تحليلات
إرهاب قطر..
تقرير: العالم العربي جاهز لمواجهة هجوم إخواني جديد
اليمن واحد من البلدان العربية التي تمول فيها الدوحة مليشيات الإرهاب
وأشارت في صحيفة "المغربية" الإيطالية إلى أنّ البيان الختامي يظهر أنّ مستقبل المجلس يكمن في تحقيق التكامل في المجالات الاقتصادية والأمنية والشؤون الخارجية بين جميع الدول باستثناء واحدة: قطر. إنّ غياب الأمير تميم آل ثاني عن القمّة، بالرغم من تلقيه دعوة من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يصادق على خروج قطر بحكم الأمر الواقع من المنتدى الذي يربط الدول الخليجية العربية، بعد أيام قليلة على خروج الدوحة من منظمة أوبك.
لم يكن أمام وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي خيار الفشل في التوقيع على الإعلان الختامي بما أنّه يتضمّن مبادئ عامة لا يمكن التشكيك بها مثل مكافحة تمويل الإرهاب والأيديولوجيات الإرهابية والميليشيات الذي تزعزع استقرار الشرق الأوسط. لكنّ هذه المبادئ هي التي تكشف السياسات التي تتبعها قطر نفسها والتي أجبرت الرباعي المناهض للإرهاب على مقاطعة الدوحة في يونيو (حزيران) 2017. قدّم تميم غيابه عن الرياض كإشارة اعتراض ضدّ المقاطعة، لكنه إلى اليوم، لم يتخذ أي إجراء لتلبية مطالب الرباعي كي يتم إنهاء العقوبات. وتم تبني هذه المطالب من قبل المجلس في الإعلان الختامي لقمة الرياض.
مصنع لإنتاج الأخبار المزيفة
لم تتوقف الدوحة مطلقاً عن تمويل المجوعات والميليشيات الجهادية في سوريا، ليبيا، العراق، فلسطين وحتى في اليمن، حيث تدعم الميليشيات الحوثية خلف الكواليس. ويشكل الحوثيون أداة بيد النظام الخميني لتهديد حدود السعودية. أيديولوجياً، ترتبط جميع هذه الميليشيات، أكانت سنية أو شيعية، بتطرف الإخوان الذين تدعمهم قطر بشكل أساسي. تشترك قطر مع الإخوان في هدف إخضاع الشرق الأوسط والغرب. يضع أردوغان أيضاً هذا الهدف نصب عينيه وقد عززت الدوحة علاقتها به. ويضاف إلى هذا الحلف، النظام الخميني الإيراني الذي يواصل مساعدة قطر على تفادي تداعيات المقاطعة. وفي الوقت نفسه، تعمل الجزيرة بلا كلل كناطق باسم الإخوان وكمصنع لإنتاج الأخبار المزيفة والبروباغندا ضد الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
حالة تشغيلية عالية
إنّ البيان الختامي هو في جوهره إدانة لقطر. لهذا السبب لم يشارك الأمير في اللقاء وهو لم يفكر ولو لدقيقة بتغيير مسره وإصلاح العلاقات مع جيرانه. من هنا، ستستمر حرب قطر ضد العالم العربي والمجتمع الدولي برمته حتى سنة 2019 أيضاً. يدرك المجلس ذلك وقد عزز صفوفه للدفاع عن دوله الأعضاء في المعركة النهائية الطويلة. لكنّ قطر وحلفاءها يفعلون الأمر نفسه أيضاً. إنّ الشبكة القوية العابرة للأوطان التي يتمتع بها الإخوان والمكونة من صحف وصحافيين وسياسيين وديبلوماسيين وخبراء ومنظمات مجتمع مدني، هي في حالة تشغيليّة عالية.
اختراق الإخوان لليسار الأمريكي
تواجه هذه الشبكة خسائر في تونس حيث يواجه حزب النهضة أزمة واحتمال الحل لكنّها تتقدم في الغرب وخصوصاً في الولايات المتحدة وإيطاليا. أصبحت الأخيرة مركزاً متقدماً لقطر في أوروبا. تملك قطر الطبقة الحاكمة بأكملها والتي لم تفوت فرصة حضور حفل الاستقبال الشرفي للأمير القطري الذي أقامه رئيس الجمهورية في قصر كويرينالي الرئاسي. على الضفة الأخرى من الأطلسي، ترتبط أول امرأتين مسلمتين انتُخبتا في الكونغرس، رشيدة طليب وإلهان عمر، بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية كير، أي المنظمة الأساسية التابعة للإخوان في الولايات المتحدة. هذه إشارة إلى كيفية قدرة الإخوان على اختراق اليسار الأمريكي بعمق. في هذا الإطار، تصرفت واشنطن بوست ثم نيويورك تايمس كمنصة لنشر أجندة الإخوان المخادعة كما أظهرتها قضية خاشقجي.
من ربيع مخادع إلى شتاء إسلاموي
بعد مقتله الوحشي في اسطنبول، تم تصوير خاشقجي على أنه شهيد الصحافة. لكنّ نظرة أقرب إلى قصص خاشقجي تكشف الوجه الحقيقي للإخوان: من أسامة بن لادن الذي نعاه خاشقجي على تويتر والذي ورث الجهاد الإرهابي عن سيد قطب، منظّر الإخوان في الستينات، إلى أسف خاشقجي من فشل الثورات العربية التي أراد الإخوان من خلالها احتلال الشرق الأوسط. وكان الإخوان مستعدين بعد وصولهم إلى السلطة لرمي القناع وتحويل ربيع مخادع إلى شتاء إسلاموي بارد.
منع المصريون الذين أطاحوا بمرسي والتونسيون الذين دعموا نداء تونس من حصول هذه التحولات. لكنّ القطب الجديد من الإسلاموية المؤلف من قطر وتركيا والنظام الخميني الملتحم حول الأيديولوجيا المتطرفة للإخوان أعاد إطلاق هجومه عبر استغلال صورة خاشقجي لتعزيز الأجندة الإسلاموية في العالم العربي. من هنا، يأتي خيار قطر بمواصلة تهديد أمن واستقرار الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.