تقارير وتحليلات
إشارات إيجابية رغم المناوشات..
هل بات السلام ممكنا في اليمن؟
تلقّت الجهود الأممية لعقد مفاوضات سلام يمنية خلال الأسابيع المقبلة زخما جديدا. فقد أبدت الأطراف المتصارعة تأييدها لإعادة إطلاق العملية السياسية في بلد تدمّره حرب دامية منذ أكثر من أربع سنوات. فهل التفاؤل مشروع هذه المرة؟
رغم وردود أنباء، نقلا عن سكان، باستئناف الاشتباكات في الحديدة باليمن بين المسلحين الحوثيين والقوات التي تدعمها السعودية، فإن فرص إعادة العملية السياسية باتت أقوى من اي وقت آخر.
فقد وزعت بريطانيا اليوم الاثنين مسودة مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو لإعلان هدنة فورية في ميناء الحديدة ويحدد مهلة من أسبوعين لإيصال المساعدات الإنسانية، في وقت ينتظر أن يزور مبعوث الأمم المتحدة مارتن جريفيث اليمن خلال الأيام المقبلة لإطلاق جولة مفاوضات جديدة.
وفي عدن، أعلنت الحكومة المعترف بها دوليا مشاركتها في محادثات السلام المقترحة. وقالت وزارة الخارجية في بيان "إن الحكومة أكدّت في رسالة وجهتها إلى مبعوث الأمم المتحدة (مارتن جريفيث) أنها سترسل وفدا لتمثيلها في المفاوضات" التي لم يحدد لها أي تاريخ بعد.
وفي صنعاء، طالب محمد علي الحوثي، القيادي البارز في صفوف الحوثيين إلى وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على دول التحالف الذي تقوده السعودية. كما دعا جماعته إلى تأكيد استعدادها "لتجميد وإيقاف العمليات العسكرية في كل الجبهات وصولا إلى سلام عادل ومشرّف"، حسب تعبيره.
ويسعى جريفيث إلى عقد محادثات السلام الجديدة في السويد خلال الأسابيع المقبلة، قبل نهاية العام، بدعم من دول كبرى في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.
الملك سلمان يرسل إشارات إيجابية
وفي خطابه السنوي أمام مجلس الشورى أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز تأييد السعودية للحل السياسي في اليمن. وقال "وقوفنا إلى جانب اليمن لم يكن خياراً بل واجباً اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان ميليشيات انقلابية مدعومة من إيران، ونؤكد دعمنا للوصول إلى حل سياسي"، حسب تعبيره.
بدوره، أكّد المتحدث باسم التحالف العسكري العقيد الركن تركي المالكي في مؤتمره الصحافي الأسبوعي أن التحالف يدعم جهود غريفيث "لإيجاد تسوية سياسية وحل في اليمن".
وأفادت محطة سكاي نيوز عربية أنّه تم التوصل لاتفاق يضمن مشاركة ممثلي الحوثيين في المؤتمر دون خوف من منعهم من العودة لليمن، وهو الأمر الذي شكّل عائقاً أفشل عقد مباحثات سلام سابقة في جنيف.
وتكثّفت مساعي عقد محادثات جديدة مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة بداية الشهر الجاري، قبل أن توقف القوات الحكومية محاولة تقدمها في المدينة الأسبوع الماضي. وتحاول القوات الموالية للحكومة استعادة الحُديدة، التي تضم ميناءً حيوياً تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة إلى ملايين السكان.