الأزمة المالية..

هل يفقد الدولار قيمته السعرية في أسواق التعاملات النقدية العالمية

الدولار

محمد مرشد عقابي

أنخفضت أسواق البورصة الأوروبية في آذار 2020م بنسبة 20 - 30% وهي خسائر تفوق الأزمة المالية التي حصلت عام 2008م وكذلك تفوق ما عرف بيوم (الإثنين الأسود) بتاريخ 19-10-1987م الخسارة التي منيت بها كلاً من بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وحتى اليابان لم تسلم وتعرضت للخسارة ذاتها في ذلك التاريخ بنسبة 28%.

ويرى العديد من المرقبون للمشهد الإقتصادي بان تفشي وباء كورونا بطريقة جنونية في أميركا تزامن معه خسائر في مليارات الدولارات للنظام الرأسمالي وبالإضافة الى تكبد كبريات شركات الطيران والنقل الجوي لخسائر غير مسبوقة تقدر بمليارات الدولارات ناهيك عن إفلاس الكثير من شركات إنتاج النفط الصخري فالوباء فرض عامل تعجيل واحدث أزمة مالية قد تكون مستدامة لفترة ليست بالقصيرة.

ولفت المراقبوم الى ان ديون الخارجية الأميركية تجاوزت سقف (23) تريليون دولار فيما بلغت الديون الداخلية الأميركية حدود (73) تريليون دولار قبل الوباء ولا نعلم اليوم كم معدل ازديادها لكننا نعلم جيداً أن الإدارة الأميركية تستنجد ببعض الدول لمساعدتها.

واكد المراقبون بان الولايات المتحدة ضخت هذه الأيام عملة (1.5) تريليون دولار من أجل الحفاظ على استقرار البورصة فحافظت عليها لمدة لمدة وجيزة ثم انهارت من جديد بنسبة 10% وهذا المبلغ يعادل ضعفي ما كان متداولاً من عملة في العالم قبل الأزمة المالية عام 2008م.

وتتحدث "كريستينا جورجيڤا" المديرة العامة لصندوق النقد الدولي قائلة : هناك مخاطر حقيقية بعودة أزمة كساد اقتصادي عالمي عميق ومتجذر نستطيع مقارنته بالكساد (القاصف) الذي حدث في القرن العشرين فالمؤسسة الأميركية تغرق السوق العالمية بالعملة (الدولار) من خلال طبعها بكميات كبيرة (4) تريليون والمشكلة لا توجد سلعة تقابلها والدولار غير مغطى بالذهب لذلك فإن النظام المالي العالمي يتسارع نحو الإنهيار دون شك.

ويقول مكتب الموازنة في الكونغرس ان من المتوقع وصول الدين الأميركي إلى أعلى مستوياته عام 2030م منذ إندلاع الحرب العالمية الثانية حتى هذه اللحظة.

منظمة شنغهاي والتي تعتبر أكبر منظمة في العالم الممتدة من القارة الأوراسية وتضم الصين 1.5 مليار نسمة والهند 1.3 مليار نسمة والبرازيل 200 مليون نسمة وروسيا 143 مليون نسمة والدول البقية التي لا يقل تعدادها السكاني عن روسيا والبرازيل فالمنظمة تضم (نصف سكان الأرض) وتمتاز بالموارد الطبيعية واليد العاملة والعقول من أهم قرارات هذه المنظمة التي عقدت مؤتمراتها هو التعامل بالعملات الوطنية في التبادلات التجارية أي الضربة الموجعة الأقوى التي يمكن أن تسدد الى خاصرة الدولار الأميركي وتعلن تلاشيه، كما ان القدرات النووية العسكرية تفقد قيمتها في هذه الأزمة وتظل لاعباً مؤجلاً إلى مباراة تتناسب مع طبيعته بل انها تعد الورقة الأخيرة الرابحة التي بإستطاعتها تغيير موازين المعادلة وترجيح الكفة وصنع الفارق عند الرجوع اليها بالضرورة وأستخدامها.