اعتداءات مسعورة من إخوان الشرعية المؤقتة..

تقرير: حراك الزبيدي الدبلوماسي.. هل يمهد الطريق لاستعادة الجنوب؟

أجندات قطرية تركية وراء التصعيد في الأرخبيل

عدن

حراك سياسي ودبلوماسي كبير يقوم به الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، كأحد الجهود الرئيسية التي تقوم عليها الاستراتيجية الجنوبية في رحلتها ومسيرتها نحو تحقيق حلم الشعب المتمثّل في استعادة الدولة وفك الارتباط.

المبعوث السويدي

ففي إطار جهوده الدبلوماسية المهمة، التقى الرئيس الزُبيدي، في اجتماع بالفيديوكونفرانس، من مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، المبعوث السويدي الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السيد بيتر سمبني.

وخلال اللقاء، أكّد الرئيس الزُبيدي ضرورة تشكيل حكومة جديدة، ومعالجة الوضع الإنساني في مواجهة الأوبئة، وإعادة الخدمات العامة.

وجرى خلال اللقاء الحديث عن جهود المملكة العربية السعودية من أجل حل الأزمة القائمة.

كما شدّد الرئيس الزُبيدي على دعم المجلس عملية السلام الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها الخاص مارتن غريفيث، مشيرًا إلى استعداد المجلس للمشاركة في العملية بشكل فاعل.

وثمّن المبعوث السويدي موقف المجلس الانتقالي الجنوبي وتأكيده على الحل السلمي، مشددًا على أنهم يبذلون جهودًا داعمة لجهود المملكة للتسريع بإيجاد حل.

السفير الصيني

في سياق اخر التقى الرئيس الزبيدي في مقر إقامته بالرياض، السفير الصيني لدى اليمن كانج يونج.

وطالب الرئيس الزُبيدي، بإرسال بعثات طبية للمساعدة على مواجهة الوضع الصحي الحرج، لمواجهة كورونا، كما تم خلال اللقاء الذي تناول الملفين الإنساني والاقتصادي.

بدوره، أشاد السفير الصيني بالعلاقات التاريخية بين الصين والعاصمة عدن، مؤكدًا على اعتزاز بلاده بهذه العلاقة، وأشار إلى الموقع الاستراتيجي للعاصمة عدن خاصة على مشروع حزام الصين الاقتصادي.

 

بعثة المملكة المتحدة

كما استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، مسؤولين من بعثة المملكة المتحدة، على رأسهم نائب رئيس البعثة السيد سيمون سمارت، والملحق السياسي السيد جيمس ويتلي.

وتناول اللقاء الوضع الراهن في بلادنا، حيث أكد الرئيس الزبيدي مجدداً على موقف المجلس الدائم تجاه دعم السلام والاستقرار، وعلى أولوية معالجة الملف الإنساني والخدماتي، علاوة على حل الملف السياسي وفقاً للمستجدات على الأرض.

سفير روسيا الاتحادية

 كما استقبل الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي في سياق الحراك الدبلوماسي الخارجي الأسبوع الماضي في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، سعادة سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن، فلاديمير ديدوشكين.

ناقش اللقاء مختلف القضايا ذات العلاقة بالأزمة في بلادنا، حيث أكد الرئيس الزبيدي على موقف المجلس الداعم للسلام والاستقرار، موضحاً ضرورة معالجة الملف الإنساني والخدماتي، وضرورة حل الملف السياسي والعسكري، مشيداً بدور المملكة العربية السعودية في هذا الجانب.

من جانبه عبر سعادة فلاديمير ديدوشكين عن بالغ سروره بلقاء رئيس المجلس والوفد المرافق له، مؤكداً على موقف بلاده الداعم لجهود الرياض، ومعالجة كافة الملفات ذات الصلة.

 السفير الفرنسي

والتقى الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي،  في مقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض، سعادة السفير الفرنسي لدى اليمن، السيد كريستيان تيستو.

  تناول اللقاء العديد من الملفات ذات الصلة، وعلى رأسها الملف الإنساني والملف السياسي والأمني، وكذا مناقشة تطورات الجهود التي ترعاها المملكة العربية السعودية الشقيقة.

وأكد الرئيس الزبيدي على أهمية دعم السلام والاستقرار، وتوحيد الجهود ناحية الحد من تفاقم الوضع الإنساني، وفرض الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيداً بالجهود الطبية والإنسانية لمنظمة أطباء بلا حدود الفرنسية في مواجهة فيروس كورونا المستجد بالعاصمة عدن والجنوب.

من جانبه عبر السفير الفرنسي عن سروره بهذا اللقاء، وتقديره لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي، مؤكداً على موقف بلاده بخصوص أهمية اتفاق الرياض وضرورة معالجة الملفات العالقة وتكثيف الجهود نحو حل الملف الإنساني.

وتبذل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" جهودًا ضخمة من أجل العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر، وهو استعادة دولة الجنوب عبر فك الارتباط.

وتأكيدًا لذلك، كشف الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.

ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.

الانتقالي يفضح الشرعية

وحرص المجلس الانتقالي على فضح المؤامرة التي يتعرض لها الجنوب من قِبل حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، من خلال عمل دبلوماسي يوليه الجنوب كثيرًا من الاهتمام.

ففي الوقت الذي استعرت فيه المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب عبر سلسلة طويلة من الاعتداءات المسعورة، فإنّ القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، تحرص على نقل هذه الحقيقة للعالم أجمع، عبر إيلاء أهمية كبيرة للعمل الدبلوماسي.

وفي هذا الإطار، بحث عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي عمرو البيض، وعدنان الكاف رئيس لجنة الإغاثة بالمجلس، قبل أيام، مع سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانز جروندبرج، ونائبه ريكاردو فيلا، تداعيات التصعيد العسكري بمختلف الجبهات.

واتفق الجميع، في لقاء بمشاركة الدكتورة أميرة أوجستين، على ضرورة وقف الأعمال العسكرية في مختلف الجبهات، لتمهيد المجال للحوار، وتطرق اللقاء الموسع إلى إيجاد آليات لإيصال المساعدات الصحية والإنسانية للجنوب.

وشهدت الأيام الماضية تكثيفًا كبيرًا في المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب، حيث استعانت مليشيا الشرعية بعناصر إرهابية من أجل شن اعتداءات ضد الجنوب، وتجلّى ذلك فيما حدث في جبهة أبين وكذا حضرموت خلال الفترة الماضية.

الهجمات الإخوانية تحمل مزيدًا من الخروقات التي تمارسها حكومة الشرعية ضد اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، وكان يهدف إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.

 

وسلكت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني مسارًا آخر غير الالتزام بهذا الاتفاق، حيث أقدمت على تفخيخ هذا الطريق عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات والخروقات.

وإقدام الإخوان على التصعيد ضد الجنوب عبر اعتداءات مسعورة أمرٌ يفضح حجم العبث المهيمن على حكومة الشرعية، فهذه الحكومة التي من المفترض أن تكون مهمتها العمل على تحرير أراضيها من قبضة المليشيات الحوثية، لكنّها عمدت إلى تشويه البوصلة واستهداف الجنوب والتصعيد ضد أراضيه.