تحليلات
مدارس تحولت إلى وكر للمليشيات..
تقرير: التعليم بتعز.. بين تدمير الانقلاب واستغلال الإخوان
مدرسة مدمرة جراء الحرب العدوانية التي يشنها الحوثيون على تعز
حولت جماعات حزب الإصلاح "الإخوانية" التعليم في بعض مدارس تعز إلى استغلال ربحي, إذ أعلنت فتح باب التسجيل لهذا العام في الوقت الذي أكد فيه المدرسون عدم التدريس, وهو ما يثبت أن هذه الجماعات لا يهمها الا مصلحتها الشخصية, فالعملية التعليمة أضحت تحصيل حاصل لديها، الأمر الذي جعل المواطنين يتخوفون من هذه الطريقة التي يمارسها حزب الإصلاح" الإخوانية" في مناطقهم, مؤكدين أن قيادات إخوانية تسعى إلى تعطيل التعليم في المدارس من خلال لقاءات خاصة تعمل فيها على استقطاب الطلاب إلى صفها, وهو عمل لا يختلف كثيراً عن الأعمال التي تقوم بها مليشيا الحوثي في المناطق المسيطرة عليها, فهي تعمل على تجنيد الطلاب والزج بهم إلى جبهات القتال, بعد قيامها بتدمير المدارس وكافة المنشآت الحكومية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية في الشمال.
فرضت إدارة المدارس الإخوانية في بعض مديريات مدينة تعز التي تسيطر عليها المليشيا الإنقلابية والإخوانية رسوم تسجيل للطلاب تصل إلى 500 ريال فيما الرسوم الفعلية 200 ريال, ذلك مع أن التعليم متوقف منذ إقدام المعلمين على الإضراب نتيجة عدم استلامهم مرتباتهم، حد قول أولياء أمور الطلاب, الذين تساءلوا إلى متى يظل الوضع كما هو عليه في تعز؟ فـفي حين أعلنت تعز مدينة محررة, لم تعد الحياة في كثير من مديرياتها إلى طبيعتها بعد.
بسبب الظلم الجائر لمليشيا الانقلاب بحق ابناء تعز خصوصاً والمناطق التي تحت سيطرتها على وجه العموم وبسبب عدم قدرة المدرسين على مواصلة التدريس لهذا العام كون رواتبهم منقطعة منذ العام الماضي, بقيت الفصول الدراسية في مدارس تعز مغلقة وفضل المعلمون البقاء في منازلهم حتى يأتي الله بأمر قريب.
هذا ما بدأ به احد المدرسين، ثم قال: منذ عام كامل ونحن ندرس دون راتب وعلى الرغم من الحصار المطبق علينا من قبل المليشيات الانقلابية وكذا حالتنا المادية لا تسمح بذلك الا اننا واصلنا التدريس في العام الماضي, مضيفاً: نحن في هذا العام مضربون عن التدريس وإضرابنا هذا جاء تبعاً لعدة أسباب, منها تردي الحالة المعيشة التي وصلت إلى حد أن العديد من المدرسين لجؤوا للعمل في المجال الشاق بالأجر اليومي مثل كسر الأحجار وبيعها وكذا العمل في البناء حتى يتمكن من إعالة أسرهم.
في الوقت الذي قرر المدرسين عدم التدريس لهذا العام لغياب رواتبهم مستأنفين التدريس في حالة ان تم صرف الرواتب, قامت بعض المدارس التي تتبع إداراتها جماعات حزب الإصلاح "الإخوان" بفتح باب التسجيل لهذا العام الذي مضى على بداية ما يقارب الشهرين, بعد أن لم يجدوا امامهم حلاً سوى تسجيل الطلاب بغرض الاستفادة من رسوم التسجيل التي تعود عليهم بالآلاف.
وقال احد المواطنين: في بداية هذا العام واثناء توجهنا إلى المدارس لتسجيل اولادنا قيل لنا إن المعلمين لن يقوموا بالتدريس لهذا العام بسبب عدم استلام رواتبهم منذ العام الماضي, الذي أنهوه بعد عناء وتعب ولكون كافة المدارس مقفلة لم نتمكن من تسجيلهم في أي مدرسة ما جعل اولادنا يجلسون في البيوت حتى تعود العملية التعليمية إلى حالتها الطبيعية.
وأضاف: لم تكن العملية التعليمية في العام الماضي أحسن حالاً من هذا العام, لأنه وإن كانت المدارس مفتوحة إلا أن المدرسين بقوا من دون رواتب فعزف أغلبهم عند التدريس ولجؤوا إلى العمل اليومي في مجالات بعيدة تماماً عن مجال عملهم ليس رغبة منهم ولكن الظروف المعيشة أجبرتهم على العمل.
وأشار إلى أن إدارات إخوانية في بعض المدارس قامت بفتح التسجيل داعية كافة الطلاب إلى التوجه لتسجيل أسمائهم لهذا العام, وعلى حْسن نية توجه الطلاب لتسجيل أسمائهم ودفع الرسوم, ليبدأ التدريس بشكل المطلوب كالأعوام الماضية, ظانين ان ابسط حق من حقوقهم عاد اليهم, الا انهم اصطدموا بواقع مغاير فالمدارس تشكو غياب المعلمين الذين قرروا مسبقاً عدم التدريس لهذا العام حتى يتسلموا رواتبهم, ليصبح الطالب في ضياع بعد أن استبشر خيراً بفتح باب التسجيل وهو لم يكن يعلم ان الغرض منه الكسب, والجهة الوحيدة المستفيدة من هذا الدخل إدارات تتبع الاخوان( حزب الإصلاح).
