؛ جاء في أعقاب تعهّد للإخوان بالعمل إلى جانبهم ودعم مشروعهم في اليمن،وهو ما تمّ بعد أن شنّ الإخوان حملة إعلامية على رئيس الحكومة السابق/خالد بحاح ؛ الذي تمّت إقالته من منصبه وعيّن بديلًا عنه الأحمر في منصب نائب الرئيس وبن دغر في منصب رئيس الحكومة، مطلع العام 2016م.
ونجح بن دغر في إعطاء الإخوان استقلالية مالية من خلال الاستحواذ على موارد منفذ الوديعة الجنوبي الذي يدر المليارات.
وقد أكّد محافظ عدن المستقيل/عبدالعزيز المفلحي: إنّ عدن هي المحافظة الوحيدة التي ترفد البنك المركزي بـ الإيرادات من الضرائب والجمارك، وإنّ من المغالطة أن يتمّ ذكر محافظة مأرب وحضرموت والمهرة أنّها تورد إيرادات الضرائب والجمارك للبنك المركزيّ في عدن".
وطالب المفلحيّ ؛ بـ تشكيل لجنة مالية محايدة للنّزول لهذه المحافظات وفتح السّجلاّت بالإضافة لمنفذ الوديعة، وسوف تعرف وتتأكد اللجنة أنّ عدن هي الوحيدة التي ترفد خزينة الدولة وتصرف على المحافظات المحرّرة من إيراداتها، وهذا أمر عجيب فبدلاً من تكريم عدن,وجعلها تستفيد من أبسط إيراداتها ــ التي لولا المحافظة ــ لكانت (الخمسة مليار) وغيرها مع عصابات الحوثي وصالح للمجهود الحربي".
في يناير 2018م، ضبطت قوات الحزام الأمني نحو 160 مليون ريال يمني كانت في طريقها إلى الحوثيين في صنعاء، قبل أن تكشف مصادر حكومية أنّ الأموال مرسلة من رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر الذي كان يدعم الحوثيين بهدف الحصول على ثقتهم في أن يكون رئيسًا توافقيًا خلفًا لهادي.
•كيف استغلّ عدم حصوله على ثقة البرلمان في نهب موارد الجنوب المحرّر؟
وقال مسؤولون "إنّ رئيس الحكومة اليمنية استغلّ عدم وجود أيّ شرعيّة له ممنوحة من البرلمان الذي لم يمنحه الثّقة في نهب إيرادات من الجنوب المحررة، ناهيك عن سيطرته على الأموال التي تقدّمها دول التحالف العربي والعديد من الدول المانحة وتحويلها إلى عملة صعبة وتخزينها في الخارج".
تعدّ حكومة بن دغر بأنّها الحكومة اليمنية الوحيدة التي لم تحظ بثقة البرلمان اليمني، وهو الأمر الذي جعلها تنهب إيرادات البلاد وتقوم بتجريف العملة الصعبة من السوق وهو ما تسبب في انهيار العملة اليمنية.
وأعلن بن دغر مطلع العام الجاري عن أوّل موازنة لليمن منذ الانقلاب؛ إلاّ أنّ تلك الموازنة أصبحت حبرًا على ورق، لم تر النور وهو ما يوحي أنّ تلك الأموال قد تمّ التّصرّف فيها من خلال شراء العملة الصعبة من السوق، وهو ما تسبب بانهيار العملة قبل أن يتهم بن دغر الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين في نهب العملة الصعبة.
عرقلة شركة اتصالات "عدن نت"
شركة الاتصالات التي أعلن هادي خلال تدشينها إنّه بات لديهم فائض في الإنترنت، يقول مستخدمون: إنّه قد تمّ عرقلة عمل الشركة وأنّها قد اقتربت من الفشل وأنّ إغلاقها بات مسألة وقت.
تعتقد بعض المصادر أنّ نائب الرئيس اليمني عبّر عن عدم رضاه لـ إنشاء شركة اتصالات في عدن؛ربّما تشجّع على انفصال الجنوب.
