بحوث ودراسات
برصاص قوات الجنوبية
قصة تدمير دبابة صنعاء على مدخل عدن
على مدخل عدن الشمالي .. نصبت دبابة روسية انتهى بها المطاف عالقة بين اكوام الجثث التي اعاقت تقدمها الى عمق مدينة عدن ، كانت تلك الدبابة برفقة إخواتها بمعية افراد و ضباط انقلبوا على الدولة و قرروا غزوا الجنوب مجددا .. لم تكن تدرك تلك الدبابة ما ينتظرها.
و لم يخيل الى الجند المعتدون ان حركاتهم ستتوقف امام سور بشري شيدوه ابناء عدن، ليصبح السلاح الثقيل هزيل امام إرداة شعب تجرع الظلم لسنوات و ارتشف القهر طويلا من كؤوس السلمية ، دارت في مداخل العاصمة عدن معارك شرسة تجددت مرارا و تكرار لتعيق تقدم قوات الغزو ( الشمالي - فارسي ) و لم تنكسر يوما كانت شعلة الحق التي تتوهج كل ما اشتدت ضربات الدبابات الغازية ، مديرية دار سعد صنفها المحللين العسكرين انها ثقب عدن الاسود كانت ممرا مميتا لا يسلمه جندي او ضابط ولا دبابة او مدفع ، هي الجبهة التي استقبلت اول نافلة جند تصل عدن حاملة شياطين الموت الميليشاوي الشمالي تلك الناقلة نجت بأعجوبة من مقاومين لحج البواسل الذي تصيدوا الناقلة التي سبقتها ومنعوها عن التقدم صوب عاصمتنا عدن لم تعش طويلا الناقلة الثانية انتهت في مدخل المدينة بعد موقع نصب الدبابة التذكاري ، كان وقع التصدي الاول عميق في قلوبنا اعتلت الاصوات في عقولنا قائلةً: هاقد حانت ساعة الصفر التي يتحول بها حامل القلم و الراية الى مقاتلا أخا للسلاح يطوف شوارع عدن ملبيا استغاثة مساجدها واضعا كلمة الفصل الجديدة .
نمر بعد عام ونصف بجانب هذه الدبابة التي تغير حالها ما ان توقفت عن الحراك و التم حولها ابطال عدن ليخضعوا من فيها للإستسلام و اخدها منهم لتتحول الى دبابة دفاع متوجة براية المقاومة الجنوبية ، تلك الدبابة اصبحت رمزاً يحمل الكثير من القصص التي نرويها للأطفال عن ابشع حرب شهدتها عدن و الجنوب عامة ، تلك الدبابة خلدت قصص عديدة منها ما حدث مع الشباب الذين اسروها ولم يكن لديهم خبرة عن كيفية عملها و استخدامها فبحثوا عن ضباط الجيش الجنوبي ليغيثوهم بالخبرة ، وعلى متن دراجة نارية اتى رجلا مسن من احدى المعسكرات التي كانت تتأهب و تعلم الشباب كيفية حمل السلاح علها تفيدهم بشئ في حربنا الإجبارية ، كان هذا الرجل ضابطا في قوات الجيش .
عن مشاعر الاهالي حينها ، نتذكر ان الفرحة عمت الاجواء حين شاهدوا ابطال المقاومة الشبابان اتون ومعهم دبابة روسية قديمة ولكن ساد المرح و الضحك و هم يعلمون ان الشباب يبحثون عن من يساعدهم في التعامل مع هذه الدبابة الروسية العتيقة و ما ان و صل الضابط الجنوبي اشتعل الفرح بقلوب الاهالي و اصبح للتصدي قوة معنوية .
لم يكن الامر سهلا فقد استخدم العدوان الانقلابي كل ما اوتي من قوة فلم تكن الدبابات سوى وسيلة من بين الكثير لازالت جثامين ال بي ام بي مترامية في خورمكسر و دار سعد ذلك السلاح المخيف ذو صوت خاص يخلع معه كل الافكار الممكنه ليجعلك اسيرا لصوت الخوف ... نمر من امامها وهي متهالكة فنزداد محبة و تمسك بمشروعنا الوطني الباحث عن جمهورية الجنوب و شرعية المقاومة الجنوبية .
حين نصبت الدبابة في مدخل عدن سمعنا بعض الاصوات الشاحبة تستنكر هذا الأمر متعذرة بأن الدبابة تعارض سلمية المدينة لم تدرك تلك الاصوات ان السلام لا يعني تجريد الحقائق و طمس ماحققته مدينة السلام في حرب هي الاشرس ، ان تنصيب تلك الدبابة في مدخلها رسالة فعلية لتخبر زوارها الاغراب: انها مدينة بحجم ثقافتها و سلامها قوية بأبنائها و شعبها الجنوبي الذي دافع عنها من كل بقاع الجنوب و كي لاينسى الشماليون الوافدون إلى عدن ان هذا الدمار والخراب نتيجة لما اقترفته ميليشات الحوثي و جيش الشمال المنقلب و كل من تبرع لهم بالمال كي يحرقوا عدن و مدن الجنوب وشعبة المسالم