تضم 25 شركة في منصة تكنولوجية لتطوير الاستثمارات الدفاعية..

حقبة جديدة.. أبوظبي تدمج الصناعات العسكرية في مجموعة واحدة

بداية حقبة جديدة من الاستثمار في المستقبل

أبوظبي

استكملت حكومة أبوظبي مشاريعها المتعلقة بدعم الابتكار بالإعلان الثلاثاء، عن إطلاق منصة جديدة تحت مسمى مجموعة التكنولوجيا المتقدمة (إيدج) تدعم مسار الابتكار في الصناعات الدفاعية.

وفي دمج جديد بعد أن شهد عام 2014 دمج شركات أنظمة دفاعية تديرها الدولة، قالت حكومة أبوظبي إنها تؤسس مجموعة (إيدج) للاستثمار في قطاع التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الصناعي، إضافة إلى أعمال الأبحاث والتطوير.

وتخطط أبوظبي لجمع أكثر من 25 شركة صناعات عسكرية مملوكة للحكومة وكيانات خاصة في قطاع الدفاع بالإمارات تحت سقف شركة واحدة، بإيرادات سنوية تصل إلى حوالي خمسة مليارات دولار.

وتأتي الخطوة لتزيد من ترجيحات الخبراء والمسؤولين في قطاع التكنولوجيا استمرار النمو السريع في استثمارات الذكاء الاصطناعي بالبلاد بعد القفزات الكبيرة، التي سجلتها في السنوات الماضية.

ويُنظر إلى هذا التحول بوصفه جزءا من مسعى إلى الإصلاح الاقتصادي يقوده ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وأكد الشيخ محمد بن زايد في كلمة بعد تدشين المجموعة اهتمام الإمارات بتبني أحدث الحلول وتطبيقات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي ضمن رؤيتها المستقبلية الطموحة لتوظيفها في خدمة التنمية واستدامتها في مختلف جوانبها.

ونسبت وكالة أنباء الإمارات للشيخ محمد بن زايد قوله خلال إطلاق مجموعة التكنولوجيا المتقدمة (إيدج) إن “التكنولوجيا تشكل ركيزة أساسية من ركائز بناء قدرات الدولة وتحقيق تطلعاتها بما تقدمه من حلول وأدوات تسهم في إنجاز الأهداف”.

وأضاف “التكنولوجيا ستساعد على تخطي التحديات وتوظيف الفرص المتاحة وترشيد الموارد بما يضمن تحقيق التنمية الوطنية المستدامة لدولتنا”.

وأشار إلى أن الإمارات تسعى بإرادة قوية وجهود حثيثة وخطى واثقة ومقومات متنوعة إلى ترسيخ مكانتها بوصفها أحد مراكز التكنولوجيا المتقدمة ومقرا لأهم المطورين والمختصين والباحثين بهذا المجال الحيوي الواعد.

وتعتبر الإمارات من أكبر مشتري الأسلحة والأنظمة الدفاعية من الغرب، وبخاصة من حليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، وبقدر أقل من الصين وروسيا.

وتهدف مجموعة إيدج إلى تطوير القدرات في جوانب عديدة من الصناعات وابتداء من الابتكارات الريادية في قطاع الدفاع ذي الاستثمارات الضخمة مع تخصيص الأولوية للأمن الوطني.

وقال المدير التنفيذي للمجموعة فيصل البناي “تأسست إيدج برسالة جوهرية تقضي بتطوير القطاع العسكري العتيق، الذي تعيقه البيروقراطية الرسمية عموما، وهي تسعى إلى جلب المنتجات إلى السوق بسرعة أكبر وبأسعار أقل”.

وأكد أن أعمال الشركة الأساسية تتضمن الصواريخ والأسلحة وكذلك الدفاع السيبراني والحرب الإلكترونية والمخابرات.

والبناي هو مؤسس شركة دارك ماتر الإماراتية للأمن الشبكي، وقال الشهر الماضي إنه يخطط لبيع حصته في الشركة بنهاية العام. وأبلغ الصحافيين أن دارك ماتر لن تُدمج في مجموعة إيدج.

وقالت إيدج إن الاختيار وقع على البناي لتولي منصب الرئيس التنفيذي نظرا لخبرته في الشركات الناشئة وتفعيل الاستفادة من التقنيات الجديدة في الداخل والخارج.

وتعليقاً على تدشين مجموعة إيدج، قال طارق الحوسني الرئيس التنفيذي لمجلس التوازن الاقتصادي لإمارة أبوظبي (توازن) المتخصص في الصناعات الدفاعية بدولة الإمارات “نحن نستثمر في إدارة المجهول الذي تجلبه التكنولوجيا عن طريق توجيه تركيزنا وقدراتنا نحو قطاع دفاعي وأمني مستدام”.

وأضاف “ستساعدنا إيدج في تحويل إمكاناتنا المحلية، مع زيادة مشاركاتنا على صعيد صادرات الدفاع والأمن”.

وتصدرت الإمارات العام الماضي مؤشر الابتكار العالمي على مستوى العالم العربي.

وكان مجلس التوازن قد أطلق في فبراير الماضي، صندوق تنمية القطاعات الدفاعية والأمنية، ليكون أحد محركات التنمية الاقتصادية في الإمارات.

ويبلغ رأس مال الصندوق نحو 680 مليون دولار وكانت باكورة مشاركاته في معرض ومؤتمر الدفاع الدولي آيدكس 2019 على منصّة توازن، حيث أزاح الستار عن عدّة مبادرات ومشاريع تمويلية واستثمارية.

ويأتي تأسيس الصندوق في إطار الاستراتيجية التنموية المتكاملة لدولة الإمارات والتي تعزز مصادر الدخل وتزيد من الاعتماد على الذات وتحفز الإبداع والابتكار.