وأكّدت المصادر انّ لقاءً جمع وزير الاتصالات/لطفي باشريف مع نائب الرئيس اليمني/علي محسن الأحمر قد صب في هذا الاتجاه.
ورفض الحوثيون افتتاح شركة اتصالات خاصة بالجنوب،باعتبار أنّ ذلك قد يهدّد مستقبل مؤسسة الاتصالات اليمنية التي يستحوذ الحوثيون على مواردها، وإفشالها ربّما يعزّز من مواصلة الحوثيين الاستيلاء على المليارات التي ترسلها عدن إلى صنعاء حيث مركز التحكم بالاتصالات والإنترنت.
وإفشال شركة عدن نت ربما يعزز الاتهامات للحكومة بالعمل لمصلحة الحوثيين، خاصة أنّ الحكومة باتت في قبضة الإخوان الذين دخلوا في تحالفات علنيّة مع الحوثيين الموالين لـ إيران.
وإذا فشلت شركة الاتصالات الجديدة في عدن، فـ إنّ ذلك يعتبر أكبر خدمة قدمها رئيس الحكومة المقال/أحمد عبيد بن دغر للحوثيين الموالين لإيران، خاصّة وأنّ تصريحاته المناهضة للجنوبيين تؤكّد إنّه ضد أيّ استقلالية للجنوب المحررة، كما إنّه عرقل توريد موارد مأرب الى مركزي عدن، والذي تفيد مصادر يمنية في العاصمة الأردنية عمان إنّ بن دغر بحث مع اقتصاديين إمكانيّة نقل البنك المركزي من عدن إلى عمّان، لمواجهة ما أسماه بـ انهيار العملة.
وتفيد مصادر سياسية "إنّ بن دغر سعى لنقل البنك المركزي إلى الأردن، في أعقاب المطالبة بتوريد إيرادات مأرب ومنفذ الوديعة إلى البنك المركزي في عدن".
وقال مصدر مقرّب من حكومة بن دغر " إنّ بن دغر برّر عدم توريد مأرب لمواردها إلى عدن إلى التقطعات في محافظتي أبين وشبوة والتي قال إنّها ربّما تعرقل عمليّة نقل الأموال، وهو ما جعله يناقش مع اقتصاديين مقترح تقدّم به مسؤولون في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، وتضمن المقترح أن يتم تحييد الاقتصاد ونقل البنك المركزي إلى الأردن.
وتوقع مصدر اقتصادي أن يكون انهيار العملة في الجنوب، هدفه نقل البنك المركزي من عدن إلى خارج أو إعادته إلى صنعاء، في حين تقول مصادر أخرى : إنّ أموالًا بالعملة الصعبة نقلت خلال الأشهر الماضية إلى مأرب، وهو ما يؤكد إنّ حكومة بن دغر عملت بشكل جدي ضد الجنوب وعرقلة أي تنمية أو إعادة إعمار.
وتفيد مصادر حكومية شبه رسمية إلى أنّ ابن دغر استحوذ على أموال وضعت في البنك لإنشاء مشاريع تنموية في عدن من بينها استكمال الجسر البحري وبناء ملعب نادي الجلاء في خور مكسر وهي الأموال التي تقول المصادر : إنّها ذهبت إلى خزينة بن دغر.
افتعال الأزمات السّياسيّة
افتعل بن دغر العديد من الأزمات السياسية في المدن المحررة، من بينها قضية جزيرة سقطرى التي أراد من خلالها ابتزاز دول التحالف العربي، خلال زيارة قام بها إلى هناك وحاول إدخال قوات شمالية قوبلت بالرّفض من قبل أبناء الجزيرة.
ودفع بن دغر بمسؤول يمني إخواني على رأس السلطة المحلية، في مسعى لتمكين الإخوان من الجزيرة أو على الأقل ابتزاز الجنوبيين ودول التحالف العربي لكي يستمر في السلطة، خاصة مع تصاعد المطالب الشعبية بضرورة إقالته.
