برنامج المقاتلات المتطورة "أف 35"..

ما هو الثمن الحقيقي لطرد تركيا من برنامج المقاتلات الأمريكية

المقاتلات الأمريكية

واشنطن

كتب الباحث سينان سيدي في موقع ستراتفور الأمريكي، إن إدارة الرئيس الأمريكي أعلنت في أواسط يوليو (تموز) أن أمريكا وضعت حداً للمشاركة التركية في برنامج المقاتلات المتطورة أف 35" "، وذلك رداً على استلام تركيا الدفعة الأولى من نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400.

مقاتلاتها من طراز إف-16 تتقدم في العمر، كما عفا الزمن على أسطولها الجوي المكون من إف-4 وإف-5 (مع تحطم العديد منها في السنوات الماضية)

ومن شأن القرار الأمريكي أن يحول دون تسلم أنقرة أي قطعة ضمن صفقة تتضمن شراء مئة مقاتلة من هذا الطراز كانت قد أوصت عليها في وقت سابق. كما أوقف قرار البيت الأبيض مشاركة المتعاقدين الأتراك في سلسلة إنتاج أف-35.

كان مقرراً أيضاً أن تستضيف تركيا قاعدة للصيانة، حيث يمكن دول الشرق الأوسط التي لديها أساطيل من طراز إف-35 الحصول على خدمات لمقاتلاتها. وقد أُلغيت هذه الخطة التي من المتوقع أن تكلف إدارة ترامب 500 مليون دولار. أما بالنسبة إلى تركيا، فإنها سبق أن دفعت فعلاً أكثر من مليار دولار لخطط شراء المقاتلة إف-35، وهو مبلغ غير قابل للاسترداد.

الجيل التالي

وأشار إلى أنه من خلال تسلم صواريخ إس-400، فإن تركيا لم تعرقل سلسلة الإمداد والتصنيع الخاصة بالمقاتلة إف-35 فحسب، بل إنها فقدت أيضاً قدرتها على إضافة الجيل التالي من الطائرات المقاتلة إلى مخزونها من القوات الجوية. وكان يمكن الدخل الذي سينتج عن تقديم الخدمات لطائرات إف-35 لدول شرق أوسطية مثل إسرائيل أن يعادل الثمن الذي كانت ستدفعه أنقرة ثمناً لصفقة الطائرات. ومن منظور أوسع، اختارت تركيا شراء سلاح تكتيكي -إس 400- قد يوفر قدراً ضئيلاً من الأمن في ظل مجموعة محدودة من الظروف، عوض شراء أف-35 التي كان من شأنها أن تمنح سلاح الجو التركي هيمنة إقليمية.

خيارات تركيا
ورأى أنه في هذه المرحلة، يبقى من غير الواضح ماهية خيارات تركيا. إن مقاتلاتها من طراز إف-16 تتقدم في السن، كما عفا الزمن على أسطولها الجوي المكون من إف-4 وإف-5 (مع تحطم العديد منها في السنوات الماضية). وشرعت تركيا في تسلم مكونات إس-400 في منتصف يوليو (تموز)، بينما أبدت روسيا استعدادها لبدء نقاشات مع تركيا لبيعها مقاتلات روسية.

وأوضح أنه على رغم أن شحنات إس-400 إلى تركيا قد بدأت، فإن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد صرح للصحافيين بأن عملية تسليم المكونات والصواريخ بالكامل لن تكتمل حتى إبريل 2020. ومن المحتمل أن نظام إس-400 لن يصبح جاهزاً قبل طرح السؤال التالي: هل تقوم تركيا بعملية شراء للوقت.

"مواجهة خصوم أمريكا"
وكان الكونغرس حذر من أن تركيا ستواجه عقوبات كبيرة بموجب قانون "مواجهة خصوم أمريكا من طريق العقوبات" إذا نشرت صواريخ إس-400. فماذا لو تأخرت تركيا عن تشغيل الأنظمة، أو حتى بيعها لطرف ثالث؟ ولهذه الأسباب، طلب ترامب مساحة للتفاوض مع تركيا قبل تنفيذ العقوبات.

ورأى الباحث أن التصدع في العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة يأتي في وقت سيء بسبب التوتر المتصاعد في في شرق المتوسط على خلفية التنقيب التركي عن النفط قبالة شواطئ قبرص. ويبقى من غير الواضح هل ستسعى تركيا إلى العمل مع شركائها الأوروبيين أو انتهاج مسار مستقل؟