تقارير وتحليلات
دعمها للإرهاب..
حوار المنامة.. إيران أكبر معضلة تواجه استقرار اليمن
أجمع المشاركون في مؤتمر «حوار المنامة.. قمة الأمن الإقليمي 14» الذي اختتم اعماله اليوم في العاصمة البحرينية على ضرورة كبح جماح الأخطار الإيرانية الكبيرة على اليمن والمنطقة والعالم، مشددين أن طهران تمثل أكبر معضلة تواجه استقرار المنطقة والعالم بأسره.
وناقش المشاركون الذين يمثلون أكثر من 25 دولة من مختلف أنحاء العالم بينهم أكثر من 50 وزيراً ومسؤولاً أمنياً وعسكرياً قضايا رئيسة تتعلق بأمن باب المندب
واعادة ترتيب الشرق الأوسط، وتثبيت الاستقرار وإعادة الإعمار في المنطقة.
وحذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من "تدخلات إيران وتركيا في المنطقة"، مشدداً على "ضرورة استعادة الدولة الوطنية لهذا الإقليم"
وفيما يتعلق بمأساة اليمن، قال أبو الغيط إنه "ما كان يمكن ترك اليمن للحوثيين، خاصة وأنهم مدعومون من إيران"، مضيفاً أن "الوضع الإنساني في اليمن بالغ الخطورة والحساسية".
وقال إن "التدخلات في المنطقة لا تقتصر على تركيا وإيران بل يمتد ليشمل أيضاً القوى العظمى وخير مثال على ذلك تدخلات القوى العظمى في سوريا".
وحذر من تفاقم "3 مآسي تواجه الشرق الأوسط وهي سوريا واليمن وليبيا"، معترفاً بأن "الجامعة العربية كان دورها غائب تماماً عن تلك القضايا الثلاث".
وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس اكد بدروه أن الولايات المتحدة الأميركية تقف ضد توريد الأسلحة من إيران إلى التنظيمات الإرهابية في اليمن ولبنان.
وقال إن «إيران تهدد الأمن العالمي، والولايات المتحدة أحبطت مساعيها للحصول على السلاح النووي»، مشيراً إلى أن طهران تسعى للهيمنة خارج حدودها وتتدخل في شؤون الدول المجاورة.
وطالب وزير الدفاع الأميركي النظام الإيراني بالتوقف عن التدخل في شؤون الآخرين إذا ما أراد العودة إلى النظام العالمي.
وشدد ماتيس أن الشراكة مع دول الخليج أساسية بالنسبة إلى بلاده، مشدداً على استمراريتها.
وأوضح أن الولايات المتحدة ملتزمة تعزيز الأمن في المنطقة لمواجهة الإرهاب وأي أعمال عدائية.
من ناحيته أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن ثورة الخميني أطلقت العنان للتطرف والإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن الشرق الأوسط ما زال يدفع ثمنها حتى اليوم.
وقال" إن المنطقة تشهد صراعاً بين رؤيتين؛ إحداهما تدعو للأمل والأخرى تدعو للظلام وتسعى لنشر الطائفية وتشجيع الإرهاب".
وأوضح الجبير أن الصراعات في الشرق الأوسط جاءت بسبب قوى إقليمية تعمل على تغيير المعادلات والهيمنة على المنطقة.
وتابع الجبير قائلاً: «نتعامل مع رؤيتين في الشرق الأوسط.. رؤية سعودية مستنيرة وأخرى إيرانية ظلامية».. مؤكداً أن إيران أكبر راعٍ للإرهاب بالمنطقة".
واردف «لدينا مصالح علينا حمايتها مثل أمن الملاحة الدولية وغيرها، وسنقف مع من يساندنا، والاستراتيجية التي اتبعناها لمواجهة إيران كانت فعالة».
من جهته انتقد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد آل خليفة التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية مثل اليمن وسوريا، وكذلك دعمها للمليشيا الانقلابية التي تضر كثيرًا باستقرار المنطقة.. مشدداً أن التحالف العربي يعمل على إعادة الأمن والاستقرار لليمن.
وقال "من غير الممكن تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط «في ظل طموح الهيمنة الإيرانية القائم على التدخل في شؤون الآخرين».
وأكد وزير الخارجية البحريني أن منطقة الخليج ستظل ركيزة للاستقرار بالشرق الأوسط، لافتاً إلى أن التحالف الأمني الإقليمي المقترح بين الولايات المتحدة، وحلفاء خليجيين، ومصر والأردن سيكون «مفتوحاً أمام من يقبلون بمبادئه».
من جانبه، قال الجنرال المتقاعد، ديفيد بتريوس، القائد السابق للقيادة المركزية بالجيش الأمريكي والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" إن "طهران تواصل تدخلها في شؤون المنطقة لاسيما في لبنان وسوريا وغزة واليمن".
وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت مترددة بشأن الاستمرار في الاتفاق النووي نظراً لسلوك إيران في المنطقة، لذلك قررت فرض عقوبات على طهران حيث شملت العقوبات قطاعات النفط والغاز والطاقة والعمليات المالية".
واعتبر بترايوس أن إيران تتدخل في شؤون دول المنطقة على حساب مصلحة مواطنيها.
ورأى أن إدارة ترامب لن تقدم تسويات من أجل التفاوض مع إيران، محذراً قادة إيران من ذلك مضيفاً "أنه يجب عليهم أن يستوعبوا ذلك الأمر".
من جانبه، أكد الباحث السياسي السعودي ورئيس مركز الخليج العربي للدراسات عبدالعزيز بن صقر، أن "المنطقة عانت من سياسة ادارة اوباما على مدار 8 سنوات والتي أدت إلى الاندفاع نحو إيران، حيث استطاعت إيران أن تتوسع في المنطقة ".
وقال إن "هناك تساؤلات حول كيفية تصرف الإدارة الأمريكية تجاه إيران في المرحلة المقبلة، لاسيما وأننا في الخليج لا نريد حروباً لأننا تعبنا من الحروب وكل ما تريده دول الخليج أن تلتزم إيران بالاتفاق النووي وأن تغير سلوكها وتتوقف عن التدخل في شؤون دول المنطقة".
واتفق بن صقر، مع وصف أبو الغيط لحرب اليمن في أنها حرب ضرورة، مضيفاً أنها "كانت من أجل وقف انقلاب المتمردين الحوثيين على الشرعية".
وذكر أن" بعض الدول لم تشارك بقوات في اليمن لكنها لم تعارض وجود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة السعودية.
وخلص بن صقر إلی القول إن "المجتمع الدولي متخاذل بشان أزمة اليمن وعليه أن يطبق قرارات مجلس الأمن بشأن اليمن".