تقارير وتحليلات

رسالة احتجاج..

قرقاش يدعو لبنان إلى النأي بالنفس في أزمة اليمن

الدكتور أنور بن محمد قرقاش

أبوظبي

دعت الإمارات العربية المتحدة لبنان وعقلاءه إلى أن ينأوا بأنفسهم عن تناول أزمة اليمن، وذلك بعد أن أحاطت الحكومة اليمنية مجلس الأمن برسالة الاحتجاج في ما يتعلق بالتدخلات السافرة لميليشيا حزب الله باليمن.

وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «سياسة النأي بالنفس التي نتمنى أن يلتزم بها لبنان الشقيق تقوّض مجدداً في تناول أزمة اليمن، نتمنى أن يكون للدولة وللأصوات العاقلة وقفة وموقف». وجاءت تغريدة قرقاش بعد يومين من إحاطة الحكومة اليمنية مجلس الأمن برسالة الاحتجاج التي وجّهها وزير الخارجية اليمني خالد اليماني إلى وزير خارجية لبنان جبران باسيل، فيما يتعلق بالتدخلات السافرة لميليشيا حزب الله في اليمن، حيث طالب اليماني الحكومة اللبنانية باتخاذ ما تراه مناسباً لإيقاف هذا السلوك العدواني، تماشياً مع سياسة النأي بالنفس.

اعتراف صريح 

وكان أمين عام ميليشيات حزب الله الإرهابي أقرّ في كلمة متلفزة في 29 يونيو الماضي بدعم ميليشيا الحوثي في اليمن، وجدد دعمه المُطلق لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، كما عبّر فيها عن طموحه ومسلّحي حزبه للقتال في اليمن لصالح ميليشيا إيران ومساندتهم ضدّ السلطة الشرعية.  وتلا ذلك تصريح العقيد تركي المالكي، الناطق باسم تحالف دعم الشرعية، عن تدمير التحالف العربي منظومة اتصالات رئيسية في معقل الحوثيين بمحافظة صعدة شمالي اليمن، والذي أكد أن المعلومات تفيد بضلوع عناصر تابعة لميليشيا حزب الله في تركيبها وإدارتها ونشرها في 5 مواقع داخل اليمن. 

رسالة احتجاج 

وبعث وزير الخارجية اليمني رسالة احتجاج شديدة اللهجة إلى باسيل، سلّمها سفير اليمن لدى بيروت عبدالله الدعيس، لمديرة المراسيم في الخارجية اللبنانية رحاب أبوزين، داعياً الحكومة اللبنانية إلى كبح جماح ميليشيا حزب الله وسلوكها العدواني، تماشياً مع سياسة النأي بالنفس، وذلك على خلفية تورّط حزب الله المتزايد في دعم الحوثيين.

وجاء في رسالة اليماني: «إننا في الجمهورية اليمنية نحتفظ بحقنا في عرض المسألة على مجلس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن والتي تنادي وتدعو جميعها إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو الإضرار بمصالحها وحقوقها المشروعة وفقاً لقواعد القانون الدولي».

إساءة للعلاقات 

وأعرب وزير الخارجية عن أسفه لخروج ميليشيات حزب الله عن هذا النهج وإساءته للعلاقات المتينة بين البلدين من خلال مشاركته في التدريب والتخطيط والتحريض والدعم لميليشيا الحوثي التي انقلبت على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر 2014، واستولت على مؤسسات الدولة واجتاحت المحافظات وفرضت سيطرتها بقوة السلاح تنفيذاً لمشروع توسّعي إيراني.

في السياق، أوضح السفير اليمني لدى الأمم المتحدة، أحمد عوض بن مبارك، في تصريح أن الحكومة اليمنية أحاطت مجلس الأمن برسالة وزير الخارجية اليمني الموجهة إلى وزير خارجية لبنان. وأضاف: «كما هو معلوم، لدينا منذ فترة مبكرة الكثير من الأدلة وكنا نتحدث دائماً حول أنشطة حزب الله في اليمن، حتى قبل احتلال الحوثيين للعاصمة، كانت هناك عناصر من حزب الله محتجزة في اليمن لقيامها بالإخلال بالأمن الداخلي».

وأشار إلى حرص اليمن على العلاقات التاريخية والمميزة بين البلدين، «لكن نعتقد أن هكذا تصرفات تجرح هذه العلاقة، لذلك من الضرورة بمكان أن نرفع الأمر دبلوماسياً، وكذلك أن نطرحه على الطاولة الدولية. فهذه الرسالة تم توثيقها في أروقة مجلس الأمن وتم تسليمها بشكل رسمي لكل أعضاء المجلس».

"وضع أمني متأزم في حضرموت": إلى أين تتجه العلاقات اليمنية السعودية؟


الدبلوماسية الأمريكية والاعتراف المفقود: أهمية دعم استقلال أرض الصومال اليمن الجنوبي


دور الأم المعاصر في بناء مستقبل أبنائها: تحديات وحلول


هل تقود الحرب في لبنان إلى تغييرات جذرية؟ خبراء يتناولون التأثيرات المحلية والإقليمية