بالتعاون مع غاليري بونييه كونستال ومتحف بونيفانتن..

الشارقة للفنون تنظم معرض «الوجه الآخر للصمت» لهراير سركيسيان

صورة من عمل الفنان هراير سركيسيان «آخر ظهور» (2018- 2021)

المحررالثقافي
فريق تحرير القسم الثقافي والأدبي والفني

تنظم مؤسسة الشارقة للفنون بالتعاون مع غاليري بونييه كونستال في ستوكهولم، ومتحف بونيفانتن في ماستريخت- هولندا، أول معرض استقصائي للفنان هراير سركيسيان بعنوان «الوجه الآخر للصمت»، وذلك في الفترة بين 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2021 و30 يناير/كانون الأول 2022، في المباني الفنية في ساحة المريجة.

يقيّم هذا المعرض الدكتور عمر خليف مدير المقتنيات وقيّم أول في مؤسسة الشارقة للفنون، والدكتور ثيودور رينغبورغ المدير الفني في غاليري بونييه كونستال، وستيجن هويجتس المدير الفني في بونيفانتن، حيث سيعرض أولاً في مؤسسة الشارقة للفنون، لينتقل بعدئذ إلى غاليري بونييه كونستال من 26 أبريل/ نيسان إلى 19 يونيو/ حزيران 2022، ثم في بونيفانتن من 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 إلى 14 مايو/ آيار 2023.

يأخذ المعرض زوّاره في رحلة شاسعة إلى ساحات حلب واللاذقية ودمشق، وعبر السماء فوق تدمر والمناظر الطبيعية لمناطق مغطاة بالثلوج في أرمينيا المعاصرة، من خلال مجموعة واسعة من الصور الفوتوغرافية وأعمال الصوت والفيديو، التي أنتجها الفنان خلال الخمس عشرة سنة الماضية.

خطى سركيسيان إلى عالم الفوتوغراف عبر بوابة استوديو التصوير الخاص بوالده «لون الحلم» في دمشق، ثم سافر إلى هولندا لدراسة الفنون البصرية حيث واصل التصوير الفوتوغرافي التناظري متخذاً منه وسيطاً رئيساً، ومختبراً لإمكانياته من خلال سعيه الدؤوب نحو استجلاء السرديات غير المرئية الماثلة في الصراعات العالقة.

وقد تطورت الصور الفوتوغرافية التي أنتجها سركيسيان باستخدام كاميرا ذات إطار كبير، وواصل إنتاجها على امتداد حياته، مجسدة انشغاله بدور «الصدفة» في التقاط سرديات متوارية، كما لو أنه منقّب آثار وقاص في آنٍ معاً، إضافة لعمله على توظيف الأساليب الفوتوغرافية في استحضار المناظر التي تكشف النقاب عن الصدمات التاريخية، حيث تعتمد أعماله على الذاكرة الفردية والجمعية، وتخوض في القصص التي تعجز السجلات والمصادر الرسمية عن روايتها، بما يتيح للمتفرج عبر مشاهد مصممة ومصاغة مسبقاً التفكير في الجوانب الشكلية للصورة، وتقييم احتمالات ما هو كامن تحت سطحها.

وقالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: «بالرغم من حضور الطابع الشخصي بصورة  بصورة واضحة في أعمال سركيسيان، إلا أنها في العمق تروي لنا نحن المشاهدين قصصاً عن حقائق هذا العالم».

وأضافت: «تربط المؤسسة من تأسيسها في العام 2009، علاقة وثيقة بسركيسيان، حيث عُرضت سلسلة أعماله الأيقونية –ساحات الإعدام- ضمن أولى المعارض التي نظمناها، لتندرج لاحقاً ضمن مجموعة مقتنيات المؤسسة، كما قدمنا العديد من أعماله في النسختين العاشرة والرابعة عشرة من بينالي الشارقة، ويسعدنا اليوم أن نستمر بتقديم الدعم له عبر تنظيم هذا المعرض العالمي بالتعاون مع شركائنا غاليري بونييه كونستال في ستوكهولم ومتحف بونيفانتن في ماستريخت».

فيما أشار قيّم المعرض عمر خليف إلى أهمية أعمال سركيسيان قائلاً: «نحن نعيش في حقبة أصبح فيها للفوتوغراف وانتشاره على نطاق واسع، دور رئيسي في الانتصار للقضايا الاجتماعية، ومن هنا فإن مسألة إعادة كتابة التاريخ بصورة تعكس تنوع الذاكرة البشرية والتجارب الحياتية المعاشة، تقع في صلب ممارسة سركيسيان الفنية».

مضيفاً: «في صور سركيسيان المهيبة وممارسته الواسعة التي نمت لتشمل الصوت والفيديو والأعمال التركيبية، قد تبدوا المشاهد الماثلة أمامنا هادئة للوهلة الأولى، ولكن إذا أمعنا النظر فيها فسينتابنا شعور بعدم الاستقرار، لما تحمله من أطياف توقظ عواطفنا الداخلية».


يعاين المعرض تواريخ الزوال وعمارة العنف وإمكانيات الوسيط الفوتوغرافي، ويرتكز على تكليفين رئيسيين هما: عمل تركيبي فوتوغرافي بعنوان «آخر ظهور» (2018- 2021) بتكليف من مؤسسة الشارقة للفنون و«تفاحة صغيرة» (2021-2022) بتكليف من بونيفانتن، كما يتضمن مجموعة واسعة من أعمال الفنان الرئيسة منذ 2006، بما في ذلك «غير منتهٍ» و«بين بين» (كلاهما 2006)، و«ساحات الإعدام» (2008)، و«رحلة الطيران الأخيرة» (2017-2019).

يصدر بالتزامن مع إقامة المعرض في الشارقة، أول كتاب لسركيسيان حرّره كل من عمر خليف وثيودور رينغبورغ، ويتضمن مقالات ومساهمات من حور القاسمي، ماريان هيرش (أستاذة بجامعة كولومبيا)، هانا فيلدمان (أستاذة مشاركة، جامعة نورث وسترن)، تود ريسز (كاتب ومعماري)، وفالي مهلوجي (قيّم ومحلل نفسي).

 

حول مؤسسة الشارقة للفنون

 

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى  مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.