تحليلات
عرض الصحف العربية..
إجهاض محاولات إيران للسيطرة على حكومة العراق المقبلة
صحف عربية
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، فإن الولايات المتحدة هي الأقرب، لتحقيق غايتها في العراق، بإعادة ترشيح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لولاية ثانية في منصبه، خلافاً للرغبة الإيرانية.
تسوية الخلافات الشيعية
ذكرت صحيفة الحياة اللندنية، أن "أمام الكتل السياسية العراقية، نحو شهر لاختيار رئيسي الجمهورية والحكومة وفقاً للدستور، أما رئاسة البرلمان فيجب أن تحسم، اليوم الإثنين، لكن عرف الأحزاب العراقية في التوافق على المناصب الثلاثة حزمة واحدة قد يحول دون اختيار رئيس البرلمان اليوم، خصوصاً مع اتساع الخلافات السنّية على المنصب".
وقالت مصادر مطلعة، وفق الصحيفة، إن "البرلمان سيلجأ اليوم إلى إبقاء الجلسة مفتوحة إلى حين التوافق على اختيار رئيسٍ للبرلمان، وهو إجراء غير دستوري مثير للجدل لجأت إليه الكتل في 2014". ولمحت المصادر إلى أن "رئيس السن، أي النائب الأكبر سناً، محمد زيني قد يرفض رئاسة الجلسة إذا تضمنت خرقاً للدستور".
وأوضح مصدر سياسي شيعي، أن "اتفاقاً أولياً تحقق في الساعات القليلة الماضية، يقضي بانضمام تحالف "الفتح" بزعامة العامري، دون المالكي إلى محور العبادي، الصدر، الحكيم، في تسوية حاسمة للجدل، خاصةً أن تحفظات الصدر تركز على التحالف مع المالكي وليس العامري، كما أن مقاعد "ائتلاف دولة القانون" بزعامة المالكي الـ25، ليست مؤثرة"
ارتباك سُني
وإذا حسمت القوى الشيعية موقفها تقريباً، بعد إعلان تشكيل التحالف الأكبر لتولي مسؤولية الحكومة الجديدة لا يبدو أن السنة العراقيين، في طريقهم إلى تجاوز خلافاتهم ما يعني تعقيد المشهد داخل المكون السني من جهة، واحتمال تأثير ذلك على المشهد العراقي العام، بسبب الفشل في الاتفاق على مرشح توافقي لرئاسة البرلمان الجديد.
وتميز الموقف السني، ومن ورائه البرلماني العراقي، بالارتباك وفق وصف الشرق الأوسط، إذ فشلت " الكتل السنية في الاتفاق على مرشح لمنصب رئاسة البرلمان. وبينما كان يتنافس على المنصب أسامة النجيفي رئيس تحالف القرار، ومحمد الحلبوسي القيادي في تحالف القوى العراقية وكلاهما ينتمي إلى المحور الوطني، أضيف إلى قائمة المرشحين كل من محمد تميم، القيادي في ائتلاف الوطنية الذي يتزعمه إياد علاوي، وأحمد الجبوري، القيادي في تحالف تمدن، وطلال الزوبعي، عضو كتلة القرار" وهي مؤشرات تهدد تماسك ومكاسب السنة العراقيين بشكل عام.
نفوذ أجنبي
ومن جهته، علق إبراهيم العبادي في مقال بعنوان "محنة الكتلة الشيعية الأكبر"، في صحيفة الصباح العراقية، على التنافس بين الكتل الشيعية لتشكيل الحكومة المقبلة بقوله: "لم يسبق أن تعرضت الكتل السياسية الشيعية لاختبار جاد لصدق نواياها ومواقفها المعلنة، مثلما تتعرض له اليوم وهي تخوض الصراع والتنافس سعياً لتشكيل الكتلة الأكبر والظفر بترشيح رئيس للوزراء".
واعتبر العبادي، أن "هناك تدخل خارجي في تشكيلة الكتلة الأكبر، قائلاً إن "الأمر في جوهره صراع على السلطة، ولهذا فإن الكتل الشيعية لن تستطيع التملص من تهمة تأجيج هذا الصراع وإيهام الجمهور بأنها اختلفت بين تياري ممانعة ومصانعة أو تيار حشداوي وآخر انبطاحي، أو كما ذهب البعض إلى تسميته خياراً إيرانيا وأخر أمريكياً".
واشنطن تُقصي طهران
ومن جانبها، قالت صحيفة العرب اللندنية: "يبدو الولايات المتحدة هي الأقرب، لتحقيق غايتها في العراق، عبر إعادة ترشيح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لولاية ثانية في منصبه، خلافاً للرغبة الإيرانية. وفيما بدا أن الضغوط الإيرانية على مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري والداعم الرئيسي للعبادي، توشك أن تؤتي أكلها، أعلن تيار الحكمة الذي يقوده عمار الحكيم، اكتمال تشكيل "نواة الكتلة البرلمانية الأكبر"، التي تمتلك حق تكليف رئيس الحكومة.
وقال محلل سياسي عراقي، رفض كشف هويته "في هذا الوقت الضيق لن تكون هناك مفاجآت كبيرة. لقد حسمت الولايات المتحدة موقفها في اتجاه العمل على تضييق الخناق على الفريق الموالي لإيران".
ويأتي ذلك "منسجماً مع التحركات العسكرية الأمريكية لتشديد المراقبة على المثلث الحدودي الفاصل بين العراق والأردن وسوريا. ما يشير إلى أن الولايات المتحدة جادة في قطع الطريق الذي يصل بين إيران وأذرعها في سوريا، ولبنان".
وأضاف المحلل أن "إصرار العبادي على النأي بنفسه وحكومته المقبلة عن عصف العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران يكشف التحاقه بركب القوى الرافضة لاستمرار الهيمنة الإيرانية، ما يصب في مصلحة الولايات المتحدة التي قررت كما يبدو ألا تهب إيران فرصة للتنفيس عما يمكن أن تسببه العقوبات من انهيارات اقتصادية من خلال الاتكاء على الاقتصاد العراقي".