قدم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شهادته أمام الكونغرس أكد فيها أن الإمارات والسعودية العضوان في التحالف العربي الذي يشن حربا ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، تتخذان ما يلزم من الإجراءات لتجنب سقوط مدنيين في الغارات على مواقع الانقلابيين المدعومين من إيران.
وتأتي شهادة بومبيو لتؤكد ما سبق أن أكده التحالف الدولي مرارا في ردّه بنفي صحّة مزاعم أممية تتناغم في طرحها مع رواية الحوثيين الذين لم يحضروا مشاورات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.
وقال بومبيو إنه "شهد" أمام الكونغرس بأن السعودية والإمارات تتخذان تدابير لخفض المخاطر على المدنيين في عملياتهما العسكرية في اليمن.
وتأتي هذه الشهادة التي يطلبها الكونغرس للسماح للطائرات الأميركية بإعادة تزويد الطائرات الأميركية والإماراتية بالوقود، بعد سلسلة من الضربات التي شنها التحالف على مواقع ومعاقل الحوثيين في اليمن.
وأشار بومبيو إلى أن البلدين "يتخذان إجراءات ملموسة لخفض الخطر على المدنيين والبنية التحتية المدنية التي تتسبب بها العمليات العسكرية".
ولم يكشف الوزير الأميركي عن المزيد من التفاصيل. وقد أوضح التحالف في الأول من سبتمبر/ايلول بارتكاب "أخطاء" دون قصد في ضربة جوية في اغسطس/اب قتل فيها مدنيون.
وأدى النزاع في اليمن إلى أزمة إنسانية، حيث تقدر الأمم المتحدة أن 10 آلاف شخص قتلوا معظمهم من المدنيين منذ أطلق التحالف عملياته العسكرية في 2015.
وأدت غارتان جويتان جنوب ميناء الحديدة التي يسيطر عليها المتمردون على البحر الأحمر في 23 آب/اغسطس إلى مقتل 26 طفلا، بحسب الأمم المتحدة.
وتعرضت الولايات المتحدة إلى انتقادات شديدة بسبب دعمها المستمر للتحالف والذي يشتمل كذلك على تبادل المعلومات الاستخباراتية والتزويد بمعلومات عن الأهداف.
السعودية والإمارات مع تسوية سلمية للأزمة اليمنية وفق قرارات الشرعية الدولية ومع استمرار الضغط العسكري لتنفيذها
وأصدر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بيانا منفصلا يؤكد فيه الشهادة ويقول إن الإمارات والسعودية "تبذلان كل جهد" لخفض سقوط ضحايا مدنيين وتجنب أية أضرار جانبية.
وحذر ماتيس الشهر الماضي من أن الدعم الأميركي للتحالف "ليس غير مشروط"، مشيرا إلى أن على التحالف أن يفعل "كل ما بوسعه لتجنب سقوط أبرياء وهو يدعم عملية السلام التي تتوسط فيها الأمم المتحدة".
وقال بومبيو إن واشنطن ستعمل بشكل وثيق مع التحالف لتضمن دعم السعودية والإمارات لجهود السلام الدولية والسماح بوصول الإمدادات التجارية والمساعدات الإنسانية إلى اليمنيين دون عوائق.
وتؤيد السعودية والإمارات بالفعل جهود السلام لتسوية النزاع في اليمن، لكنهما تتمسكان في الوقت ذاته باستمرار الضغط العسكري على المتمردين الحوثيين لدفعهم للقبول بخطة السلام وفق مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة التي تشدد على نزع أسلحة الانقلابيين وحصر السلاح بيد الدولة.
وقال بومبيو "إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب قالت بوضوح إن إنهاء النزاع في اليمن هو أولوية للأمن القومي".
ولم تجر محادثات السلام بوساطة الأمم المتحدة والتي كان من المقرر أن تعقد بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمتمردين الحوثيين في جنيف الأسبوع الماضي.
وقال الحوثيون إن الأمم المتحدة لم تضمن العودة الآمنة لوفد المحادثات من جنيف إلى صنعاء أو ضمان إخلاء الجرحى من المتمردين إلى عُمان، وهي حجة واهية تذرع بها الانقلابيون فقط لتقويض محادثات السلام.