بحوث ودراسات
«على الهواء مباشرةً»..
أشهر السياسيين الذين اغتِيلوا أمام الكاميرات
أثارت حادثة اغتيال سفير روسيا لدى تركيا في أنقرة، ضجة كبيرة في العالم؛ وذلك لأن حادثة الاغتيال كانت غير متوقعة بالمرة، وحدثت في مؤتمر صحافي على شاشات التلفاز، ولم تكن الحادثة الأولى التي يُقتل فيها أحد المسؤولين السياسيين على الهواء مباشرة؛ فقد جمعنا لكم أشهر حوادث الاغتيال التي راح ضحيتها رؤساء، ورؤساء وزراء، ومسؤولون سياسيون على الهواء مباشرةً.
إنيجيرو أسانوما رئيس الحزب الاشتراكي الياباني
في عام 1960، وبالتحديد يوم 22 أكتوبر(تشرين الأول)؛ كان السيد أسانوما يلقي أحد الخطب أمام ما يقرب من 1000 شخص من أنصار المعارضة في اليابان، حينها قفز شاب ذو 17 عامًا حاملًا خنجرًا على خشبة المسرح؛ ليطعن إنجيرو أسانوما أمام الجميع ليتوفى على إثرها في الحال، وقد أدت هذه الحالة إلى اندلاع الكثير من المظاهرات والاحتجاجات التي تطالب باستقالة رئيس الشرطة في مدينة طوكيو، واتهامه بالتخاذل في حماية زعيم المعارضة أسانوما إنجيرو.
وكان أسانوما معارضًا للولايات المتحدة الأمريكية؛ مما دفع البعض في المجتمع الياباني للإشارة إلى الولايات المتحدة بأصابع الاتهام، ولكن الشرطة اليابانية بعد التحقيقات قالت إنه لا يوجد دافع سياسي لدى منفذ العملية لقتل زعيم المعارضة الأسبق، ولكنه كان يعاني من اضطرابات نفسية دفعته لذلك.
جون كيندي رئيس الولايات المتحدة الأسبق
كان الرئيس جون كيندي والسيدة الأولى زوجته جاكلين، ومعهما كل من حاكم ولاية تكساس وزوجته يسيرون في الموكب الرئاسي مُتجهين لحضور اجتماع الحزب الديمقراطي، واستغل مُنفذ العملية أن الرئيس كيندي كان يجلس في سيارته الليموزين المكشوفة؛ مما سهل عليه التصويب وإصابته برصاصتين، الأولى كانت في ظهره، والأخرى في الرأس مباشرة، وهي التي قضت على جون كيندي تمامًا.
ولم يمض على الحادثة وقت طويل حتى أعلنت المباحث الفيدرالية الأمريكية القبض على شخص يدعى «رهالف أوزفالد» كمشتبه به في حادثة الاغتيال، وبعد عدة أشهر، وبعد أن أعلنت السلطات الأمريكية أن اغتيال الرئيس كان عملًا فرديًّا من تدبير أوزفالد، وأثناء نقله لأحد السجون قام شخص يدعى «جاك روبي» يعمل مدير لنادي ليلي بقتل رهالف أوزفالد؛ انتقامًا لجون كيندي كما زعم.
إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق
حصل رابين على جائزة نوبل للسلام عام 1994 بالاشتراك مع وزير خارجيته آنذاك شمعون بيريز والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وذلك بعد عامٍ واحد من توقيع اتفاقية أوسلو للسلام التي كانت تنص على إعلان مبادئ تحقيق السلام، وانسحاب إسرائيلي تدريجيًّا من الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشكيل سلطة فلسطينية منتخبة بصلاحيات محدودة، وبحث القضايا العالقة فيما لا يزيد على ثلاث سنوات، وهذا الأمر الذي عارضه الاتجاه اليميني الإسرائيلي.
كما زعموا أنّ كل الأراضي الفلسطينية هي ملكٌ لدولة إسرائيل، ولا يحق لرابين أن يسمح للفلسطينيين أن يكون لهم سلطة منتخبة تحكمهم حتى لو كانت صلاحيتهم محدودة، وفي 4 نوفمبر(تشرين الثاني) عام 1995، وخلال مهرجان خطابي مؤيّد للسلام في ميدان «ملوك إسرائيل» سابقًا «ميدان إسحاق رابين» حاليًا، في مدينة تل أبيب، أقدم اليميني المتطرّف «إيجال أمير»، على إطلاق النار على إسحق رابين، وكانت الإصابة مميتة، إذ مات على إثرها على سرير العمليات في المستشفى، ليكون بذلك رئيس الوزراء الوحيد الذي قضي اغتيالًا.
