منافسات الجولة السادسة من بطولة الدوري..

مباراة "الكلاسيكو" طوق نجاة زيدان أم انطلاقة واعدة لكومان؟

مرور صعب

وكالات

ينتظر العالم كله موعد مباراة الكلاسيكو بين برشلونة وريال مدريد، المباراة الأكثر متابعة على مستوى كرة القدم والأكثر جماهيرية بين الفريقين الأهم في إسبانيا وعملاقي الدوري الإسباني البارزين.

برشلونة يدخل المباراة وسط أزمات عاصفة، وتحديدا المتعلقة بتخفيض الرواتب بنسبة 30 في المئة والتي كان آخر أصدائها إرسال كبار قادة الفريق، وبالتحديد الرباعي ليونيل ميسي وسيرغي روبيرتو وسيرجيو بوسكيتس وجيرارد بيكيه، رسالة حادة اللهجة إلى رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو أوضحوا فيها رفض مسألة تخفيض الرواتب تماما.

فيما يمر ريال مدريد بفترة انعدام توازن، بعد سقوطه أمام قادش الصاعد حديثًا في الجولة السادسة من الدوري الإسباني بهدف نظيف، ثم الخسارة في دوري أبطال أوروبا أمام شاختار دونيتسك الأوكراني بنتيجة 3 – 2، ويحتل النادي الملكي المركز الثالث في ترتيب فرق الليغا برصيد 10 نقاط، وتتبقى له مباراة مؤجلة من الجولة الأولى.

المواجهة التي ستجمعهما على ملعب “كامب نو” في المرحلة السابعة من الدوري المحلي السبت، ستحمل عناوين عدة. بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والبرازيلي نيمار، وأندريس إنييستا في السنوات الأخيرة، والأوروغوياني لويس سواريز والويلزي غاريث بايل هذا الموسم عن الفريقين، فقد الكلاسيكو الكثير من بريقه، وكاد وهجه يتضاءل بشكل أكبر لو سمح برشلونة برحيل نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي قبل انطلاق الموسم الحالي. عوامل عدة أثّرت على ذلك، لاسيما غياب الجماهير عن الملاعب بسبب تداعيات جائحة فايروس كورونا المستجد، حيث سيفتقد النادي الكتالوني هتافات نحو 99 ألف مشجع.

إضافة إلى ذلك، فإن المستويات المتذبذبة التي يقدمها الفريقان هذا الموسم لم تساهم في انتظار المباراة الحدث بلهفة كما جرت العادة، إلا أن رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس أكد في حديث صحافي أن “أي مباراة كرة قدم تفقد أهميتها إذا لعبت من دون جمهور. لكن الكلاسيكو يبقى كلاسيكو”. وتابع “أعتقد أنه بعد أكثر من 300 مباراة أقيمت خلف أبواب مغلقة، تبيّن أن العروض التي يقدمها اللاعبون على أرض الملعب لا تزال على حالها”، معتبراً أن “الكلاسيكو هو أهم مباراة كرة قدم بين الأندية في العالم. إنها علامة تجارية معروفة الآن بشكل جيد، وتجذب الكثيرين من حولها”.

ويدخل المدرب الهولندي رونالد كومان مباراته الأولى في الكلاسيكو ومهمته واحدة: إلحاق الهزيمة الثالثة تواليا بغريمه الأزلي في غضون أسبوع، ووضع نظيره الفرنسي زين الدين زيدان تحت ضغط هائل. إلا أنه بشكل عام لم تكن بداية كومان الذي خلف كيكي سيتيين مع نهاية الموسم الماضي مثالية، مع ثلاثة انتصارات، وتعادل وخسارة، ويحتل الفريق المركز التاسع في الـ”ليغا” برصيد 7 نقاط من أربع مباريات، لكنه خاض مباراتين أقل من المتصدرين ريال سوسييداد وفياريال (11 نقطة).

ورغم استمرار معاناة المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي يكافح لإيجاد مستواه مع الفريق حيث أبقاه كومان على دكة البدلاء أمام فيرينتسفاروش، بقي الهولندي مؤمنا باللاعبين الشباب لرد الجميل له، وخصوصا أنسو فاتي الذي قال عن مباراة الكلاسيكو “ندخل إليها بأكبر حافز ممكن. إنه الكلاسيكو، وهي مباراة لطالما حلمت باللعب فيها”.

وسيعوّل كومان بالدرجة الأولى حتما على ميسي أفضل هدّاف في تاريخ لقاءات الفريقين، والذي قدم مباراة كبيرة أمام الفريق المجري بعد يوم من تأكيد مدربه أنه “ليست لدي أي شكوك حيال أداء” الأرجنتيني، مضيفا “يمكن لمردوده أن يكون أفضل من الذي رأيناه في الأيام القليلة الماضية”. أما عن الدولي الفرنسي، فقال كومان إن “الشيء الوحيد الذي يمكنه القيام به هو العمل جاهداً لتغيير هذا الواقع”.

لم يسبق لكومان وزيدان أن تواجها كلاعبين بعدما لعب الأول في صفوف النادي الكتالوني بين عامي 1989 و1995، فيما وصل الثاني إلى فريق العاصمة الإسبانية في العام 2001 قبل أن يعتزل في 2006.

ورغم أن ريال مدريد لا يبدو في أفضل أيامه، فقد يأخذ الثقة من سجل زيدان كمدرب في ملعب “كامب نو” الذي زاره في خمس مناسبات ولم يخسر خلالها أي مبارة (انتصاران وثلاثة تعادلات)، كما خسر النادي الملكي مباراة واحدة في آخر سبع زيارات إلى ملعب خصمه. وقال زيدان عقب الخسارة أمام شاختار “أنا المدرب، عليّ إيجاد الحل، لم أجده اليوم وكان الأمر صعبا على لاعبي فريقي”.

ودفع زيدان غاليا أمام شاختار ثمن تفكيره في الكلاسيكو، بإبقائه على أبرز عناصره الأساسية على دكة البدلاء في مقدمتهم مواطنه كريم بنزيمة والبرازيلي فينيسيوس والألماني طوني كروس الذين دخلوا في الشوط الثاني، ولوكاس فاسكيز وإيسكو، كما قرر عدم المجازفة بإشراك القائد سيرخيو راموس لعدم تعافيه كلياً من الإصابة في الركبة.

ومن المتوقع أن يعود اللاعبون إلى التشكيلة الأساسية للملكي أمام برشلونة الذي واجهه تسع مرات كمدرب في جميع المسابقات وخسر مرتين فقط، كانتا في عقر داره في “البرنابيو”.

 ويحتل ريال مدريد المركز الثالث في الدوري برصيد 10 نقاط من خمس مباريات من ثلاثة انتصارات، وتعادل وهزيمة. وفي أبرز المباريات الأخرى يستضيف أتلتيكو مدريد الثامن، فريق ريال بيتيس السابع السبت، فيما سيحاول كل من ريال سوسييداد وفياريال البقاء في الصدارة عندما يستقبل الأول هويسكا الأحد، بينما يحل الثاني ضيفا على قادش المنتشي من فوزه على الملكي.