قضية سقطرى
قضية جزيرة سقطرى افتعلها رئيس الحكومة المقال بن دغر خلال زيارة قام بها إلى هناك تحت عنوان فتح مشاريع تنموية، لكنّه عاد إلى الرياض بعد أن فشل في إثارة الفوضى ومحاولة تمكين قوّات موالية لنائب الرئيس/الأحمر؛يقودها قائد عسكريّ يدعى/أبو عوجاء.
استطاع بن دغر أن يجلب إلى حكومته العديد من المسؤولين الذين لهم ارتباطات بشكل وثيق بالمخابرات القطرية وأبرزهم وزير النقل/صالح الجبواني , الذي عرف بتصريحاته المناوئة للتحالف العربي من على شاشة قناة الجزيرة القطرية.
دعم الأحمر
وكان بن دغر يعتمد في تحركاته على دعم يقدمه له نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، حتى إنّ ابن دغر أصبح متحدثًا رسميًا عن ما يريده الجنرال الأحمر، فرئيس الحكومة المقال ظل يهدد ويتوعد الجنوبيين بحرب لا تبقي ولا تذرــ إن هم استمروا في المطالبة بالاستقلال ــ وهذا لا يبدو أنّه يعبّر عن قناعات الرجل الذي تنقّل حزبيًا من اليسار إلى اليمين،ولا مانع لديه أن يكون اليد اليمنى لنائب الرئيس/الأحمر؛مقابل أن يظلّ في الحكم، وإن كان كلّ عمله ضدّ تطلّعات الجنوبيّين.
راهن رئيس الحكومة المقال/على الأحمرــ في دعمه عقب الضغوط التي مارسها المجلس الانتقالي الجنوبي لإقالة رئيس الحكومة المتهم بالتورط في نهب إيرادات محافظات الجنوب ــ إلا أنّ الأحمر خذله أخيراً خشية من غضب السعودية عليه، وهي التي ترعاه ويقيم فيها منذ أن سلّم الفرقة الأولى مدرّع للحوثيين في سبتمبر 2014م.
اشتراكيّ وإعدام وإعفاء ومؤتمريّ
عرف عن بن دغر أنّه كان أحد أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب... فهو الانفصالي المحكوم عليه بالإعدام من قبل نظام صنعاء، قبل أن يصبح أحد أدواته بعد أن تمّ منحه عضويّة في حزب المؤتمر الشّعبيّ العام.
وعرف عن بن دغر أنّه كان إلى جانب صالح خلال إعلان الحرب العدوانيّة الثانيّة على الجنوب قبل أن ينتقل برضى صالح إلى السّعودية، وهناك منح له هادي رئاسة الحكومة اليمنيّة.
ظل بن دغر ــ وهو رئيس للحكومة ــ يتفاخر بصالح، فهو وأثناء ترأّسه للحكومة اليمنية كان يردد اسم الرئيس/علي عبدالله صالح، الذي يبرّر أنّه لا يزال معشعش في رأسه، في حين أنّه ظلّ يخدمه جرّاء فضل الأخير عليه منذ عودته من المنفى في العام 2006م، والتي حصل بن دغر عقبها على الإعفاء من الإعدام وتمّت ترقيته إلى منصب نائب صالح في قيادة حزب المؤتمر الشّعبيّ العام.
حكم عليه صالح بـ الإعدام ؛ نتيجة وقوفه مع الانفصاليين الجنوبيين ؛ لكن بعد العفو بات بن دغر من أشدّ المدافعين عن تطلعات صالح ومطامعه في الاستمرار في احتلال الجنوب وأدواته، وكان بن دغر يشرعن لنظام صنعاء استمرار نهب الثروات مقابل منصب صوري لا يقدم ولا يؤخر.
