موارد عدن تستخدم في ضرب القضية..

 تقرير: هادي والإصلاح.. مخطط حل مشروعية قضية الجنوب

ترفض حكومة الرئيس الانتقالي اليمني كل اشكال الحوار مع الجنوبيين

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

أعلن في العاصمة المصرية القاهرة عن انشاء تحالف سياسي بين الموالين للرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي وحزب التجمع اليمني للإصلاح "النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الذي تصنف العديد من البلدان من بينها مصر على قوائم التنظيمات الإرهابية المحظورة.

وقالت مصادر يمنية في مصر لـ(اليوم الثامن) "ان التحالف السياسي بين هادي وإصلاح، والذي أطلق عليه (التكتل الوطني الجنوبي)، تم برضى سعودي، أعلنت رؤيته السياسية انه موجه ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، لكنه أكد رفض تحالف هادي والإصلاح كل اشكال الحوار مع الجنوبيين، على عكس ترحيب التحالف ذاته بالحوار مع الحوثيين الموالين لإيران".

وأكدت وثيقة رؤية التحالف اليمني على رفض حكومة هادي والإصلاح الحوار مع القوى الجنوبية الرافضة لمشروع تقسيم الجنوب الى اقليمين وضرب قضيته العادلة، والقائمة على حق استعادة دولة انقلب عليها بالحرب والاحتلال العسكري، حيث اقرت وثيقة رؤية الائتلاف الوطني تمسكها بما اسمته مخرجات مؤتمر الحوار اليمني، والتي اقرت تقسيم الجنوب الى ثلاثة أجزاء عدن وحضرموت، ثم عزل عدن عن محيطها في المحافظات الجنوبية الأخرى.

وصفت الرؤية قضية دولة اليمن الجنوبية بـ"المظالم"، دون ان تشير الى فتوى التكفير الشهيرة التي أصدرها تحالف نظام صنعاء في صيف 1994م، وهو التحالف الذي يقول جنوبيون إنه قائم إلى اليوم.

ودعا التكتل اليمني الى ما اسماه معالجة قضايا الجنوبيين، دون ان يشير الى ما هي تلك القضايا التي يطالب بحلها، لكنه شدد على ضرورة تجريد ما اسماه بالمليشيات في المدن المحررة من السلاح، وجعل ذلك حصرا في قوات الجيش والشرطة التابعة للحكومة الشرعية.

وشددت الرؤية على ضرورة تطبيق ما اسماه بمشروع الدولة الاتحادية، الأمر الذي يؤكد على ان التحالف وفقا لما ورد في رؤيته لضرب مشروعية القضية الجنوبية.

وحرم الائتلاف وجود أي قوة عسكرية بيد الجنوبيين، حيث جرمت الوثيقة ما اسمته تشكيل قوة عسكرية خارج سيطرة شرعية الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، وهي رسالة واضحة لقوات الحزام الأمني والنخبة وهي قوات جنوبية، يشرف عليها تنظيميا وعسكريا المجلس الانتقالي الجنوبي.

ولم تشر الرؤية الى الإرهاب والحوادث الإرهابية التي ارتكبت في عدن، غير انها طالبت بالكشف عن ما اسمته بالسجون السرية في الجنوب وإخضاع تبعيها للحكومة الشرعية.

وجرمت الرؤية الخطاب الجنوبي الداعي الى الاستقلال عن صنعاء، معتبرة ان ذلك يدعو للتشرذم والفرقة، وهي مصطلحات دأب نظام صنعاء على تكرارها منذ منتصف التسعينات، ردا على مطالب الجنوبيين بالاستقلال.

وأعتبر المحلل السياسي والعسكري العقيد صالح علي "أن ما اعلنه  عنه في القاهرة، هو اعلان تحالف حرب ضد كل من يرفض مخرجات مؤتمر الحوار اليمني".. موضحا في حديث خاص لـ(اليوم الثامن) "خروج رؤية سياسية بهذه النقاط والعبارات وان كانت منمقة باسم معالجة المظالم الجنوبية، لكنها في الحقيقة تحالف سياسي هدفه حل وضرب مشروعية القضية الجنوبية، وتجريم أي دعوات، ترفض مشروع التقسيم".

