بحوث ودراسات

هل باتت في خطر

تقرير: مستقبل انجازات التحالف في الجنوب

قوات التحالف العربي في اليمن

خاص (عدن)

كثيرة هي التحذيرات الجنوبية التي انطلقت منذ وقت مبكر، عقب تحرير الجنوب ومحافظاته من مليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح، فيما يخص حماية النصر العربي الذي تحقق جنوباً  في اليمن .

ومع كل تطور وتقدم للأيام والشهور، ازدادت تلك التحذيرات، ومناشدات الى التحالف العربي، والرئيس هادي، بحماية الجنوب واعادة تنظيمه واعادة بناء مؤسساته الامنية والعسكرية، بشكل صحيح، يجعل مصلحة الجنوب، فوق اي مصالح، ويحمي مصالح الدول العربية ودول العالم، التي لولاها لما تدخل وتم تشكيل ” التحالف العربي ” بقيادة العربية السعودية، والامارات العربية المتحدة.

 

مخاطر: 

وفي ظل التحذيرات المتواصلة، التي كانت تزداد مع زيادة التطورات السلبية، وتدهور الحالة المعيشية، وانهيار الخدمات وانقطاع الرواتب في عدن والمحافظات المحررة، إلا ان الرئاسة اليمنية والحكومة ودول التحالف، ظلت غير سامعة للأصوات الوطنية الحريصة على حماية المكتسبات الوطنية التي تحققت في الجنوب.

ومع ان هناك انجازات امنية سجلت، بمساندة دول التحالف العربي، وخاصة الامارات العربية المتحدة، متمثلة بنجاح القوات الامنية في طرد وحصار الجماعات الارهابية التي استغلت الوضع اثناء معارك التحرير، لتتخذ من بعض المديريات في عدن ولحج وابين وحتى حضرموت وشبوة، اماكن للاستقطاب وتخزين السلاح، والتوسع في السيطرة، غير ان الكثير من المخاطر ظلت مستمرة وتفرز سلبيات على الواقع، وتضر بكل النجاحات التي تم انجازها واشادت بها دول العالم ومجلس الامن في مجال مكافحة الارهاب، او تحرير المحافظات الجنوبية من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح.

 

اختلالات جوهرية: 

استمرت الاختلالات الجوهرية، تأخذ طابع سياسي، وتلقي بظلالها على حياة الناس ومعيشتهم، وتدهور الوضع الخدمي بشكل كبير جداً، بما يؤثر ليس على الحياة والاستقرار في محافظات الجنوب، بل يؤثر ايضا على سير المعارك في محافظات الشمال الغير محررة، إذ ان الحواضن الشعبية لا يمكن ان تقف مع قوات الشرعية، وهي تنظر للمعاناة الكبيرة التي يعانيها مواطني المحافظات الجنوبية المحررة، وهو ما يعد شيئا اساسيا في جوهر سير المعارك التي يركز عليها التحالف العربي في الشمال.

ومع هذا تكاثرت الاختلالات الجوهرية، في ظل فشل الحكومة الشرعية، وعزوف الرئاسة عن التدخل في القضايا الهامة التي يعاني منها المواطن، كونها اعتمدت على جماعة من المقربين من الرئاسة ومسؤولين فاشلين في الرئاسة والحكومة، لحل تلك المشاكل والقضايا.

وتركمت الامور والغصب الشعبي في الجنوب، مع استمرار التدهور، وظهور معاناة اخرى الى جانب معاناة انهيار الكهرباء، وانقطاع الرواتب، تمثلت بعدم الجدية في اعادة بناء مؤسسات ومراكز الجيش والامن، وبقاء ملفات ما بعد الحرب دون اي تحرك، والمتمثلة بملف الشهداء والجرحى، واستيعاب المقاومين في السلك الامني والعسكري، وإعادة الاعمار، اضافة الى تحسين الخدمات وانعاش القطاعات التي تلامس هموم المواطنين مباشرة.

 

تراكم الاخطاء.. وفشل الرئاسة والحكومة:

ومع تراكم الاخطاء، وبقاء الحكومة اليمنية، والرئاسة  بعيدون عن هموم المواطن، بل وسعي نافذين يتخذون من شرعية الرئيس هادي غطاء لأعمالهم المخلة، ومحاولاتهم بإعادة مراكز نفوذهم وتحكمهم بمصير الشعب وخدماته ولقمة عيشه، اصبح الواقع صعبا جداً، والقت تلك الاخطاء بظلالها على  نفسيات المواطنين في المحافظات المحررة.

وما زاد من تعقيد الامور، هو استخدام ملف الخدمات وخاصة الكهرباء، لأغراض سياسية، قال عنها كثير من المراقبين، انها تشكل خطر كبير، خاصة مع سعي القيادات القادمة من صنعاء واخرى حزبية من حزبي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح، الموالين افتراضا للشرعية، الى افشال جهود وعمل قيادات عدن وقيادات المحافظات المحررة، التي تولت مناصيها في اصعب الظروف والمراحل، وواجهت كل المخاطر، بل وأمنت عودة الحكومة والرئاسة، لغرض العودة ومساعدتها من داخل الوطن لحل المشاكل العويصة التي تعترضهم، وايقاف التلاعب والعراقيل التي يتم وضعها امامهم وتحول دون معالجتهم لمشاكل المواطنين.

