شن حروباً سرية..

تقرير: لماذا خسر المرتزقة الروس الأشهر حظوتهم لدى الكرملين؟

تدمر ودير الزور

وكالات

تناول الصحافي نيل هوير في تقرير بمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أوضاع الشركات الأمنية الروسية الخاصة في الخارج، قائلاً إن شركة فاغنر، مجموعة المرتزقة الغامضين، تشن حروباً سرية نيابة عن الكرملين في أوكرانيا، وسوريا، وأفريقيا الوسطى.

عمد الكرملين إلى تقليص نفوذ الشركة بعد محنة فبراير (شباط) 2018، وانتقل عناصرها الأكفياء إلى شركة منافسة

 وتبدو هذه الجماعة على طراز روايات توم كلانسي. فقد تمركزت شركة فاغنر، التي تأسست بسبب حاجة الكرملين إلى انكار العمليات العسكرية لموسكو في الخارج، في الخطوط الأمامية بأعنف المعارك في شرق أوكرانيا، وسوريا في السنوات الأخيرة، قبل أن تحتل عناوين الصحف بعد هجومها الشهير على موقع عسكري أمريكي في شمال شرق سوريا في فبراير(شباط) 2018.

وبدا أن شركة فاغنر تؤذن بحقبة جديدة، وستشكل في ما بعد رأس الحربة لسياسة روسية عدوانية جديدة في الخارج. إلا أن هذه الشركة باتت أقل نفوذاً مما كانت عليه.

تراجع حظوظ فاغنر
وشهدت الأشهر الأخيرة تراجع حظوظ فاغنر، وجاء في تحقيق لمجموعة نوفايا غازيتا الإعلامية الروسية المستقلة، أن ثلاثة متعاقدين عسكريين روس قتلوا في وسط سوريا في منتصف يونيو (حزيران) الماضي، وأنهم لم يكونوا من موظفي فاغنر، بل كانوا جزءاً من شركة أخرى تدعى شيلد. وكانت هذه الخسائر الأولى لشركة روسية مؤكدة غير مرتبطة بفاغنر في سوريا.

تدمر ودير الزور
وهذه حقيقة أصبحت أكثر أهمية بسبب وجودها في الصحراء السورية وسط البلاد. وكانت هذه واحدة من مناطق العلميات الرئيسية لشركة فاغنر. ومعلوم أن هذه الشركة لعبت دوراً محورياً في الإستيلاء على تدمر ودير الزور في 2016 و2017.

فنزويلا
 وبعد وصول مجموعة من المتعاقدين إلى فنزويلا في يناير(كانون الثاني) الماضي، شاع على نطاق واسع أنهم مرتزقة من فاغنر، أرسلوا لدعم حكم الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة الاحتجاجات الشعبية المستمرة.

واتخذ بعض المعلقين من الخطوة سبباً معقولاً للقول إن الشركة، التي كان استمرارها في موضع شك، لا تزال الذراع العسكرية التي تعزز مصالح موسكو الخارجية.

شركات أخرى
ولكن تقرير "ميدوزا" افترض العكس. فقد كشف موظف في فاغنر أن زملاءه عملوا حراس أمن لمكاتب شركة رونسنفت في كراكاس. ولكن موظفين آخرين في فاغنر أكدوا أن الشركة نفسها لم تقم بأي دور في فنزويلا خلافاً لتقارير أولية.

وانتقل في الأشهر الماضية متقاعدون من ذوي الخبرة من فاغنر إلى شركات أخرى مثل شيلد وباتريوت، بينما فقدت الشركة حريتها في صنع القرار واقتصرت عملياتها على الحراسة في سوريا.

وعمد الكرملين إلى تقليص نفوذ الشركة بعد محنة فبراير (شباط) 2018، وانتقل عناصرها الأكفاء إلى شركة منافسة، بعد أن شكلت المواجهة مع القوات الأمريكية في دير الزور، بداية نهاية هذه الشركة.