حذر السعودية من مغبة تمكين الإخوان جنوبا..
معهد واشنطن: مأرب معقل محمي للقاعدة والحل في إزاحة هادي
أطلق معهد واشنطن تحذيرات من مغبة تمكين الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، لمليشيات إخوان اليمن التي تتمركز في مأرب، من التوسع جنوباً، مؤكدا ان ذلك يشكل تهديدا على المنطقة، من التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تحظى بالحماية في مارب، وسط عدم وجود جدية للسعودية في محاربة الإرهاب.
التحليل الذي أعده لمعهد واشنطن :" - ألكسندر ميلو هو محلل الأمن الرئيسي في الشركة الاستشارية للمخاطر "هورايزن كلاينت آكسس"، و مايكل نايتس هو زميل أقدم في معهد واشنطن – "شدد على أهمية إزاحة الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، الذي وصفه بـ"وكيل انتقالي عيّنته الأمم المتحدة"، خاصة بعد ان أظهر رغبة كبيرة في البقاء رئيسا، وهو ليس منتخباً.
وأشار التحليل الى التحشيد العسكري لقوات الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي في الجنوب ومحاولة اقتحام أبين وعدن.. موضحا "أن الحرب بين من وصفتهم بالانفصاليين الجنوبيين والقوات الموالية لهادي وما تختزن الكثير من العِبَر التي يمكن أن يتّعظ منها صانعو السياسات في الولايات المتحدة الذين يتوقون لتقييم قوة هادي، والدورَين الحاليين للسعودية والإمارات في الصراع الدائر، وخطر استعادة تنظيم "القاعدة" قوته في اليمن؛ في تأكيد صريح على ان التحركات العسكرية لمأرب صوب الجنوب قد تعمل على إعادة نشاط وانتشار تنظيم القاعدة وداعش، خاصة وان المعهد قد أكد على دور الإخوان في رعاية القاعدة وحمايتها في مأرب.
وتحدث التحليل عن احداث عدن الأخيرة والتي شهدت محاولة قوات مأرب السيطرة على العاصمة الجنوبية، ووصف الخلايا التي هاجمت قوات الأمن في عدن بـ"مليشيات هادي"، الأمر الذي يعزز الاتهامات بأن هناك عناصر إرهابية قاتلت الى جانب حكومة هادي.
ولفت تحليل معهد واشنطن إلى أن " تمتُّع المليشيات العسكرية التابعة لهادي بالمرونة على الرغم من تصدّعها، بأربعة عوامل هي: أولا، الدعم السياسي والمادي المستمر من السعودية، ثانيا الكفاءة القيادية لعلي محسن الأحمر ومحمد المقدشي، ثالثا شَمْلْ ميليشيات إسلامية متطرفة وقوية ومدفوعة الأجر من قبل السعودية في الهجوم المضاد مع الإشارة إلى أنها مجندة من فصيل "الإصلاح" (تنظيم الإخوان)، ومنحدرة من مأرب، ورابعا الحصول على أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدافع في وقت افتقرت فيه قوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" إلى الكمّ نفسه من هذه الأسلحة.
وأطلق المعهد تحذيرات لصناع الساسة في واشنطن، قائلا :" بما أنه لم يتم بعد تسوية الأزمة الراهنة في جنوب اليمن، يجب على صانعي السياسات في الولايات المتحدة التنبه إلى أي تغيرات جديدة محتملة تطرأ على النزاع".. مشيرا الى رغبة حكومة هادي (الإخوان) السيطرة على منابع النفط في محافظة حضرموت الغنية، قد يشجع الحوثيين على الهجوم جنوبا والسيطرة على باب المندب".
وأكد "أن إيران تهدد علنا جميع المعابر المائية الاستراتيجية في المنطقة، فقد يبدو المضيق جذابا بشكل خاص لبعض القيادات الحوثية الأكثر ارتباطا بطهران".
وألمح إلى خطورة "سحب هادي قوات عسكرية من مأرب والدفع بها صوب محافظة حضرموت، لقتال قوات الانفصاليين الجنوبيين، وبأن ذلك يجعل الكثير من المناطق ومنها باب المندب، عرضة للسيطرة الحوثية المدعومة من طهران".
وقال معهد واشنطن "ينبغي على الولايات المتحدة والأمم المتحدة أن تعملا على ردع كلا الجانبين عن الاستحواذ على الأراضي، الأمر الذي من شأنه تقويض عملية السلام الهشة إلى حدٍّ أكبر".
