الأدب والفن

التضليل الإعلامي ظهر منذ قرون طويلة..

معرض في أميركا لتاريخ الأخبار الكاذبة!

جانب من المعرض

وكالات

يستضيف مركز بون كاونتي للتاريخ والثقافة في مدينة كولومبوس بولاية ميزوري الأميركية معرضاً بعنوان "تاريخ الأخبار الكاذبة"، ويقتفي تاريخ الأخبار الكاذبة من الخدعات الاخبارية المثيرة الى الدعاية والصحافة الصفراء والتضليل الاعلامي.

في عام 1914 كتب الصحافي والتر وليامز من ولاية ميزوري الاميركية ما سماه "عقيدة الصحافي" بوصفها ميثاقاً يتضمن المبادئ الأخلاقية التي يجب ان يلتزم بها كل صحافي.

ويشدد الميثاق على نقل المعلومة بدقة ونزاهة و"ألا يكتب الصحافي إلا ما يشعر في قلبه انه الحقيقة".

ولكن في وقت تلقي "الأخبار الكاذبة" ظلالا كثيفة على الحياة السياسية الاميركية يكون من المنطقي العودة الى القاء نظرة على الأمانة الصحافية وتاريخ الدعاية ومستقبل الاعلام مع اقتراب الانتخابات النصفية الاميركية في نوفمبر المقبل.

ويستضيف مركز بون كاونتي للتاريخ والثقافة في مدينة كولومبوس بولاية ميزوري الآن معرضاً جديداً بعنوان "تاريخ الأخبار الكاذبة (وأهمية أقدم مدرسة للصحافة في العالم) يضم العقيدة التي سطرها وليامز والكثير غيرها مما يتعلق بوضع الاعلام اليوم.

ويقتفي المعرض تاريخ الأخبار الكاذبة من الخدعات الاخبارية المثيرة الى الدعاية والصحافة الصفراء والتضليل الاعلامي والأخطاء الحقائقية، كما افادت صحيفة الغارديان في تقرير عن المعرض.

وقال مدير المركز كريس كامبل إن المعرض يهدف الى تذكير الناخبين بأن يفكروا حين يدلون بأصواتهم في طريقة تعامل المرشحين مع عالم الصحافة وتأثير ذلك على الديمقراطية الاميركية على المدى البعيد.

يضم المعرض آلات كاتبة قديمة ومطابع عتيقة وصوراً لغرف اخبار مختلفة والصفحة الأولى لواحدة من أقدم الجرائد في العالم.

ويُقام المعرض في مبنى كلية ميزوري للصحافة التي أسسها وليامز لتكون من اوائل المعاهد العليا لتدريس الصحافة في العالم.

وتوجد "عقيدة الصحافي" التي كتبها وليامز منقوشة على لوحة من البرونز في نادي الصحافة الوطني في واشنطن.
 
ونقلت صحيفة الغارديان عن كامبل قوله "ان نصف المعرض مخصص لتاريخ الأخبار الكاذبة الذي يعود الى قرون ، والنصف الثاني هو الترياق المضاد للأخبار الكاذبة ـ الحقيقة مشفوعة بالدليل ، وصور فوتوغرافية بالأسود والأبيض في الغالب".

ورغم ان مصطلح "الأخبار الكاذبة" حديث العهد، فإن التضليل الاعلامي موجود منذ قرون.

ويسلط المعرض الضوء على ثلاثة اشكال من الأخبار الكاذبة هي الخطأ والخدعة الاعلامية والحقائق التي تُعد كاذبة.

ومن أقدم الأمثلة على الاخبار الكاذبة في المعرض اشارة الى ما قاله الفيلسوف اليوناني سقراط عن نشر الأكاذيب والمبالغات بوصفها شكلا من اشكال الخداع لغرض الكسب العام أو "الوقوع تحت سحر الخطيب". 

المثال الآخر هو تاريخ المقاهي البريطانية في العقد الأول من القرن السابع عشر عندما كان الناس يدردشون عن الأقاويل اليومية والفضائح السياسية في ذات الوقت تقريباً الذي بدأت فيه الجرائد.

وقال كامبل "إن الملك تشارلس الثاني كان شديد الغضب على الأخبار المتداولة ضد افراد العائلة المالكة وضد أفكاره هو في الحكم حتى انه حاول ان يغلق المقاهي لوقف انتشار الجرائد. وفي النهاية أقنعه نبلاء بأن هذه ليست فكرة جيدة فتراجع الملك واستمرت الجرائد".

وهناك امثلة على الصحافة الصفراء في القرن الثامن عشر في مدينة نيويورك، حيث "كانت الأكاذيب والخدعات تُباع ليشتريها الناس"، كما قال كامبل.

ومن الأمثلة الأخرى على الاخبار الكاذبة اكتشاف حيوانات على القمر واعادة اكتشاف ديناصورات في عدد من صحيفة الديلي بريس صدر بالعنوان الرئيسي "ديناصورات! انها حقيقية وهي بحوزة النازيين".

وهناك ايضاً قصص روائية تحولت الى خدعات دعائية مثل قراءة اورسن ويلز الشهيرة لفصل من رواية "حرب العوالم" في الاذاعة سنة 1938 وما اثاره من ذعر بحديثه عن غزو من الفضاء الخارجي. وقال كامبل "ان تلك كانت خدعة اخبارية ولكن ويلز اعتبرها رواية خيالية".

يفكر المركز في اقامة سلسلة من المعارض عن الأخبار الكاذبة بعد غلق المعرض الحالي في مطلع 2019 أو ربما تمديده.

وقال كامبل "ان من لا يرى ان حرية الصحافة مهددة، اياً يكن انتماؤه في الطيف السياسي، فهو ليس منتبهاً. ذلك ان الصحافة الحرة مستهدفة اليوم أكثر من أي وقت مضى في الذاكرة الحديثة".

النفط والقبيلة والسياسة.. ثلاثية معقدة تشكل مستقبل محافظة حضرموت


بريطانيا وأستراليا وكندا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين.. وفرنسا تقود جبهة جديدة في الأمم المتحدة


العمليات الجوية الأميركية والإسرائيلية.. هل فشلت في ردع الحوثيين؟


رام يضيء الساحة الغنائية بأغنيته الجديدة "استكانا" بروح التفاؤل والأمل