تقارير وتحليلات
الصناعة في العراق على الطريق..
كيف أصبح اليمن أول بلد عربي لصناعة الصواريخ الإيرانية؟
ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن إيران رفضت تقريرا نشرته وكالة رويترز للأنباء عن نقل طهران صواريخ باليستية وتكنولوجيا تصنيعها إلى العراق وقالت إنه يهدف إلى الإضرار بعلاقات إيران مع جيرانها.
وإذا صحت الأنباء، فسيكون العراق ثاني بلد عربي بعد اليمن تنقل اليه ايران تقنية تجميع وتصنيع الصواريخ الباليستية.
وعلى الرغم من محاولة ايران نفي علاقتها بصواريخ الحوثيين الا ان الكثير من الادلة تؤكد تورط ايران في اعادة تصنيع الصواريخ للحوثيين، لتحصل اليمن على المرتبة الأولى في الوطن العربي في قيام ايران بصناعة صواريخ طويلة المدى فيها، وتسعى طهران الى القيام بالتجربة ذاتها في العراق.
وأطلق الحوثيون صاروخا من طراز بركان 2 على الرياض وقامت الدفاعات الجوية السعودية من طراز باتريوت بتعقبه وتدميره في أجواء جنوب الرياض قبل وصوله إلى هدفه الذي أعلنه الحوثيون وهو قصر اليمامة. وأعلنت هايلي أن الصاروخ الذي أطلقه المتمردون الحوثيون على السعودية شهر نوفمبر 2017 هو من صنع إيراني بشكل “لا يمكن إنكاره”.
واتهمت إيران بارتكاب “انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة لكبح أنشطتها الصاروخية، ما يعني أيضا مخالفة روح الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ومنذ عام 2016 بدأ الحوثيون بإطلاق صواريخ باليستية وقصيرة المدى على السعودية كان أولها منظومة زلزال وصاروخ زلزال 3 وصاروخ قاهر 1 وهو النسخة المطورة من صاروخ سام أرض جو الدفاعي. ويزعم الحوثيون أنهم قاموا بتصنيع منظومة صواريخ محلية من طراز الصرخة 3 وأيضا طوروا صاروخ سكود وأطلقوا عليه اسم صاروخ بركان.
وردت وزارة الخارجية العراقية أمس الأحد بالاعراب عن “استغرابها” من التقرير، مشيرة إلى أن هذه التقارير “لا تمتلك دليلا ملموسا” إلا أنها لم تذهب لحد نفي فحوى التقرير.
وقالت الوزارة في بيان “وفي الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة أن العراق غير ملزم بالرد على تقارير صحفية لا تمتلك دليلا ملموسا على ادعاءاتها ومزاعمها، فإنها تؤكد أن جميع مؤسسات الدولة العراقية ملزمة وملتزمة بالمادة السابعة من الدستور والتي تنص على عدم استخدام الأراضي العراقية مقرا أو ممرا لأي عمليات تستهدف أمن أي دولة أخرى”.
وجاء في البيان ايضا “تستغرب وزارة الخارجية العراقية من الادعاءات التي ساقها تقرير صحفي حول تلقي (جماعات مسلحة عراقية) صواريخ باليستية من إيران”.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو على تويتر إنه “قلق للغاية” من التقارير التي أفادت بأن إيران نقلت صواريخ باليستية إلى العراق. وحث بومبيو قادة العراق على الإسراع في تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 12 مايو/أيار.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن بهرام قاسمي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “مثل تلك الأنباء الزائفة والسخيفة لا هدف لها سوى التأثير على علاقات إيران الخارجية خاصة مع جيرانها”.
وكانت مصادر إيرانية وعراقية وغربية قالت للوكالة إن طهران قدمت صواريخ باليستية لجماعات شيعية تقاتل بالوكالة عنها في العراق، وإنها تطور القدرة على صنع المزيد من الصواريخ هناك.
وأضاف قاسمي “هذه الأنباء لا تستهدف سوى إثارة المخاوف في دول المنطقة”.
لكن وبحسب عدة تقارير لخبراء في الأمم المتحدة، قامت ايران بالفعل بنقل تكنولوجيا تصنيع الصواريخ الباليستية الى المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين شنوا العديد من الهجمات الصاروخية على السعودية التي تقود التحالف العربي لدعم قوات الحكومة المعترف بها دوليا.
وفي تغريداته عن تقارير نقل الصواريخ قال بومبيو “إذا كانت صحيحة، فهذا انتهاك صارخ للسيادة العراقية ولقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231”.
وكان بومبيو يشير إلى القرار الذي صدق بموجبه مجلس الأمن على الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية وانسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا العام. وأعادت الإدارة الأميركية فرض عقوبات على طهران.
وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن بومبيو تحدث في وقت سابق إلى رئيس الوزراء العراقي “لتأكيد دعم الولايات المتحدة لجهود العراق من أجل تشكيل حكومة عراقية حديثة وقومية”.
وأضافت أن بومبيو أكد كذلك على أهمية حماية سيادة العراق في هذا التوقيت الحساس.
وتابعت أن وزير الخارجية تحدث كذلك مع إياد علاوي نائب الرئيس العراقي لمناقشة التطورات السياسية والعلاقات بين بغداد وأربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل.
ومن شأن أي مؤشر على أن إيران تعد لانتهاج سياسة أقوى فيما يتعلق بالصواريخ في العراق أن يؤدي إلى تفاقم التوتر الذي زاد بالفعل بينها وبين واشنطن بعد قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي.
ومن شأن ذلك أيضا أن يحرج فرنسا وألمانيا وبريطانيا، الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي والتي تسعى لإنقاذ الاتفاق رغم تجديد العقوبات الأميركية على طهران.
وقال ثلاثة مسؤولين إيرانيين ومصدران بالمخابرات العراقية ومصدران بمخابرات غربية إن إيران نقلت صواريخ باليستية قصيرة المدى لحلفاء بالعراق خلال الأشهر القليلة الماضية. وقال خمسة من المسؤولين إنها تساعد تلك الجماعات على البدء في صنع صواريخ.
الى ذلك، دافع مساعد وزير الدفاع الإيراني محمد أحدي عن دور إيران في العراق وسوريا وقال ان بلاده تعتزم تعزيز قدراتها المتعلقة بالصواريخ الباليستية والصواريخ الموجهة.
وذكر أحدي “إن زيادة القدرة المتعلقة بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز الموجهة… وامتلاك جيل جديد من المقاتلات والسفن الثقيلة والبعيدة المدى والغواصات المزودة بقدرات أسلحة متنوعة من بين الخطط الجديدة لهذه الوزارة”.
ونقل عن أحدي قوله “لدينا البنية التحتية المطلوبة وما نحتاج إليه هو البحث والتطوير. وفي نفس الوقت تحديث وتطوير الصناعات الدفاعية بالاعتماد على القدرات العلمية عالية المستوى في البلاد وعشرات الآلاف من الخريجين في المجالات التقنية والهندسية”.
ودافع أحدي عن دور إيران في العراق وسوريا وقال “لو لم تقم إيران وحلفاؤها في سوريا والعراق بوقف (تنظيم) الدولة الإسلامية لكانت خريطة المنطقة تغيرت ولكان العالم يواجه تحديا مروعا”.
وتفرض ايران نفوذها في العراق عبر ميليشيات موالية لها ساهمت في الحرب على التنظيم الجهادي لكنها رسخت سطوة طهران على المشهد السياسي.