مطالب الجنوبيين مناطقية
دأب رئيس الحكومة اليمنية على وصف مطالب الجنوبيين بالمناطقية، ناهيك عن محاولته إثارة الصّراعات القديمة في الجنوب؛فقد أكّد عضو في مكتب إعلاميّ أنشأه سكرتيرابن دغر في عدن، كلّف هذا المكتب بنشر أخبار وإدارت حسابات على مواقع التّواصل الاجتماعيّ لإثارة الفتنة بين أبين ولحج، إلاّ أنّ وعي الجنوبيين كان أقوى.
ويؤكّد مصدر إعلامي إنّ غمدان الشّريف طلب من الإعلاميين الذين يمولهم أن يكثّفوا من تقاريرهم على الصراع بين أبين ولحج في محاولة لـ إثارة الخلافات الجنوبيّة، وحرف أيّ مطالب للجنوبيين بالاستقلال , أو على الأقل بالحصول على مطالبهم المعيشيّة.
أعلن بن دغر استعداده للتصدي للانفصاليين ودعا الشعب اليمني إلى الاستعداد لمواجهة من أسماهم بالانفصاليين والذين يريدون إعادة اليمن إلى عهد التشطير، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
تؤكّد مصادر وثيقة أنّ بن دغر أعطى توجيهات صريحة لمكاتب الهجرة والجوازات بمنح مواطنين شماليّين هويات على أنّهم جنوبيين ولدوا وعاشوا في عدن.
وكشف مصدر أمنيّ ضبط مواطنًا شماليّـًا من محافظة تعز قبل نحو عام بحوزته هويتين أحدهما تبين أنّه من مواليد مغبنة تعز، والأخرى على أنّه من مواليد صيرة عدن...مستغربًا كيف حصل على تلك الهويات.
وبين مصدر في الهجرة والجوزات بعدن أنّه يمكن للشخص أن يحصل على هوية أخرى دون بصمة،وهناك العديد من الوسائل المتاحة لذلك.
وكشف مصدر حكومي أنّ سكرتير بن دغر غمدان الشريف بات لديه ثلاثة جوازات سفر أحدهم دبلوماسيّ صادر عن سفارة اليمن في الرياض، والثاني جواز سفر يؤكّد أنّه من مواليد محافظة مأرب والثالث جواز سفر يمني يزعم إنّ الشريف من محافظة شبوة.
وقال المصدر : إنّ غمدان الشريف برر قطع أكثر من جوازٍ حتى يسهل له التنقّل في الجنوب دون أن يعترضه أحد.
واعتقدت مصادر سياسيّة جنوبيّة أن قيام بن غر بتسهيل عملية الحصول على هويّة من الجنوب هدفه التّحضير لأيّ عملية استفتاء على البقاء في الوحدة أو تقرير مصير الجنوب، وحصول مواطنين شماليين على هويات جنوبية قد ربما يرجح كفة المطالبين بالبقاء في إطار الوحدة على المطالبين بتقرير المصير أو الاستقلال.
بن دغر...في المحكمة بسجل طويل من القضايا !!!
تنظر المحكمة الإدارية في عدن في دعوى ضد رئيس الحكومة مقدمة من قيادات جنوبيّة تطالب بصرف مستحقاته، في حين أنّ الرّجل المتّهم بقضايا جنائيّة منذ عقود بات اليوم محاصرًا بسجل طويل من القضايا.
فـ ابن دغر تقول تقارير صحافية: إنّه متورط في إحداث العنف في الجنوب، ناهيك عن أنّه أطلق تصريحات مناوئة للسلفيين في الجنوب واتهمهم بالتّطرّف بالتزامن مع تعرضهم لحملة اغتيالات واسعة.
من يقتل رجال الدين السلفيين في عدن؟!
سؤال طالما طرقه الكثير من الكتّاب والصحافيّين والسياسيّين، دون أن تكون هناك إجابة واضحة حول من يقتل السّلفيّة غير المتحزّبة، في جريمة أعادت إلى الأذهان ما كان يعتمل في حضرموت مطلع سبعينات القرن الماضي، من أعمال السّحل للعلماء ورجال الدين...