والاكثر مصيبة، هو  قيام نافذين ومسؤولين داخل الشرعية، بالعمل خارج اطار مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية، بعمل معسكرات وتموينها وتزويدها بالسلاح والمال، دون التنسيق مع قيادات المحافظات المحررة، او حتى التنسيق مع قوات التحالف العربي التي تتولى مهمة اعادة بناء الجيش والامن، وان كان بشكل بطيء، لكن من المهم التنسيق معها، لمنع اي وجود لمعسكرات خارج اطار المؤسسات الامنية والعسكرية، كونه خطر داهم وكبير يهدد كيان الدولة ومؤسساتها.

 

تعدد المعسكرات.. والجهات الامنية: 

وفي نفس الاطار من الاخطاء، شكل تعدد الجهات الامنية، والمعسكرات المنقسمة بين هذا وذاك، خطر كبير على مسار الاستقرار، خاصة من انتشار السلاح، وعدم احتواء الامور، ضمن معسكرات رسمية، تخضع كل وحدة منها لقيادة بحسب القانون المتبع في نظام الدولة.

بل أدت عمليات الاستقواء على صنع معسكرات ومعسكرات مضادة، وانتهاج لغة الخلاف والعناد، بغيا لنوايا التشكيك في عمل القيادات والمحافظين الجنوبيين، الذين جاءوا من صفوف الثورة والحراك الجنوبي، ومنعا لنجاحهم في قيادة دفة الجنوب، خاصة مع تحقيق نجاحات امنية بارزة وملموسة.

وتخلت من هذه الثغرة التي ارداتها جهات ونافذين، جهات اخرى معادية لتوجهات قيادات المحافظات الجنوبية، لتلعب على وتر التمترس والاستقواء، وتغذي الخلاف، وتزيد من الفجوة، حتى باتت عدن في كثير من الاحيان مرشحة للدخول في فوضى متعمدة يراد منها ضرب الجميع ( شرعية ومقاومة جنوبية وحراك ودول التحالف العربي).

 

 

هل باتت انجازات التحالف في خطر.؟

وفي سياق ما يجري، من تطورات خطيرة، فإن الخطورة باتت محدقة بدخول عدن والمحافظات الجنوبية، في موجة فوضى قد لا تتوقف عند المواجهات المسلحة، بل قد تضر بالنصر الذي تحقق في الجنوب، ودفعت من اجله تضحيات جسيمة من المقاومة الجنوبية، ومساندة ودعم التحالف العربي، استنادا على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.

وهذا يعني ان اي خطر على الجنوب، وعدن، هو خطر مباشر على دول التحالف العربي، والشرعية والجنوب، والذي قد يضرب النصر الذي تحقق، ضربة قاصمة، ويسهل عودة مليشيات الشمال، سواء الحوثيين والمخلوع صالح، او حتى ما يذهب اليه كثيرون، من احتمال توجه علي محسن الاحمر بقواته للجنوب للسيطرة عليه، بعد ان ظل قرابة العامين يخزن السلاح والمال، ولم يقوم بأي تقدم صوب صنعاء .

 

ما الذي يمكن عمله..؟

بعد ان بدأت ارهاصات الخطر تحدق بعدن والجنوب، وتنذر بمواجهات محتملة، لم يعد الامر يحتمل كثير من الصمت، خاصة من اصحاب القرار في التحالف، وتدخل الرئيس هادي، لإيقاف اخلافات، والاحتكام الى القانون، مع معالجة سريعة لكل الملفات التي اصبحت منبعاً للأخطاء.

وبحسب كثير من المراقبين، فإن الامر يتطلب معالجة الفشل المستمر داخل الحكومة، وذلك بإجراء تغيير حكومي عاجل وخاصة ف رئاسة الحكومة والوزارات المهمة التي فشلت في تقديم اي عمل  ايجابي حتى الان، مع ايقاف تدخلات النافذين المستقويين بعلاقاتهم، او قربهم من هذا المسؤول او ذاك، حتى تسير الامور بشكل طبيعي، وتمنع اي اخطاء قد يرتكبها من ليس لهم علاقة بمهام واختصاصات المسؤولية او المناصب الحكومية والتنفيذية.

وينصح كثير من السياسيين والمراقبين، دول التحالف العربي، وعلى راسها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، الى الجلوس مع الرئيس هادي، للخروج بخطوط عريضة، تحمي النصر الجنوبي، وتمنع اي تهديدات له، خاصة مع تحقيق انتصارات مهمة في الساحل الغربي، اضافة الى النظر بعين الاعتبار لمعالجة الملفات الخطيرة، ومنها الاسراع باعادة بناء الاجهزة الامنية والعسكرية، وملف الخدمات ودمج المقاومة بالجيش، والاهتمام باسر الشهداء والجرحى واعادة الاعمار.

اضافة الى وضع رؤسة واضحة، للعمل في المحافظات الجنوبية المحررة، تمنع تدخل الاحزاب المأزومة التي باتت تعمل بشكل واضح ضد مصالح الشرعية وفقا لتوجهاتها المعادية للقيادات الجنوبية والمقاومة الجنوبية، التي تشكل حتى الان الطرف الاكثر اخلاصا للتحالف العربي.


*عن موقع يافع نيوز

الإصلاح الإداري والتنمية في سلطنة لحج: نموذج السلطان علي عبد الكريم العبدلي


تصعيد غير مسبوق في لبنان قبيل إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله


محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تعزز قوة الاقتصاد السعودي وتفتح آفاقاً جديدة للنمو


اجتماع رباعي يبحث أزمة السودان: دعوات لوقف إطلاق النار وتعزيز الاستجابة الإنسانية