قصيدة..

ميقات حب

ارشيفية

بلال الصوفي
قد تم ميقات قلبي في الهوى زمنا
وما لقيت بأسفار الهوى نصبا
ألفت في الشعر آلالاف مؤلفة
ولم يجف معيني منه أو نضبا
الحب عندي جميل جاء مطعمه
يذوقه القلب مثل الشهد لو شربا
قلبي أنا لم تعد تحلو الحياة له
إلا إذا في جدار الحب قد صلبا
من يوم زفت حياتي لي بدايتها 
جعلت قلبي لنيران الهوى حطبا
ما قيمة العمر أصلا حين أهدره
ولست فيه لأهل الحب منتسبا
ما قيمة الشعر أيضا حين أكتبه
إذا رأيت شعوري عكس ما كتبا
الحب لي فطرة هيهات أتركها
أصبحت من دونها لا أعشق الأدبا
ما فارق الحب قلبي ثم غادره 
إلا وصار فؤادي منزلا خربا
ومن أحب له قلبي سأبعثه
وسوف أمنحه روحي إذا طلبا
أحبه إن أتى أو حين يهجرني
او إن يكن صار راض مثل إن غضبا
وإن رأى منه قلبي ما يسر به
أو إن رأى منه قلبي عكس ما رغبا
بيني وبين وشعور الكره أبنية
وحاجز ليس في وسعي له نقبا
ما عشت في الكون حين الحب أتركه
إلا وضاق على قلبي بما رحبا
إن الفتاة التي أصبحت اعشقها
بين المعادن تبدو وحدها ذهبا
إذ ليس في الكون هذا مثلها امرأة
في الشام والهند والدنيا وأرض سبأ
أحبها ملأ هذا الكون كامله
وما وجدت لما أحسسته سببا
أحبها ولها حبي يلازمني
والقلب من حبها ما مل وانقلبا
ما زلت اعشقها فوق الحدود أنا
وكم مثال بقلبي في الهوى ضربا
عيناك تأسرني إن صرت انظرها
فأوقدت في فؤادي إنها لهبا
عيناك أجمل ما تحوي الحياة له
وقد رأيت بها محبوبتي عجبا
راودت قلبي على النسيان أزمنة
لكن أصر فؤادي رافضا وأبى
حتى أضاء فؤادي بالغرام وقد
فاق النجوم وفاق الشمس والشهبا
إليك فر فؤادي هاربا وأتى
فجئت أبحث عن قلبي الذي نهبا
في وجهك العذب قد شاهدت فاكهة
وقد وجدت به التفاح والعنبا
وإن تجاوز حبي الحد حل له
لكنه عند كل الفاتنات ربا
فأنت أجمل من عيني لها نظرت
وفي هواك فؤادي دون الكتبا
إليك جئت وجاء الشوق يحملني
لأنني عاشق والشوق لي غلبا
وأنت صدري على ضم بناك له
أما سواك ففيها الخفض قد وجبا