وقال ان "الأحزاب اليمنية التي وقعت على وثيقة الرؤية، هي أحزاب يمنية اجرمت في حق الجنوب، وأبرزها أحزاب الإصلاح صاحب فتوى التكفير الشهيرة، والمؤتمر حزب الرئيس اليمني الذي اعلن الحرب على الجنوب، وأحزاب تنظيمات الإخوان الإرهابية ومنها الرشاد والنهضة".

وقال "حقيقة نستغرب ان تسمح مصر لانشطة هذه الأحزاب التي تصنف قياداتها على قوائم الإرهاب الدولي، وأبرزهم قيادات أحزاب الإصلاح والرشاد والنهضة".

 من جهته، اعتبر مصدر جنوبي في الحكومة الشرعية ما جرى في مصر بأنها مؤامرة خبثة هدفها إيجاد شرخ في الداخل الجنوبي.

وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه :"اجتمعنا مع الرئيس هادي في منتصف العام 2018م، في الرياض وطلبنا منه توجيه دعوة للحوار مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وقلنا له انه يجب الجلوس مع هؤلاء الذين كان لهم دور مشرف وكبير في الحرب ضد الحوثيين، الا ان هناك من عرقلة ذلك بتضليل الرئيس هادي بتقارير كيدية.

وقال :"حقيقة نتخوف من ان يؤسس هذا التحالف المعلن عنه في القاهرة لصراع في الداخل الجنوبي، على غرار الصراعات الماضية التي ضرب الجنوب في مقتل".

 

وحول موقف الأحزاب اليمنية من قضية الجنوب، قال المصدر :"هذه الأحزاب وابرزها الإصلاح والمؤتمر كان الاحرى بها ان تقدم اعتذارا للجنوبيين عن فتوى التكفير الشهيرة".. مستدركا ان قيادات مؤتمرية في حزب صالح، سبق لها وأكدت الفتوى واعتذرت عنها، لكن ذلك لا يكفي يجب ان يكون الحزب بشكله الرسمي والتنظيمي هو من يبادر بالاعتذار عن تلك الفتوى التكفيرية الشهيرة التي اجازت قتل المستضعفين الجنوبيين ونهب حقوقهم".

وكشف المصدر ان مؤتمر القاهرة الذي انتج التكتل الحزب اليمني، مول بأموال من عائدات موارد الجنوب.

مصدر موال للحكومة الشرعية ومناهض للتكتل السياسي اليمني  قال لـ(اليوم الثامن) إن :"الأموال التي صرفت على هذا المؤتمر هي في الأساس أموال جمعتها الحكومة الشرعية من موارد الجنوب، من موانئ برية وبحرية وجوية".. مؤكدا ان الجنوبيين يشترون المشتقات النفطية بسعر الضعف على ما يباع في مارب، وهذه الزيادة تذهب لتمويل تكتلات سياسية مناهضة للجنوب وقضيته العادلة".

وأضاف "أمر محزن ان تذهب موارد عدن لتمويل أنشطة سياسية معادية للعاصمة وللقضية الجنوبية، على الرئيس هادي ان يعيد التفكير فيما تفعله الأحزاب اليمنية، انها تريد السيطرة على الجنوب ولو تطلب هذه الأمر حربا كالتي جرت في العام 1994م أو حرب 2015م، الأحزاب هذه تركت الحوثي يعبث بالشمال واتجهت صوب الجنوب".

وقال :" ان قيادات في الحراك والمقاومة الجنوبية ابرزهم اديب العيسي وانيس العولي وأخرون أعلنوا رفضهم لتكتل الاحزاب اليمنية قبيل انعقاده، واكدوا ان الهدف من هذا التكتل ضرب مشروعية القضية الجنوبية وإعادة انتاج الأحزاب اليمنية في الجنوب.