وقال معلم آخر" نحن اتخذنا قراراً بعدم التدريس لهذا العام حتى تصرف رواتبنا المنقطعة لما يقارب العام, واغلب المعلمين ليس لهم دخل آخر فالديون تراكمت علينا اغلب المعلمين ديونهم تقارب المليون حتى أن اصحاب البقالات توقفوا عن مدنا بالمواد الغذائية, ما جعل الكثيرين من المعلمين يحترفون مهناً اخرى لم يكونوا في السابق يجيدونها, لكن الظروف المعيشية اجبرتهم الخروج إلى سوق العمل فلا شيء يميز بين معلم وعامل الا الاتقان وإجادة العمل.
وعند سؤالنا عن سبب فتح التسجيل لهذا العام دون تدريس أجاب قائلاً" كوننا متفقين على عدم التدريس لهذا العام, خصوصاً أننا أكملنا التعليم في العام الماضي دون راتب فقد فوجئنا بفتح باب التسجيل ونحن نؤكد للجميع أننا لن ندرس الا بعد تسليم رواتبنا والالتزام بالاستمرار بتسليم الراتب كما كان عليه سابقاً.
واضاف" المعلمون غير ملزمين بالتدريس لان الكل يعلم بظروفنا والمعاناة التي نتجرع مرارتها منذ العام الماضي, لهذا نوضح للجميع أن المعلمين سيعودون إلى المدارس عند الإفراج عن رواتبهم، نافياً صلة المدرسين بما تقوم به بعض إدارات المدارس من جباية رسوم التسجيل من الطلاب لهذا العام, مؤكدا ان اغلب اولياء امور الطلاب غير قادرين على توفير هذه الرسوم المقررة للتسجيل بسبب حالتهم المادية وظروف الحرب, حيث كنا في الاعوام الماضية نعفي الطلاب من أبناء الاسر الفقيرة من دفع رسوم التسجيل, اما في هذا العام فالكل يدفع لتحسين معيشة الادارة على حساب الناس الذين هم بحاجة مد يد العون, لكن هناك جهات لا تعرف الا مصلحتها لا غير, وللعلم هذه الادارات قيادتها إصلاحية.
أهالي يشكون
ممارسات تقوم بها جماعات" إخوانية" لم يكون البعض يعلم حقيقتها طيلة هذه السنوات, وفي السنوات الاخيرة بدأ المشهد يزيح الستار عن هذه الجماعة التي تسعى دوماً إلى العمل لمصلحتها لا احد ينتفع منها الا من هم في حزبها, يقول الاهالي الذين قاموا بتسجيل اولادهم في تلك المدارس لهذا العام, سجلنا اولادنا من اجل ان يلتحقوا بدراسة أسوة بطلاب المدارس في المناطق المحررة, لكن اولادنا الطلاب يذهبون إلى المدارس دون فائدة لا يوجد مدرسين كلهم مضربين عن التدريس بسبب غياب رواتبهم, متسائلين لماذا تقوم ادارة المدارس بأخذ رسوم من الطلاب دون تدريس؟.
من المستفيد؟
ونحن بدورنا وجهنا سؤال الاهالي لإحدى الشخصيات الاكاديمية" الذي اجاب" واضح للعيان أن القائمين على هذه الادارات يستفيدون من وراء تسجيل الطلاب إذ تذهب الرسوم لهم , فالطلاب منذ اعوام لم يستلمون كتب جديده كلها من الكتب المخزنة التي يتم ارجاعها نهاية كل عام ليتم صرفها في العام الجديد, ودخل التسجيل لم تستفد منه المدرسة حتى علبة الطباشير يتم شراؤها من قبل بعض الطلاب الذين يتغيبون عن الحصص يتم تأديبهم بقيمة علبة الطباشير.
طرق خاطئة
واضاف أن هذه الممارسات التي تستخدمها اغلب ادارات المدارس تعد خاطئة فاغلب الطلاب يتسربون عن بعض الحصص وغير مهتمين بالمواظبة على الحضور, والسبب أن هناك ادارة فاشلة تسعى إلى تنفيذ ما تريده عبر الطلاب الذين يمثل حضورهم إلى المدرسة تحصيل حاصل وجل همهم تحصيل الرسوم.
وفي هذا المشهد يتبين أن جماعات حزب الإصلاح لا تسعى إلى استتباب العملية التعلمية ومناصرة هيئة التدريس في محنتهم, فهم عبر أفراده الموثوقين يسعون إلى تحقيق مصالحهم ولو على حساب الاخرين.
يقول احد المعلمين ان مدير المدرسة يقوم بجمع المبلغ الذي يتحصل عليه من رسوم التسجيل ويفوق مائتي ألف ريال إلى حسابه الخاص دون ان تنتفع به المدرسة, بالإضافة إلى جمع رسوم الامتحانات، وتعتبر هذه وتلك دخلاً سنوياً خاصاً بمدير المدرسة ولا احد سواه, فالعملية التعليمية لا تهمه في شيء وما يهمه هو الدخل فقط وباي طريقة كانت.
كما قال أحد أولياء الأمور إن إدارة إحدى المدارس تطلب من طلابها شراء طباشير للمدرسة في الوقت الذي لم يستكملوا فيه الشهر ولم يحضر بعد أي مدرس والطلاب يرجعون إلى المنازل كما يذهبون، أين المراعاة لأوضاعهم المعيشة حتى يطلب منهم شراء الطباشير؟ وأين المراعاة للمسافات التي يقطعونها للوصول إلى تلك المدارس, متسائلين إلى متى سيظل هؤلاء الأطفال يدفعون ثمن الحزبية؟