قضايا وحريات
تجنيد إجباري وأفكار طائفية..
الإرهاب الحوثي يغتال أطفال اليمن
صعّدت مليشيا الحوثي الإرهابية من جرائمها بحق الأطفال في اليمن، علاوة على الاستهداف المباشر ومقتل مئات الأطفال برصاص قناصتها، حيث كثفت المليشيا الانقلابية من جرائم تجنيد الأطفال إجباريا، وإخضاعهم لدورات ثقافية لشحنهم بالأفكار الطائفية.
وفقا لإحصائيات حقوقية، قتل أكثر من 2000 طفل يمني بنيران المليشيا الحوثية منذ بداية الانقلاب على السلطة أواخر العام 2014، فيما تعرض المئات من الأطفال لإعاقات دائمة جراء الألغام أو استهدافهم بشكل مباشر من قبل قناصة الانقلابيين بمحافظات متفرقة، وعلى رأسها تعز والساحل الغربي.
وقالت مصادر حقوقية إن المليشيا الحوثية، تشن حملة اعتقالات غير مسبوقة في صنعاء والمحافظات الخاضعة لها شمالي اليمن، وتختطف عشرات الأطفال بشكل يومي دون علم أهاليهم للزج بهم إلى جبهات القتال.
وأشارت المصادر، إلى أن المليشيا الحوثية الانقلابية، اعتقلت خلال أكثر من 10 أطفال في مديرية معين بالعاصمة صنعاء، فيما هددت الشيوخ بمحافظتي عمران وحجة بالاعتقال، في حال لم يقوموا بتوفير أعداد من الأطفال للزج بهم في جبهات القتال.
وتفرض المليشيا الحوثية على كل شيخ قبلي توفير 10 أطفال من كل قرية في محافظات الشمال، وذلك بهدف سد العجز الكبير الذي تشهده جبهات القتال الخاصة بها في الساحل الغربي، بعد مقتل المئات من عناصرها بنيران القوات المشتركة ومقاتلات التحالف العربي.
واستنفذت مليشيا الحوثي خلال الأسابيع الماضية كافة مقاتلين الصف الأول في معركة الساحل الغربي، كما اختطفت وجندت كافة الأطفال النزلاء في دور الأيتام بالمحافظات الخاضعة لسيطرتها.
الأفكار الطائفية
لا يتوقف الإرهاب الحوثي عند قتل الأطفال وتجنيدهم إجباريا، حيث دشنت المليشيا الانقلابية موجة جديدة من اغتيال الطفولة في اليمن، وذلك عبر إقامة ما تعرف بـ"الدورات الثقافية"، التي يتم فيها تلقين الأطفال بالأفكار الطائفية الخالصة وغرس الكراهية والقتال في عقولهم.
وخلال العطلة الصيفية الحالية، التي من المقرر أن تنتهي مطلع سبتمبر القادم، كثفت المليشيا الحوثية من إقامة الدورات الطائفية في المراكز والمدارس الحكومية الخاضعة لسيطرتها.
وقال تربويون لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي تستهدف في الدورات الطائفية الحالية أطفال النشء، الذين لا يتجاوزون الـ12 عاما، وتأهيلهم كمشاريع مقاتلين في السنوات القادمة.
ووفقا للمصادر، فإن قيادات تربوية حوثية غالبيتهم، تم تدريبهم لدى مليشيا حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإرهابيين، هم من يقومون بتدريس الأطفال وغسل أدمغتهم بالأفكار الطائفية، وتصوير الأمر لهم بأنهم يخوضون الجهاد في الساحل الغربي ضد إسرائيل وأمريكا.
ومن خلال سيطرتها على التعليم الحكومي وتعيين شقيق زعيم الانقلاب، يحي بدر الدين الحوثي، وزيرا للتربية في الحكومة غير المعترف بها، بدأت المليشيا الحوثية بتدريس المناهج الطائفية ضمن الكتاب المدرسي، وإجبار المدارس على ترديد الصرخة الحوثية في طابور الصباح بشكل يومي، وهو ما جعل المئات من أرباب الأسر يلجؤون إلى سحب أطفالهم إلى مدارس خاصة او الانتقال للعيش في مناطق الشرعية.
جرائم تتغافل عنها المنظمات والإعلام القطري
تقود مليشيا الحوثي مخططا تدميريا ممنهجا لاغتيال الطفولة في اليمن، سواء من حيث الاختطاف والتجنيد الإجباري أو تأهيلهم طائفيا كمشاريع مليشيا للزج بهم مستقبلا في أتون المعارك، لكن هذه الجرائم مكتملة الأركان، لا تجد ردة فعل مناهضة من المنظمات الدولية العاملة في اليمن، أو الإعلام القطري.
وقال الناشط الحقوقي اليمني رياض عبدالباري إن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، مسؤولة بشكل مباشر عن الجرائم الحوثية بحق الأطفال اليمنيين وعدم حمايتهم، خصوصا وهي تحصل ملايين الدولارات لما تسمى بمشاريع الحماية.
وأضاف أن "المنظمات الدولية التي تمتلك مقرات رئيسية في صنعاء، تخشى من مليشيا الحوثي، ولا تظهر بياناتها سوى عندما يتعلق الأمر بانتقاد الشرعية أو التحالف العربي، لكن عندما تكون الجرائم الحوثية واضحة للعيان لا تجرؤ على إصدار أي إدانات خشية من البطش الحوثي".
وأشار الناشط اليمني، إلى أن وسائل الإعلام الخارجية وخصوصا قناة "الجزيرة" القطرية، التي تعد بوقا لمليشيا الحوثي، تنقل بالنص ما يظهره الإعلام الانقلابي، لذلك باتت اهتماماتها هي إثارة النعرات داخل المناطق الخاضعة للشرعية، لكن جرائم الحوثيين بحق الطفولة وقصف الأحياء السكنية واستخدام المدنيين في الساحل الغربي دروعا بشرية، لا تعد انتهاكات في نظر الإعلام الإخوانجي الإرهابي.