تحليلات
الملف السوري..
تقرير:مناورات شرق المتوسط.. ومفاوضات الفرصة الأخيرة
مناورات تستعرض خلالها روسيا قوتها وتوجه رسائل للشرق والغرب
وسط تجاذبات قوية بين الروس والأمريكيين بشأن الملف السوري، تعلن موسكو بدء مناورات عسكرية جديدة في شرق البحر المتوسط، استدعت لها نحو 26 بارجة من أساطيل بحر الشمال والبلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين، و34 مقاتلة وغواصتين، وتستمر حتى الثامن من سبتمبر الجاري.
مناورات ومفاوضات
مناورات تستعرض خلالها روسيا قوتها، وتوجه رسائل للشرق والغرب، إذ إنها -أي المناورات- ليست عادية لا من حيث التوقيت ولا من حيث حجم القوات ونوعية الأسلحة المستخدمة، خاصة أن بعضها يعدّ الأحدث.
لا يخف الروس الصلة بين مناوراتهم العسكرية في المتوسط ومشاورات التسوية بشأن إدلب، فروسيا تعزز وجودها عسكريًا على بعد عشرات الكيلومترات من ميدان الحرب الفاصلة شمال غربي سوريا.
ثمة من قرأ في العرض الروسي الضخم تحدياً للولايات المتحدة التي تملك غواصتين في المتوسط، وأيضاً قواعد عسكرية على الأراضي السورية وفي دول الجوار، ليصبح البحر المتوسط مسرحاً جديداً لتبادل الرسائل بين موسكو وواشنطن مع تصاعد الحديث عن معركة قريبة في إدلب.
إدلب.. بؤرة الإرهابيين!
الأخطر هو المصير الذي بات ينتظر محافظة إدلب. بالنسبة للروسي والسوريين ومعهما ضمنياً المبعوث الأممي دي ميستورا فهي معقل للإرهابيين حان وقت القضاء عليهم.
ولكنّ إدلب أيضاً هي آخر مكان على التراب السوري يوجد فيه المعارضة المعتدلة وعائلات أخرجت من ديارها وفق تسويات سياسية رعتها أطراف إقليمية ودولية، ليطرح سؤالاً مؤداه: هل كان المقصود من هذه التسويات جمع المعارضة في مكان واحد وتصفيتها تحت غطاء القضاء على الإرهاب؟!
فخلال السنوات السبعة من الحرب السورية اكتسبت إدلب خصوصية من أنها ملجأ للمقاتلين والمدنيين البائسين، ولكن الآن لا توجد إدلب أخرى يمكنهم الفرار اليها!
كارثة إنسانية محققة
"لن تتهاون روسيا في تصفية الجرح المتقيح في إدلب" يتوعد وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف من يقدّرهم بعشرات آلاف الارهابيين في آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة.
ويتهم الجيش الروسي فصائل المعارضة السورية بالتحضير لشن هجوم كيميائي في إدلب توظفه الدول الغربية -واشنطن ولندن وباريس- لضرب أهداف للنظام السوري على حد زعمه.
"لمّ العجلة" يحذر المبعوث الأممي إلى سوريا دي ميستورا من تصعيد عسكري متسرع شمال غربي سوريا، فالطريق وعر لتجنب أسوأ السيناريوهات في إدلب على حد قوله، داعياً إلى مزيد من الوقت للتوصل إلى صيغة لمحاربة الإرهابيين وفي نفس الوقت حماية المدنيين.
مفاوضات الفرصة الأخيرة
تتزامن مناورات البحر المتوسط الروسية مع مفاوضات الفرصة الأخيرة الساعية إلى تجنيب إدلب كارثة إنسانية تراه الأمم المتحدة " كارثياً " على نحو أربعة ملايين مدني داخل المحافظة.
تكشف مصادر إعلامية، عن مفاوضات لا تزال مستمرة بين المخابرات التركية وهيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة في إدلب وذلك في مسعى لإقناع تلك الفصائل بحل نفسها أو على الأقل تمييز الجماعات الإرهابية عن المعارضة المعتدلة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوجان مطالب بتقديم رؤية واقعية بشأن مدى الفصل بين المعارصة المعتدلة والإرهابيين قبل أيام من موعد القمة الثلاثية في طهرت بين قادة روسيا وتركيا وإيران والتي ستناقش فرص التسوية في إدلب.