الشرعية تحتج..

استهداف حوثي لمقر لجنة اعادة الانتشار في الحديدة

ميليشيات الحوثي

وكالات (لندن)

واصلت الميليشيات الحوثية في محافظة الحديدة اليمنية تصعيدها العسكري وخروقها لاتفاق وقف إطلاق النار باستهداف الفريق الحكومي المشارك في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، أمس، في وقت عبرت الدول الخمس دائمة العضوية عن قلقها جراء عدم تنفيذ اتفاق السويد، داعية إلى الإسراع في التنفيذ بحسن نية.

وأفادت مصادر حكومية رسمية بأن الميليشيات الحوثية استهدفت فريق الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار المكون وفق اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة.

وقالت المصادر إن ميليشيات الحوثي استهدفت الفريق الحكومي بصواريخ «كاتيوشا» أمس أثناء اجتماع أعضائه بالقادة الميدانين في الحديدة لغرض الاستعداد لتنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار بناء على ما تم الاتفاق عليه مع المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث والحكومة الشرعية.

واتهمت المصادر الجماعة الحوثية بأنها تسعى في شكل حثيث «لإفشال أي جهود إيجابية يقدمها الفريق الحكومي لإنقاذ اتفاق السويد بشأن الحديدة» وقالت إن «استهداف الفريق بصواريخ الكاتيوشا ليست المرة الأولى وقد لا تكون الأخيرة». بحسب ما جاء على لسان مصدر حكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار.

من جهته، دعا وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى ممارسة المزيد من الضغوط الدولية على الجماعة الحوثية لإرغامها على تنفيذ اتفاق السويد، وذلك أثناء لقائه بالسفير الفرنسي في اليمن كريستيان تيستو أمس في الرياض. وأشار اليماني - بحسب ما نقلته وكالة «سبأ» الحكومية - إلى «التزام الحكومة الإيجابي بتنفيذ اتفاق استوكهولم، في وقت تختلق ميليشيا الحوثي الانقلابية أعذارا وعراقيل للتهرب من تنفيذ الاتفاق».

وأكد اليماني ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على الميليشيات لتنفيذ الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة وبدعم دولي، خاصة من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.

وأثنى اليماني على مساهمة فرنسا في دعم الحكومة اليمنية والعملية السياسية ومساهماتها القيمة في جهود الإغاثة في بلاده، وأكد اهتمام الحكومة بتعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون بين اليمن وفرنسا. ونسبت المصادر الرسمية إلى السفير الفرنسي قوله إن «بلاده تتابع عن قرب التطورات خاصة ما يتصل بتنفيذ اتفاق استوكهولم»، إلى جانب تأكيده «دعم باريس للعملية السياسية بناء على المرجعيات المتوافق عليها».

في غضون ذلك عبر سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لدى اليمن (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) أمس في بيان مشترك عن القلق البالغ لكون الاتفاقات التي تم التوصل إليها في استوكهولم في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لم تنفذ بعد.

وقال بيان السفراء إن الاتفاقات لم تنفذ «بما في ذلك إعادة انتشار القوات في الموانئ ومدينة الحديدة، وتبادل الأسرى والمعتقلين، والاتفاق بخصوص تعز».

وأكد البيان أن سفراء الدول الخمس لدى اليمن «يدعمون وبقوة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، ورئيس بعثة الأمم المتحدة في الحديدة، مايكل لوليسغارد، لضمان أسرع تنفيذ ممكن للترتيبات المتفق عليها في استوكهولم لإعادة الانتشار من موانئ ومدينة الحديدة».

ودعا البيان «جميع الأطراف إلى ضمان قيام بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة بأداء عملها بأمان ودون تدخل». كما رحب «بالاقتراح الأخير المقدم إلى الحكومة اليمنية والحوثيين لتسهيل تنفيذ اتفاق الحديدة». وقال البيان: «نحث الطرفين على البدء في تنفيذ الاقتراح بحسن نية من دون المزيد من التأخير ودون السعي لاستغلال عمليات إعادة الانتشار من قبل الجانب الآخر».

وأكد أنه «بالإضافة إلى ذلك، نشعر بالقلق إزاء تدهور الوضع الإنساني في اليمن، بما في ذلك قصف مطاحن البحر الأحمر والقتال العنيف في محافظة حجة».

وجددت الدول الخمس التزامها «بحل سياسي شامل يستند إلى القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها والوثائق الختامية لمؤتمر الحوار الوطني اليمني».

في الأثناء استمرت الميليشيات الحوثية في التصعيد العسكري في مناطق مختلفة من جبهات محافظة الحديدة الساحلية، حيث أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن الجماعة الموالية لإيران جددت قصف مواقع القوات المشتركة في مديريتي حيس والتحيتا.

وأفاد الموقع الإعلامي لقوات ألوية العمالقة بأن الميليشيات استهدفت مواقع قوات العمالقة بمختلف الأسلحة المتوسطة ومنها سلاح 14.5 و12.7 إلى جانب أسلحة القناصة وهو ما اعتبره الموقع خروقا حوثية للهدنة الأممية بشكل واضح في محافظة الحديدة.

وكشف الموقع الإعلامي عن قيام الميليشيات بقصف مواقع قوات العمالقة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة بمختلف القذائف المدفعية، وقال إن «وحدة الرصد والمتابعة لألوية العمالقة رصدت قيام الميليشيات بقصف مدفعي على مواقع العمالقة في التحيتا بقذائف مدفعية الهاون والآر بي جي بشكل كثيف».
وترفض الجماعة الحوثية تنفيذ الانسحاب من مدينة الحديدة وموانئها، بموجب اتفاق استوكهولم، كما ترفض الخطة الإجرائية التي وضعها رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار وكبير المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسغارد من أجل تنفيذ عملية الانسحاب على مرحلتين.

وفي حين يرجح كثير من السياسيين اليمنيين أن الاتفاق الخاص بالحديدة بات ميتا بحكم مرور ثلاثة أشهر عليه دون أن تقوم الجماعة الحوثية بتنفيذه، كان كبار قادة الجماعة أكدوا أنهم لن يقبلوا أي انسحاب أمني لعناصرهم أو لقياداتهم المعينين في السلطة المحلية، بزعم أن اتفاق السويد نص على الانسحاب العسكري فقط، مع بقاء المدنية والموانئ تحت إدارتهم.

في سياق سياسي متصل، قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش، في تغريدة له على «تويتر» إن «الأولوية في اليمن هي للمواجهة مع الحوثي».

وأشار إلى أنه من دون المواجهة «فلن يستقر اليمن ويتأثر سلبا أمن المنطقة، أما الساعي لمعركة أو فتنة خارج هذا السياق فدوره محكوم عليه بالفشل». على حد تعبيره.