تفشي ظاهرة السوق السوداء..

تقرير: هل فشل المجلس الانتقالي الجنوبي في معالجة انهيار العملة؟

الرئاسة اليمنية المقيمة في العاصمة السعودية الرياض المسؤول المباشر عن انهيار العملة اليمنية - أرشيف

فريق التحرير
فريق تحرير صحيفة اليوم الثامن

قال عاملون في مراكز صرافة محلية في العاصمة عدن، ان تجارا للعملة المحلية في تزايد مستمر لشراء العملات الأجنبية بسعر الصرف يصل إلى 280 ريال يمني مقابل الريال السعودي(الواحد)، و1040 ريال للدولار الأمريكي (الواحد)".. مشيرين إلى ان المواطن يبيع الريال السعودي لمراكز الصرافة بسعر 247 ريال يمني، في حين ان مراكز الصرافة ترفض تبيع العملة للمواطن ولو بـ300 ريال يمني.

وقال موظف في شركة صرافة محلية لصحيفة اليوم الثامن ان الإجراءات التي قامت بها اللجنة الاقتصادية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ليست كافية، وهي إجراءات فقط فرضت على مراكز الصرافة ان ترفع قيمة الريال اليمني للبيع من قبل المواطن لكن الشراء لا تزال أسعار الصرف للريال السعودية عند 274 ريال يمني".

وكشف الموظف الذي طلب عدم الإشارة الى اسمه او مركز الصرافة الذي يعمل لديه، عن تفشي ظاهرة السوق السوداء للعملات، وهي تجارة قد تسبب كارثة اقتصادية كبيرة، والضحية سيكون المواطن".. مؤكدا ان تجار المواد الغذائية وأبرزهم مجموعة هائل سعيد انعم المورد للمواد الغذائية الرئيسية يبيع المواد الغذائية بسعر صرف يفوق الـ300 ريال يمني مقابل الريال السعودي الواحد.

وقالت مصادر اقتصادية ان المجلس الانتقالي الجنوبي لم يفشل في معالجة انهيار العملة، وانما اللجنة الاقتصادية المشكلة لم تعمل على معالجة انهيار العملة والتي يفترض ان تتم وفق خطوات أبرزها السيطرة على الموارد في عدن، وفتح المجال امام الموردين للمواد الغذائية ووقف عمليات الاحتكار التي تمارسها بعض المجموعات التجارية اليمنية التي تبيع المواد الغذائية بسعر الضعف على ما تبيع تلك المجموعات في صنعاء.

وأكدت مصادر قريبة من البنك المركزي في عدن "ان الرئاسة اليمنية المقيمة في الرياض هي المسؤولة بشكل مباشر على انهيار العملة، حيث انها بأنزال طبعة جديدة من العملة المحلية دون غطاء ومنحتها لأشخاص مهمتهم المضاربة بالعملة، من خلال مراكز صرافة غير مرخصة وأخرى عبر اشخاص يشترون العملة من المواطنيين في الشارع وبالسعر الذي يطلبه المواطن".

وقال مواطنون انهم باعوا مبلغ 1000 ريال سعودي في خور مكسر، لشخص يقود مركبة خاصة نوع برادو بيضاء اللون، بمبلغ 300 الف ريال يمني، وانه اخبرهم استعداده لشراء أكبر مبلغ من العملة السعودية بالسعر ذاته.

وقال الصحافي فواز الحنشي "ان مالكي شركات الصرافة المحلية يشترون العملة السعودية وفق المعرفة".. موضحا انه باع مائة ريال سعودي بمبلغ وقدره 24900، في حين ان شخصا أخر باع مائة ريال سعودي بمبلغ وقدره 27000 ريال يمني، وفي مركز صرافة واحد".. مشيرا الى ان البيع والشراء يتم حسب المعرفة".

وقال مواطن ان استلم حوالة مالية من السعودية عبر أحد شركات الصرافة المحلية في عدن، وان الموظف نصحه ببيع العملة في السوق السوداء بسعر اعلى بكثير من سعر البيع في مركز الصرافة".

وتعتقد حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته والتي يتحكم فيها تنظيم الاخوان، ان حرب العملة المحلية والمضاربة بها في عدن ومدن الجنوب الأخرى، أسهل حرب يمكن مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي بها، فيما قال خبراء اقتصاد ان الإجراءات التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي واللجنة الاقتصادية "سليمة"، ولكنها تتطلب إجراءات قوية تحد من المضاربة بسعر الصرف".

وتوقعت مصادر لصحيفة اليوم الثامن ان يقوم المجلس الانتقالي الجنوبي بإجراءات بديلة في حال تعثر معالجة الانهيار بالإجراءات الحالية، الأمر الذي يعيد الى الاذهان تصريحات اطلقها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي قبل ثلاثة أعوام، من انهم سيتم التخلي عن العملة المحلية والتعامل بالريال السعودي، وهو اجراء رغم صعوبة طرحه الا انه قد يضع النهاية للعملة اليمنية التي جاءت بديلة لعملة الدينار الجنوبي الذي تم إيقاف التعامل به بعد سيطرة صنعاء على عدن ومدن الجنوب الأخرى في حرب صيف العام 1994م.