رغم الرفض الإخواني..

تقرير: ميناء الوديعة البري.. ماذا تعني استعادة "مركزي عدن" لإيراداته

مسؤولون يمنيون في ميناء الوديعة البري - وسائل إعلام يمنية

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

"ميناء الوديعة البري" الرابط بين المملكة العربية السعودية والجنوب، وهو جزء من محافظة حضرموت، يعد واحدا من ابرز المنافذ البرية والإرادية الجنوبية، والتي استولت عليها حكومة اليمن، طيلة العقود الثلاثة الماضية، غير ان الخمسة الأعوام الأخيرة، كانت هذه الايرادات قد استغلت في تمويل انشاء مليشيات طائفية إخوانية شنت مؤخرا حربا عدوانية على محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين.

استولت على الميناء البري مليشيات إخوانية يقودها الضابط هاشم  بن عبدالله حسين الأحمر، والذي قام بنهب ايرادات الميناء البري والتي تقدر بخمسة مليار ريال يمني في الشهر الواحد، أي ما يعادل 300  مليار ريال يمني خلال خمس سنوات، وهي ارقام معلن عنها، ناهيك عن ما يفرضه "الأحمر الصغير" من جبايات على التجار والزائرين من خارج "الجمرك".

تمارس مليشيات الأحمر اساليب ابتزاز، من بينها عرقلة المارين من المرور دون دفع مبالغ مالية خارج الجمرك لسمسارة مهمتها انجاز اجراءات العبور بسرعة، وهي اموال لا تحصر ضمن الجمارك بل تذهب لخزينة هاشم الأحمر.

ولكن كل هذه الأموال ظلت تذهب إلى خزينة البنك المركزي في مأرب، بعد ان رفضت الحكومة الإخوانية ان تذهب إلى البنك المركزي في عدن، بدون أي مبررات، معتبرة سلطة الميناء البري تابعة لهاشم الأحمر الذي منحته حكومة الإخوان حق السيطرة عليه.

"ميناء الوديعة البري"، كان واحداً من ابرز القضايا التي طرحها المجلس الانتقالي الجنوبي على الاشقاء في المملكة العربية السعودية، وقد خرج اتفاق الرياض بان تذهب ايرادات الوديعة للبنك المركزي في عدن، بعد ان يُسلم لقوات حماية منشئات يشرف عليها التحالف العربي بقيادة السعودية، شريطة ان تخصص جزء من ايرادات المنفذ لترميم طريق العبر التي تسببت بمصرع العشرات من المسافرين جراء الحفر والمطبات الممتدة على طول الطريق الذي يصل المنفذ بشبوة ووادي حضرموت.

استعادة ميناء الوديعة البري خطوة مهمة لاستعادة الايرادات واعادة اصلاح الطريق، وحماية المسافرين من القتل اليومي، وقطع أهم شريان مالي لتغذية المليشيات المسلحة والإرهابية التي صنعت بمال جنوبي لاستهداف الجنوب.