جهود استثنائية..

تقرير: السعودية تؤكد جاهزيتها للوفاء باحتياجات العالم النفطية

المملكة اثبتت أنها مصدر النفط الموثوق والآمن والأكثر استقلالا

الرياض

أكدت المملكة العربية السعودية الثلاثاء، جاهزيتها للوفاء باحتياجات العالم من النفط، بعد نجاح الجهود الاستثنائية التي بذلتها لاستعادة كامل إنتاجها في وقت أسرع من المتوقع إثر الهجوم الذي استهدف منشأتين نفطيتين لأرامكو الشهر الماضي.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن مجلس الوزراء تطرق في الجلسة التي رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الثلاثاء، "إلى ما أكدته المملكة خلال المشاركة في أسبوع الطاقة الروسي المنعقد في موسكو، من جاهزيتها للوفاء باحتياجات العالم من النفط".

وأضافت "واس" أن المملكة "بذلت جهودا استثنائية لاستعادة قدرتها لإمداد الأسواق خلال 72 ساعة من الاعتداء الإجرامي على منشأتي خريص وبقيق، مما عزز مكانة المملكة بصفتها مصدر النفط الموثوق والآمن والأكثر استقلالا".

وتعرضت منشأتا النفط التابعتان لشركة النفط الحكومية العملاقة أرامكو لهجوم اتهمت فيه السعودية وعدد من الدول الغربية إيران بتنفيذه في 14 سبتمبر/أيلول، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط وحرائق وأضرار نجم عنها خفض إنتاج الخام في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم للنصف نتيجة توقف إنتاج 5.7 مليون برميل يوميا.

وفشلت طهران التي اعترفت اليوم الثلاثاء بتراجع صادراتها من النفط بسبب العقوبات الأميركية عليها، في تعطيل امدادات النفط العالمية عن طريق استهداف ناقلات النفط في بحر الخليج وخاصة في مضيق هرمز الاستراتيجي في الأشهر الماضية عبر تكليف وكلائها بمهمة الهجوم على السفن أو المنشآت النفطية في المنطقة لتهديد أمنها بهدف تخفيف الضغط على قطاع النفط الذي يعد شريان اقتصادها المنهار.

وقال وزير الإعلام السعودي تركي بن عبدالله الشبانة، عقب جلسة مجلس الوزراء، إنه تم استعرض بيان الاجتماع الاستثنائي لرؤساء أركان مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد بمدينة الرياض الخميس الماضي، للتشاور بشأن التهديدات والأوضاع الإقليمية الحالية لتحقيق مزيد من التنسيق العسكري الخليجي المشترك.

وأكد الشبانة على جاهزية القوات المسلحة بدول مجلس التعاون الخليجي للتصدي لأي تهديدات أو هجمات إرهابية، وإدانة للاعتداءات التخريبية الأخيرة التي تعرضت لها المملكة، وانتهاك أجواء بعض دول المجلس لتنفيذها، والاعتداءات على ناقلات النفط وتهديد حرية الملاحة البحرية.


وأمس الاثنين، بحث وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان مع وزير التنمية الاقتصادية الروسي ماكسيم أوريشكين، دور الرياض وموسكو في استقرار الأسواق العالمية من خلال التنسيق المستمر بينهما في هذا المجال.

وقالت "واس" إن الجانبان "أشادا بالنتائج المتحققة من اتفاقية أوبك مما يساعد على استقرار السوق البترولية ومستقبل الصناعات البترولية".

وقال وزير الطاقة السعودي خلال حضوره مؤتمر للطاقة في موسكو، الأسبوع الماضي إن طاقة إنتاج النفط في المملكة الآن تبلغ 11.3 مليون برميل يومياً، مضيفاً أن الهجمات التي قلصت إنتاج أكبر مصدر للنفط في العالم إلى النصف، كانت محاولة لتدمير سمعة السعودية باعتبارها "مورداً موثوقاً وآمناً للنفط يعول عليه".

واستطاعت السعودية إبقاء الإمدادات إلى العملاء عند مستويات ما قبل الهجمات عن طريق السحب من مخزوناتها النفطية الضخمة وعرض خامات من حقول أخرى.

وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن بلاده تركز حالياً على طرح شركة "أرامكو وإدراجها في البورصة قائلا "نود أن نتأكد من أن الطرح العام الأولي هو الأنجح".

وأوضح أن "المملكة تعمل على تنويع مواردها من الطاقة وإضافة المصادر المتجددة والطاقة النووية".

ويأتي تأكيد السعودية على التزامها بتوفير امدادات النفط في وقت يشهد فيه سوق النفط العالمي اضطرابات، حيث ارتفعت أسعار النفط الثلاثاء، بفعل الاحتجاجات التي تشهدها بعض البلدان المنتجة للنفط الخام مثل العراق والإكوادور، بينما يترقب المستثمرون ما ستسفر عنه محادثات التجارة الأميركية الصينية هذا الأسبوع.

وهددت احتجاجات في العراق (ثاني أكبر منتج بأوبك) والإكوادور (أصغر المنتجين بأوبك) بتعطيل الإنتاج من كلا البلدين العضوين بمنظمة البلدان المصدرة للبترول.

كما يغلب الحذر على تعاملات المستثمرين قبيل المحادثات الأميركية الصينية التي من المقرر أن تُجرى في واشنطن يوم الخميس، على الرغم من أنه من غير المتوقع أن تتمخض عن اتفاق شامل لإنهاء حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.