تقارير وتحليلات
السياسي الألماني طارق الوزير..
من هو اليمني الذي يقود حملة ضد تصدير الأسلحة للسعودية؟
قال زعيم حزب الخضر في ولاية هيسن غربي ألمانيا، طارق الوزير، في أعقاب تحقيق حزبه نتائج غير مسبوقة في الانتخابات المحلية في الولاية إن حزبه "يمثل صوت العقل وسط بحر الجنون الذي يجتاح العالم".
وقد حصل الحزب على 19.5 في المئة من الأصوات في الولاية، مما يعني تعزيز مواقع الحزب في الائتلاف الذي يحكم الولاية والذي يضم الخضر والمسيحي الديمقراطي بزعامة أنجيلا ميركل.
كما أظهرت الانتخابات المحلية تقدما واضحا لحزب الخضر على حساب حزب ميركل وشريكها في الائتلاف الحاكم في ألمانيا، الحزب الديمقراطي الاشتراكي.
سياسي ديناميكي
ويتولى الوزير حاليا منصب نائب رئيس الوزراء في ولاية هيسين التي تضم العاصمة المالية والاقتصادية لألمانيا، فرانكفورت منذ 2013.
كما يتولى طارق بحكم منصبه مسؤولية النقل والطاقة والاقتصاد في الولاية، ويرى أن وجود شبكة مواصلات متطورة تضم القطارات والحافلات كفيلة بالقضاء على الاختناقات المرورية على طرقات الولاية.
وحل حزبه في المرتبة الثانية في الانتخابات المحلية التي جرت قبل أسبوعين في ولاية بافاريا فجاء بعد حزب ميركل، بينما تشير استطلاعات الرأي الى أن نسبة تأييده على صعيد المانيا قد تصل الى 19 في المئة، ضعفي ما حصده في الانتخابات العامة الماضية.
رأى طارق الوزير النور في ألمانيا قبل حوالي 47 عاما، من أب يمني كان دبلوماسياً وأم ألمانية كانت معلمة وناشطة في حركة السلام، وقد أمضى جزءا لا بأس به من سنوات مراهقته في اليمن.
ولدى ولادته اقترح موظف في السجل المدني على الأسرة إضافة اسم الماني إلى الاسم الأول لطارق كي لا يواجه التمييز، لكن الأسرة رفضت ذلك.
وكانت أمه تصحبه معها إلى الاحتجاجات ضد إنشاء مدرج لإقلاع الطائرات وهبوطها بمطار فرانكفورت الدولي.
وفي سن الرابعة عشرة، سافر طارق إلى اليمن وعاش مع والده مدة عامين في العاصمة صنعاء حيث درس في مدرسة دولية هناك بعد طلاق والديه. وتعرف خلال تلك الفترة على بشرى بركات التي أصبحت لاحقا زوجته وأنجبا ولدين.
ويقول طارق إن العامين الذين أمضاهما في صنعاء في كنف والده وفرا له الفرصة لاكتشاف "النصف الآخر من أسرتي والتعرف على أقربائي هناك وتعلم اللغة العربية".
يعتز الوزير بجذوره الألمانية ويقول بأنه ألماني قح من مواطني مدينة أوفنباخ وابن ولاية هيسن.
والأمر الذي يلفت الانتباه هو أن السياسي الألماني الذي لا يخفي أصوله العربية هو من الساسة الألمان الأكثر شعبية في وقت تتصاعد فيه موجة العداء للأجانب والمهاجرين في المانيا.
ويعود الفضل في نجاح الخضر في توسيع قاعدتهم الشعبية ومضاعفة حصتهم من أصوات الناخبين، إذ تبنوا سياسة المواجهة ضد توجهات حزب اليمين المتشدد "البديل لألمانيا" والدفاع عن مجتمع ألماني منفتح متعدد الثقافات.
ويقول طارق إنه "لا يزال يتذكر العنصرية التي كانت منتشرة خلال طفولته في سبعينيات القرن الماضي، حين كان يسمى "الايطاليون بآكلي السباغيتي وأمثالي بالأجانب".
نشاط مبكر
عندما سقط جدار برلين عام 1989 كان طارق لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية، وقد انضم حينها إلى حزب الخضر في هيسين مسقط رأس زعيم الخضر السابق يوشكا فيشر، أول وزير خارجة ألماني من حزب الخضر ما بين 1998 و 2005.
وفي سنة الرابعة والعشرين أصبح طارق عضوا في برلمان الولاية عن الحزب، ثم ما لبث أن أصبح زعيم كتلة الحزب في البرلمان.
ويعد طارق اليوم، المتزوج من اليمنية بشرى بركات، أكثر ساسة الولاية شعبية.
ومنذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا، يقود طارق حملة قوية لوقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى السعودية والتي تستخدم في حرب اليمن.
ووصف طارق حرب اليمن بأنها "أسوء كارثة انسانية من صنع البشر وحان الوقت كي تغير ألمانيا سياستها في مجال الصادرات العسكرية".