نددت إيران اليوم الجمعة بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة للقوات الأميركية في العراق معتبرة أنها انتهاك للأعراف الدبلوماسية.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن زيارة ترامب المفاجئة للعراق "خارجة عن الأعراف الدبلوماسية" وتدل على "عدم احترام للسيادة العراقية".
وانتقدت الوزارة في بيان صادر عن متحدثها بهرام قاسمي، زيارة ترامب إلى قاعدة عين الأسد العسكرية، الأربعاء، بمحافظة الأنبار غربي العراق.
وأشارت إلى أن "ترامب يضطر اليوم إلى المجيء بشكل سري إلى أراض إحدى بلدان المنطقة (العراق) وسط إجراءات أمنية صارمة".
وأوضحت إيران أن "حكومات المنطقة وشعوبها لن تسمح لقوى الاحتلال الأجنبية بخلق خصومات بين دول المنطقة"، مضيفة أنه "عاجلا أم آجلا ستغادر القوى الأجنبية المنطقة".
والأربعاء، قام ترامب بزيارة مفاجئة قصيرة لقاعدة عين الأسد العسكرية التي يتواجد فيها الجنود الأميركيون في محافظة الأنبار غربي العراق ومن ثم غادر البلاد دون لقاء أي مسؤول عراقي.
وخلال زيارته، أكد ترامب أنه ما من خطة لبلاده حيال سحب قواتها العسكرية من العراق، مبينا أنه في حال رغبت بلاده في القيام بعمليات عسكرية في سوريا، فإنها ستستخدم العراق قاعدة لتنفيذ هذه الهجمات.
وينتشر نحو 5 آلاف جندي أميركي في العراق منذ تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الإرهابي.
وكان مسؤول محلي عراقي قد كشف الثلاثاء عن قيام الجيش الأميركي بإنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين غربي البلاد على مقربة من الحدود السورية وذلك في أعقاب قرار ترامب الانسحاب من سوريا.
وينظر للعراق على أنه البوابة الرئيسية للنفوذ والتمدد الإيراني في المنطقة وهو ما يفسّر إبقاء واشنطن على قواتها في الأراضي العراقية.
وأثار قرار ترامب الانسحاب من سوريا غضبا حتى في أوساط الحزب الجمهوري وداخل الإدارة الأميركية، وسط تحذيرات من أن الانسحاب المفاجئ سيتيح هامشا أوسع لإيران للتوسع والتمدد في سوريا وهي أيضا بوابة أخرى لتعزيز النفوذ الإيراني في المنطقة.
ويعتقد محللون أن الولايات المتحدة تريد من خلال سحب قواتها من سوريا، تعزيز وجودها العسكري في العراق لكبح التمدد الإيراني.
وكانت فصائل شيعية مسلحة موالية لإيران وأحزاب سياسية عراقية قد نددت بزيارة ترامب لقاعدة عين الأسد والتي غادرها دون لقاء القيادة العراقية.
واعتبرت تلك الفصائل والأحزاب الزيارة انتهاكا لسيادة العراق واهانة للحكومة العراقية واستخفافا بها.