وأضاف المعهد "من الجانب الحوثي، يبدو أن المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة مع المتمردين عبر القنوات الخلفية قد أصبحت أمرا روتينيا، ولذا يجدر بواشنطن استخدامها لإخطار القادة الحوثيين بأن أي زحف عسكري يشنّه الحوثيون مستقبلا قد يؤدي إلى تكثيف المساعدات الدبلوماسية والاستخباراتية وآليات الدعم العسكري غير القتالي التي تقدمها الولايات المتحدة للحكومة اليمنية وحلفائها في التحالف".
وجدد المعهد تحذيراته للولايات المتحدة والسعودية من خطورة دعم هادي للسيطرة على حضرموت، قائلا "أما من ناحية هادي، فيجب على الأمم المتحدة وواشنطن والسعودية أن تعمل بعزم لكي تثني الحكومة عن شن هجوم جديد على حضرموت، وهو ما قد يكون عملا عسكريا من دون استفزاز مسبق، وقد لا ينجح بالسهولة نفسها التي نجحت بها الحملات على شبوة وأبين".
وأكد المعهد "على أنه لا يجب التوقع من الرئيس هادي أن يحرر صنعاء في المستقبل القريب، إلا أنه تمكّن من الحفاظ على الدعم السعودي، وأعاد إدخال قواته إلى الجنوب، واستولى بصورة كاملة على ممر إمدادات الطاقة بين مأرب وشبوة، وجهّز قواته للتوسّع في جنوب حضرموت، فضلا عن ذلك، أبدى الرئيس هادي رغبة كبيرة في البقاء في منصبه، ودأب باستمرار على تحسين وتقوية حكومته المكوّنة من أصحاب نفوذ ورجال أعمال وتكنوقراطيين من شمال اليمن والجنوب".
وحذر المركز من استمرار بقاء هادي رئيسا لليمن، وقال إن الأمر يختلف حين أن تحصين حلفائه على كافة المستويات سيكون أمرا مفهوما بالنسبة لزعيم منتخَب"، لكن الوضع مع هادي يؤكد التحليل "إلا أن الأمر أقل قبولا بالنسبة إلى وكيل انتقالي عيّنته الأمم المتحدة".
وشدد المعهد على ضرورة منع هادي من التوسع نحو حضرموت، قائلا "لذلك بالإضافة إلى توجيه هادي بعيدا عن أي هجوم على حضرموت، يجب على الأمم المتحدة وحكومتَي واشنطن والرياض الإسراع بمناقشة العملية الانتقالية ما بعد الرئيس المؤقت في المرحلة المقبلة".
وأكد معهد واشنطن على ان حكومة مأرب الخاضعة لسيطرة تنظيم الإخوان الممول من السعودية وقطر أصبحت تشكل معقلا وحماية لتنظيم "القاعدة" الإرهابي".
وقال التحليل "فسحة للتنفَّس لتنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية": من المرجح أن يستفيد تنظيم "القاعدة" من تراجع نفوذ الإمارات وتحسّن الوضع بين هادي وحزب "الإصلاح". فبعض ميليشيات "الإصلاح" التي مكّنت الحكومة من تنفيذ هجومها المضاد الأخير تضم في صفوفها الكثير من المتطرفين من تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، كما أن هادي وداعميه السعوديين لم يركّزوا كثيرا على التصدي لهذا التنظيم الإرهابي منذ بدء الحرب الحالية في عام 2015".
وقال "اليوم أصبح للتنظيم معقل محمي في مدينة مأرب ويتمتع بالحرية الكاملة للتنقل في المناطق الريفية القبلية المحيطة بالمدينة، هذا وإن الحملة التي تقودها الإمارات والتي تدعمها الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم في غرب شبوة وأبين قد تتعرض للخطر إذا ما فقد الإماراتيون نفوذهم في هاتين المحافظتين".
وقال "بينما ستترك الإمارات على الأرجح قوة كبيرة لمكافحة الإرهاب في شبوة، فقد تتضاءل قدراتها إذا أصبحت السعودية هي القوة الرئيسية في المحافظة واستمرت ثقة القوات الجنوبية بأبوظبي في التراجع".
ولتجنب هذا السيناريو، يقول المعهد "يجب على وكالات الاستخبارات والدفاع الأميركية أن تشجّع الإمارات على الحفاظ على انخراطها الكامل في الحرب ضد تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية"، بينما يضغط المسؤولون الدبلوماسيون بهدوء على الرياض وهادي لضمان ألا يصبح التراخي السعودي في محاربة التنظيم هو الوضع الاعتيادي الجديد في شبوة وأبين وحضرموت".