تحليلات

مشاريع جديدة في البنية التحتية..

مشاريع إماراتية لتعزيز استدامة المياه على المدى البعيد

مشاريع مستدامة للمستقبل البعيد

أبوظبي

فتح تدشين الإمارات لعدد من المشاريع العملاقة مثل نفق الصرف الصحي الاستراتيجي في أبوظبي ومشروع القرن للصرف الصحي في دبي، آفاقا جديدة للبنية التحتية نحو تعزيز الخدمات المستدامة على المدى البعيد.

وتشير البيانات إلى أن الإمارات حققت تقدما هائلا في مجال معالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها في الأغراض الزراعية، وذلك في إطار جهودها لتعزيز الاستدامة البيئية والحد من استنزاف الموارد المائية الطبيعية.

ويمثل نفق الصرف الصحي الاستراتيجي في أبوظبي علامة بارزة على خارطة المشاريع المستقبلية التي تقوم إمارة أبوظبي بتطورها في مجال البنية التحتية بكفاءة عالية ومستدامة، وهي تأخذ بنظر الاعتبار مواكبة الطفرة السكانية والعمرانية والاقتصادية وتلبية الاحتياجات طويلة المدى للإمارة.

ويرى محللون أن مشاريع البنية التحتية الجديدة في الإمارات أحدثت انقلابا شاملا في فلسفة التعامل مع مصادر المياه ومشاريع الصرف الصحي والتعامل مع مصادر المياه غير الجارية.

وأكدوا أن تلك المشاريع رفعت سقف تعزيز هذا النوع من البنية التحتية، التي تشكو معظم دول المنطقة من ترديها أو عدم وجودها أصلا، وأنها أصبحت في صدارة دول العالم في هذا المجال.

67 بالمئة من مياه الصرف الصحي التي تجري معالجتها في الإمارات تستخدم في ري المزروعات

وكان تقرير “أرقام الإمارات 2018” الصادر عن الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء قد أظهر ارتفاع كمية المياه العادمة التي تتم معالجتها بالبلاد بنسبة تزيد على 32 في المئة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2017.

ويتم استغلال المياه المعالجة بشكل أكبر في الأغراض الزراعية، في إطار جهود تعزيز الاستدامة البيئية والمحافظة على الموارد الطبيعية، حيث أشار التقرير إلى أن نحو 67 في المئة من المياه المعالجة استغلت لأغراض الري.

ويقدم المشروع حلولا مستدامة لجمع ونقل مياه الصرف الصحي من جزيرة أبوظبي والبر الرئيسي والجزر المحيطة بها إلى محطات معالجة مياه الصرف الصحي في منطقة الوثبة.

ويعد النفق أطول أنفاق الصرف الصحي الانحدارية في العالم، حيث يمتد إلى مسافة 41 كيلومترا ويبدأ بعمق 24 مترا من منطقة المشرف وينتهي في محطات المعالجة في منطقة الوثبة على عمق 90 مترا. وتصل طاقته الاستيعابية الإجمالية إلى نحو 1.9 مليون متر مكعب يوميا ويقدم خدماته لمدة 80 سنة قادمة.

ويمثل مشروع القرن للصرف الصحي عن طريق الأنفاق العميقة في دبي، الذي بدأ العمل على إنجازه في عام 2015، نظاما مرنا ومتكاملا لمواكبة متطلبات النمو السكاني المتوقع للإمارة مستقبلا ولمدة 100 عام مقبلة.

وتبلغ التكلفة المتوقعة لتصميم وتنفيذ وتشغيل المشروع نحو 12 مليار درهم (3.27 مليار دولار). ومن المخطط أن يسهم المشروع في إلغاء الروائح الصادرة عن محطات المعالجة وإلغاء محطات الضخ وصهاريج النقل، مما يقلل التكلفة ويخفف من الازدحام المروري.

وكانت إمارة دبي قد اعتمدت في عام 2016 إنشاء المرحلة الثانية من مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي في منطقة جبل علي بتكلفة 1.3 مليار درهم.

وتم تزويد المحطة بأحدث الوسائل والمرافق المتطورة، والتقنيات الحديثة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي. ومن المتوقع أن تصل تكلفتها الإجمالية مع المرحلة الأولى إلى نحو 2.849 مليار درهم.

ويشير المخطط إلى أن الطاقة الاستيعابية للمحطة سترتفع بعد إكمال المرحلة الثانية إلى أكثر من الضعف لتصل إلى نحو 675 ألف متر مكعب يوميا، مقارنة بنحو 300 ألف متر في الوقت الحالي.

1.9 مليون متر مكعب يوميا طاقة نفق الصرف الصحي في أبوظبي وهو الأطول من نوعه في العالم

وستواكب المحطة التوسع المستقبلي المتوقع لمدينة دبي لتخدم شريحة كبيرة من السكان، وسوف تسهم في خدمة 1.35 مليون شخص، دون ضغوط أو جهود إضافية تستدعي إجراء توسعات أخرى حتى عام 2025.

وفي إمارة الشارقة بدأت السلطات منذ عام 2012 بتشغيل أكبر محطة للصرف الصحي وهي محطة الضخ “أي 3” في مدينة الشارقة وفق أرقى المعايير العالمية، إضافة إلى مشروع البوابة الإلكترونية الخاصة بصهاريج الصرف الصحي.

وشكل تشغيل تلك المحطة نقلة نوعية في خدمات البنية التحتية في الإمارات بعد تطبيق أفضل التقنيات الحديثة في تصميمها، إضافة إلى قدرتها الاستيعابية التي تعادل ثلاثة أضعاف المحطة القديمة التي كانت في نفس الموقع.

ووقعت أكاديمية الشارقة للبحوث وجامعة الشارقة وبلدية مدينة الشارقة في نوفمبر 2017 اتفاقية تعاون مشتركة تهدف إلى إجراء البحوث والتطوير للمعالجة الإضافية وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة في منطقة الصجعة في الشارقة.

ودشنت حكومة عجمان منذ العام 2009 المحطة الأولى للصرف الصحي، التي أصبحت قادرة على معالجة أكثر من 50 بالمئة من مياه الصرف الصحي، التي تتم إعادة استخدامها في ري المزروعات والمساحات الخضراء في الإمارة.

الهجرة غير الشرعية إلى اليمن وتداعياتها على مستقبل البلاد.. تحليل


بعثة الأمم المتحدة في الحديدة تستمر لستة أشهر رغم وصفها بـ"الشكلية"


صحف فرنسية: برلمانيون يدعون لحلول جذرية تجاه إيران بعيداً عن الحرب والمساومة


كيف ساهمت بطولة الرئيس الكوري في تأهل العراق إلى مونديال 1986؟