أحمد عبيد بن دغر رئيس الحكومة اليمنية، الاشتراكيّ السابق والمؤتمريّ اللاحق ,الذي بات قريباً من تنظيم الإخوان المتّهم في التّورط بالإرهاب. من العاصمة المصريّة القاهرة التي تتزعّم الحرب على الإرهاب، ظهر في حديث لصحيفة مصرية مدافعًا عن الإخوان الذين قال : إنّهم ليسوا بـ إرهابيين وإنّهم يقاتلون في خطوط التّماس، متهمًا السّلفيين بالتّطرّف وصناعة الإرهاب؛فهل كشف بن دغر عن دور حكومته في قتل رجال الدّين السّلفيّين في عدن؟!.
قال بن غر لـ(اليوم السّابع المصريّة) :"الإخوان في اليمن يمثّلهم حزب الإصلاح وطالما ساند الشّرعيّة في خطوط التّماس الأولى، وبذل الكثير من أعضائه في هذه المواجهة وسيظلّ جزءًا من السّلطة في اليمن كواحد من الأحزاب المؤيدة للشرعية وعاصفة الحزم، وهو حزب خاض الانتخابات بعد الوحدة في 1993م. وقبل بالمشاركة السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي واستمرّ في الحكم عبر الانتخابات لعدة سنوات، ثم خسر الانتخابات وخرج من السلطة، وهنا الفارق بين حزب الإصلاح والأطراف المتطرّفة دينيًا وتدعو للعنف".
منهم المتطرفون دينيًا بـ نظر بن دغر؟
يجيب بن دغر "بعض السّلفيين ــ وليسوا جميعهم ــ فعدد من القيادات السّلفيّة في الحراك الجنوبيّ متطرّفين، نحن نقول بشكل عامّ من يريد الانخراط في الحياة السياسيّة لليمن؛فهذا متاح عبر قنوات سلمية رسمية، ومن يريد الاستيلاء على السلطة سيجد الطريق مغلقًا أمامه".
وكرر بن دغر دفاعه عن إخوان اليمن وتهمة علاقته بالإرهاب قائلًا " الإخوان حزب سياسيّ إذا سعى للسلطة عبر صناديق الاقتراع ليس لدينا ما يمنع فالمنافسة مفتوحة"...محاولاً الهرب من تلك التهم قائلا "هناك خصوصية باليمن فيما يتعلّق بالحركة الإسلامية؛فليس الكلّ متجانس؛فهناك من يقفون إلى جانب بناء الدّولة"؛ في إشارة إلى الإخوان، وهناك يقول بن دغر "من يرفضون ويمارسون العنف أو يدعمون الإرهاب كالقاعدة وداعش وهذا ما نرفضه تحت أيّ حجة دينية"؛ في إشارة إلى السلفيين. ثم تسأل الصحافية المصرية إيمان حنا بن دغر "إذن الفكر المتطرف الذى يبثّ من بعض التيارات الدينية في المساجد يمثل خطرًا من نوع آخر على اليمن؟، فيجيب رئيس الحكومة اليمنية "هناك مساجد تدعو للفكر المتطرف وهذا الفكر يستقطب الشباب لإقناعهم بالانضمام إلى داعش والقاعدة، أعتقد أنّه أخطر ما يمكن خاصة في ظل عدم التزام بعض المساجد بالخطب السمحة للدين الإسلامي".
تصريحات بن دغر دفعت ناشطين جنوبيين إلى استذكار دور بن دغر في سحل علماء الدين في حضرموت مطلع سبعينات القرن الماضي .
يقول الناشط السياسي أحمد فرج بن عيدان "جرائم بن دغر في القتل والسحل وقلقه الشديد وأرقه يجعله يبحث قوة أجنبيّة باطشة تحميه من حقّ الحضارم في محاكمته على جرائمه البشعة ولهذا يجتهد عليه استرضاء المحتلّ بكل ما أوتي من قوة وفهلوة ليجد لديهم الحماية والأمان .