محمد بوضياف رئيس الجزائر
اغتِيل الرئيس الجزائري محمد بوضياف، بينما كان يلقي أحد الخطابات في دار الثقافة بمدينة عنابة يوم 29 يونيو(حزيران) عام 1992، حيث أطلق النار عليه حارسه الشخصي الذي كان يدعى «مبارك بموعافي»، والذي كان يعمل ملازمًا في القوات الخاصة الجزائرية، وأشارت أصابع الاتهام في ذلك الوقت إلى المؤسسة العسكرية، وذلك لعدة أسباب أهمها أن بوضياف أصبح رئيسًا للجزائر بعد عامٍ واحد من الانقلاب العسكري، الذي ألغى به الجيش الجزائري الانتخابات البرلمانية، التي فاز بها الإسلاميون بأغلبية، والتي بدأت بعدها سنوات الحرب الأهلية بين الجيش، والجماعات الإسلامية المعروفة باسم «العشرية السوداء»، كما أن محمد بوضياف كان دائمًا حتى لحظة اغتياله يتحدث عن الفساد داخل المؤسسة العسكرية وسعيه لخدمة بلاده، وكان محمد بوضياف الرئيس الرابع لدولة الجزائر، وأحد القادة البارزين في الثورة الجزائرية.
محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية
في الحادثة الشهيرة المعروفة تاريخيًّا باسم حادثة المنصة، وكانت تلك الحادثة خلال العروض العسكرية في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1981، احتفالًا بنصر حرب أكتوبر 1973، ونفذ عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي الذي توقف بسيارته أمام المنصة ليقوم القناص حسين عباس الذي أطلق مجموعة من الطلقات مباشرة نحو الرئيس السادات، وفي نفس الوقت قام خالد الإسلامبولي بإلقاء قنبلة يدوية على المنصة، وعاد إلى السيارة مرة أخرى ليأخذ الرشاش الآلي قبل أن يذهب مرة أخرى نحو المنصة، ويقوم بإطلاق مجموعة أخرى من الطلقات نحو السادات، وتوفى السادات بعدها مباشرة بعد وصوله المستشفى.
وتمت تلك الحادثة اعتراضًا على اتفاقية كامب ديفيد للسلام، التي وقعها السادات مع إسرائيل، والتي توجب فيها على مصر الاعتراف بإسرائيل كدولة، وهو الأمر الذي لقي اعتراضًا كبيرًا من عامة الشعب والمعارضين من ضمنهم الجماعة الإسلامية التي نفذت عملية الاغتيال.
بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان
أثناء خروجها من مؤتمر انتخابي يوم 27 ديسمبر (كانون الأول) 2007 تعرض موكبها لتفجير انتحاري، قبل أن يقوم قناص بإطلاق رصاصتين على بينظير بوتو، واحدة في العنق، والأخرى في الصدر، أثناء خروجها من فتحة سقف سيارتها لتحية الجماهير المحتشدة حول موكبها، ولم تكن تلك هي المحاولة الأولى لاغتيالها، ففي أكتوبر (تشرين الأول) من نفس العام تعرض موكبها لتفجيرين انتحاريين؛ مما أدى لمقتل حوالي 128 شخصًا، ولكن خرجت بوتو سليمة من تلك المحاولة.
وكانت بينظير بوتو هي أول امرأة في دولة مسلمة تشغل منصب رئيس الوزراء، وهي أيضًا أصغر رئيس وزراء لدولة باكستان، حيث إنها تولت رئاسة الوزراء لأول مرة وهي بعمر 35 عامًا.
أحمد قاديروف رئيس جمهورية الشيشان
تم اغتيال أحمد قاديروف في شهر مايو (أيار) لعام 2004 من خلال انفجار ضخم وقع في ملعب «دينامو برجوزيني»، حيث تم وضع عبوات متفجرة أسفل المدرج الذي كان يجلس فيه الرئيس الشيشاني ليشاهد احتفالات عيد النصر، وراح ضحية هذا الانفجار ما يقرب من 35 شخصًا، وأعلن شامل باسيف قائد حركة المقاومة الشيشانية مسئوليتهم عن الحادث، وذلك لأن أحمد قاديروف معروف بتبعيته لدولة روسيا، وكانت روسيا تضع عليه أملًا كبيرًا في حل النزاع بين المقاومة الشيشانية، وروسيا.