تحليلات
همينة يمنية على الجنوب..
تقرير: كيف أصبح منفذ الوديعة الجنوبي ملكاً لآل الأحمر؟
مهمة الشرعية تمكين الإخوان من السيطرة على الجنوب
يصر الزّعيم القبليّ ، والعسكري الحدث "هاشم بن عبد الله بن حسين الأحمر" مواصلة الاستحواذ والسيطرة على منفذ الوديعة الحدودي الاستراتيجي الذي يربط اليمن بالسعودية ، والذي تبلغ عائداته الجمركية والضريبية سنويا أكثر من 19 مليار ريال يمني ، وفقًا لإحصائيات عام 2016م. والتي يتم الاستحواذ عليها وتسخيرها لمصلحة آل الأحمر الذين باتوا يتعاملون مع المنفذ وعائداته وكأنها ممتلكات خاصة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ، فيما يتم حرمان خزينة الدولة بل ومحافظة حضرموت، كبرى محافظات البلاد التي يقع فيها المنفذ، من تلك العائدات.
لا وديعة في الوديعة ولا وداعة ؛ إنّها فقط الرمضاء الحارقة التي تشوي جلود المسافرين. لا شيء يغري المرء بالبقاء هنا، إلّا أمل الخروج إلى أرض أخرى، غير هذه البقعة المتشبّعة بالفساد وبرؤوس الأموال "الرّمادية" التي تذروها رياح صحراء "الربع الخالي" إلى جيوب المتنفذين. هنا أفواج كبيرة من المسافرين المرهقين، واصلين ومغادرين، تحدوهم، مركباتٌ محمّلةٌ بالبضائع والمؤن الغذائية. هناك أيضا مستلزماتٌ طبّية وعلاجية ومواد إغاثة مقدّمة من الدّول والمنظّمات الإنسانية .
يُعدّ منفذ الوديعة شرياناً حيوياً في ظلّ حالة الحرب التي تشهدها اليمن، خاصّة بعد إغلاق الكثير من المنافذ البرية والبحرية والجوية بسبب الأحداث .
ماذا يفعل هاشم الأحمر في منفذ الوديعة؟
يرى كثيرون أنّ الزّعيم القبليّ، هاشم بن عبد الله بن حسين الأحمر، بات يعتبر منفذ الوديعة الحدودي أحد الممتلكات الشّخصية لقبيلة حاشد التي ينتمي إليها، تماماً كأخيه صادق الذي سطا فيما مضى على مطار سيئون إبّان حرب العام 1994م.
سوبرمان معارك حيّ "الحصبة" في صنعاء ينشغل اليوم بفرض سيطرته التامّة على المنفذ الجنوبي ، وإقصاء كلّ سلطة قد تعيق طريقه، لذا سعى لتهميش دور عدد من الضبّاط المسؤولين عن أمن المنفذ وبخاصة "الجنوبيين" منهم.
يُتّهم الأحمر بأنّه يضرب بعرض الحائط جميع التوجيهات الصّادرة إليه من وزارة الداخلية والسلطة المحلية في حضرموت، وبخاصّة التّوجيهات التي تقضي بتعيين أي مسؤول جديد في المنفذ سواءً كان عسكرياً أم مدنياً. بالإضافة إلى تقليص صلاحيات كلّ من هم دونه من مسؤولي المنفذ .
هاشم الذي لا يتواجد في المنفذ كثيراً لحركته المستمرّة وتنقّله هنا وهناك، كلّف أحد الضباط المقرّبين منه ليكون الآمر الناهي باسمه. الضّابط يُدعى، مجاهد الغليسي، المعروف بتعامله الفظّ مع زوّار المنفذ من المواطنين، وبخاصّة الجنوبيين منهم، أصبح الرّجل المكروه من قبل كلّ من يرتاد المنفذ من مواطنين وعمّال وسائقي مركبات، نتيجة المعاملة السيئة وفرض الإتاوات التي ما أُنزل بها من سلطان قانوني.
دور "الغليسي" لا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يتعدّاه إلى الجانب الإداري والمهني البحت، الذي كان يُسند سابقاً لمتخصّصين تمّ تسريحهم بطرق مباشرة وغير مباشرة. علاوة على ذلك، يعمل الرجل على تخليص بعض المعاملات الخاصّة لمتنفّذين بمعيّة مندوبين معيّنين من قبل قيادات عسكرية موالية لقوى النفوذ في الشمال.
وشهد منفذ الوديعة مؤخّراً بروز ظواهر سلبية لم يعرفها منذ افتتاحه، منها انتشار المظاهر العسكرية بشكل ملفت، وكثرة الباعة المتجوّلين إضافة إلى عشرات المتسوّلين وقيام "سوق" لصرّافي العملات غير المرخّصين.