رغم اقتراب الحوثيين من معقل تنظيم الإخوان الحاكم..

تقرير: مأرب تدفع بتعزيزات صوب أبين.. من منحها الضوء الأخضر

صورة حصل عليها مراسل صحيفة اليوم الثامن في بلدة مودية بأبين - المصدر

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

اقترب الحوثيون بشكل كبير من مأرب المعقل الرئيس لتنظيم إخوان اليمن الحاكم الفعلي لحكومة الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، المدعوم والمستضاف سعوديا، فيما وزارة الدفاع اليمنية، التي وجهت قواتها بالانسحاب من صرواح، تدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة صوب أبين، وسط صمت من التحالف العربي الذي تقوده الرياض، على هذه التحركات ناهيك عن الاستلام والتسليم للحوثيين في الجوف ونهم وصرواح.

تقود السعودية تحالفا عربياً، لمحاربة ذراع إيران "جماعة الحوثيين" في اليمن، لكنها تعتمد محليا على تنظيم الإخوان الموالي لقطر والحاكم الفعلي لليمن منذ انتفاضة 2011م.

ودفعت حكومة مأرب الإخوانية بتعزيزات عسكرية ضخمة بينها مدافع ومضاد طيران، صوب بلدة شقرة الساحلية التي تتمركز فيها مليشيات إخوانية، نفذت قبل يومين مناورة عسكرية، وأعلنت استعدادها وانتظارها لما اسمته ساعة الصفر لاجتياح عدن.

وقالت مصادر عسكرية في مأرب ومودية لـمراسل صحيفة اليوم الثامن "إن قوة عسكرية تحركت مساء الخميس من وسط المجمع الحكومي في مأرب صوب أبين، واستقرت في شبوة لساعات، قبل ان تواصل طريقها صوب شقرة".. مشيرين إلى أن القوة العسكرية جزء منها انسحب خلال اليومين الماضيين من معسكر كوفل في مأرب، عقب تسليمه بلدة صرواح بشكل كامل للحوثيين الموالين لإيران".

وقالت المصادر إن " قوة عسكرية تابعة مليشيا الإخوان ترفع علم الوحدة اليمنية مرت الساعة الـ ١٠ صباحا بشارع مودية العام قادمة من اتجاه شبوة متجهة صوب شقرة والعرقوب تحمل اسلحة ثقيلة مدفع ٣٧ وتسحب مدفعية ٢٣ وعدد من الاطقم القتالية على متنها عشرات المسلحين بأسلحة الدوشكا وأسلحة خفيفة اخرى".. مشيرين إلى أنه عند الساعة الـ11 مرت هذه القوة صوب جبال العرقوب في الطريق نحو شقرة".

وذكرت المصادر "أن القوة العسكرية الضخمة جاءت كتعزيزات لقوات أخرى تربض منذ أشهر في شقرة منتظرة توجيهات الرئيس هادي والسعودية لاقتحام عدن مجدداً".

وتؤكد تقارير وتحليلات صحافية على ان التغيير في خارطة التحالفات الاقليمية في اليمن، يؤكد على مضي قطر وإيران وتركيا نحو تحقيق مشروع تقاسم النفوذ بين شمال يخضع ويوالي إيران وجنوب يخضع لقطر وتركيا.

وبث الحوثيون تسجيلات مرئية حصولهم على اسلحة وعتاد ضخم، كانت قد تركته قوات التنظيم الحاكم، للمليشيات الموالية لإيران، وهذا الاسلحة والدبابات والعربات الحديثة كانت السعودية قد قدمتها لقوات دعمت تأسيسها في مأرب لمحاربة ذراع طهران.

ولم تعلق الرياض بشكل واضح عن ما حصل في نهم والجوف وصرواح مأرب، لكن سفيرها محمد آل الجابر، أعلن رفض بلاده لمناورة عسكرية نفذت في شقرة، قبل ان تصلح الجمعة تعزيزات ضخمة من مأرب صوب أبين.

وقال مصدر محلي وأخر عسكري لمراسلنا "إن قوات عسكرية قادمة من محافظة مأرب وصلت إلى شقرة".

وأكد المصدر العسكري "القوات المنسحبة من مأرب عقب تسليمها للحوثيين، عززت بعدد من الاطقم ومدفعين واسلحة ثقيلة ومتوسطة مواقعها في شقرة وذلك ضمن استعدادات الإخوان لاقتحام العاصمة عدن".

ويبدو الأمر مثيرا للاستغراب، حول من يمنح هذه القوات الضوء الأخضر للتحركات وتسليم الأسلحة والعتاد للحوثيين، والتوغل صوب الجنوب لاحتلاله مرة أخرى، على غرار احتلال العام 1994م.

فالسعودية التي تقود تحالفا عربيا ضد إيران، تخوض أيضا مقاطعة لقطر الداعم الخفي للمشروع الفارسي، الأمر الذي يعزز مزاعم وجود انقسامات بين مؤيد لهذا التحالف وذاك.

تقول مصادر سياسية يمنية "إنه من غير المقبول والمعقول ان تمنح الرياض تنظيم الإخوان ضوءا أخضر للسيطرة على عدن، على غرار ما حدث في شبوة، فهي تدرك ابعاد ذلك على مستقبل التحالف العربي.

لكن ما يبدو أكيداً، أن توجها دوليا لإنهاء الحرب في اليمن، وايقاف القتال بتسوية سياسية، تسعى السعودية إلى حفظ ماء الوجه بعد ان فشلت في تحقيق أي انتصار ضد الحوثيين الموالين لإيران، وهو ما ترجم على أرض الواقع بمحاولة قادة سعوديين ادخال قوات إخوانية إلى عدن خلال الشهرين الماضيين، ومحاولة السيطرة على مطار عدن الدولي.

وتقول مصادر جنوبية "إن قوات يمنية موالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر تتمركز في المهرة من المتوقع ان يتم نقلها بحرا إلى عدن، في حال اذا تعثر دخول القوات العسكرية الإخوانية في شقرة إلى العاصمة الجنوبية".

وقال محسوبون على قوات هادي "إن السعودية وعدتهم بدعم أي تحركات عسكرية للسيطرة على عدن، مشيرا في رسالة عممها ناشط اعلامي على تطبيق الواتس آب "ان السفير السعودي وعد مسؤولين في الحكومة اليمنية بمعالجة مشكلة عدن خلال الاشهر القليلة القادمة وان تعثر ذلك مع نهاية العام الجاري".

وزادت الاتهامات الموجهة للسفير السعودي مؤخرا بلعب دور ضد الجنوبيين، وهو ما افصح عنه خلال مقابلة مع وسائل إعلام أمريكية خلال العاميين الماضيين، والتي افصح فيها عن توجه بلاده لتسليم مدن شبوة وأبين وعدن ولحج لما وصفها بالحكومة الشرعية، وهو ما نفذ في شبوة واجزاء واسعة من أبين.

ويشير ناشطون إلى ان اعمال الفوضى والقتل التي تشهدها العاصمة عدن، تأتي في سياق المخطط الرامي إلى ادخال المدينة في اتون الفوضى لكي يسهل عملية ادخال قوات عسكرية مناهضة للجنوبيين كمنقذ، وهو ما افصحت عنه وسائل إعلام ممولة سعودياً، زعمت قبل نحو شهر "أن عدن تنتظرها موجة فوضى واسعة"؛ الأمر الذي يشكل أرباكا ويدخل الجنوب المحرر من الحوثيين في موجة عنف جديدة، قد يصعب معالجتها في ظل تأكيدات المليشيات الحوثية على العودة لاجتياح الجنوب مجددا.