تقارير وتحليلات

خفايا معاداة الإمارات..

تقرير: الحرب في اليمن.. انتصار الجنوب وانكسار الشمال

احتفالات جبهات الشمال امام عدسات المصورين - ارشيف

عدن

منذ أن انطلق التحالف العربي في اليمن منتصف مارس 2015م ، من العاصمة الجنوبيّة عدن ؛ اتّضح للجميع ، وأوّلهم التّحالف ، مدى جديّة الجنوبيين في تحرير وطنهم ، وهو الأمر الذي تمخّض عنه استبسال أبطال المقاومة الجنوبية، في طرد الحوثيين وأتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في ذات العام.

غير أنّ الجميع تفاجأ ــ وأولهم، التحالف العربي ــ فانصدموا بعدم جدية كاملة من قبل الأشقاء الشماليين في عدم هزيمة الحوثيين، وطردهم من المحافظات التي يسيطرون عليها، وإرجاعهم إلى كهوفهم في صعدة ، فها هو العام الرابع قد انتهى من عمر الحرب في اليمن، وجبهات الشمال ما زالت في محرك سر، ولم تتقدم سوى في بضع تبب، وبضع جبال، فتارة تتقدم، وتارة أخرى تنسحب أكثر مما تقدمت ، وفي المقابل نرى كلّ ذلك التّحامل على القوات الإمارتية التي جاءت من بلادها لتقاتل معهم!

وتقول صحيفة الامناء الصادرة في عدن ان الأمر المستغرب، هو ما أكدته مصادر دبلوماسية في العاصمة السعودية الرياض، من أنّ أطرافًا عدة في حكومة الشرعية تكنّ الحقد الكبير لدولة الإمارات العربية المتحدة ؛ فيا ترى ما سبب ذلك؟.

فإذا كانت الإمارات قد مدّت يدها إلى الرجال الذين يصدقون ما عاهدوا الله، أي : الجنوبيين، فلا ريب في ذلك ؛ فهي ترى بأمّ عينها كيف يقدم الجنوبيين الشهداء تلو الشهداء، والجرحى تلو الجرحى، ففي سبيل وطن أحبوه، وعشقوه حد الجنون.

المصادر الدبلوماسية ذاتها أكدت أن هناك مؤامرات ومكائد تُحاك من تحت الطاولة في الرياض ضد الإمارات، والجنوب، اللذين أصبحا في بودقة واحدة، ولا بد من التكاتف لمواجهة ذلك التكاتف الخبيث، ومحاولة استئصاله نهائيًا .

فلقد ساهمت القوات الإمارتية ــ منذ بداية الأزمة اليمنية ــ بشكل كبير في الحفاظ على الأمن العربي، مثل باب المندب وغيره من الموانئ اليمنية، إلى جانب كسر شوكة الحوثيين ، بمشاركة قوات المقاومة الجنوبية، التي قدمت أروع التضحيات في ميادين القتال.

 

طول الحرب!

لم يكن في حسبان التحالف أن تطول الحرب لسنوات ، ولم يكن بباله أيضاً أنّ عقيدة الحرب في اليمن يعني الفيد والاستنزاف ، ولذلك استنزف التّحالف من قبل القوى الحليفة له وخصوصاً حزب الإصلاح , الذي كدّس ترسانة من الأسلحة في تعز ومأرب دون أن تدخل جبهات المواجهة .

وعدم معرفة التّحالف من أنّ اتجاهات الحرب وقواها الفعلية قد بدأت في التغيير لحسابات سياسية وحزبية وشخصية ؛ فقوى الشرعية وعلى رأسها الإصلاح تشعر بأنّ عملية الحسم العسكري ضد الحوثيين سيدفع بقوى جديدة للتربع على المشهد السياسي والعسكري، ولذلك فهي لا تحبذ الحسم وتفضل الحوار لتبقى على مواقعها .

إن اتجاهات الحملة الإعلاميّة والعسكريّة التي تمارسها تلك القوى التّابعة للشّرعيّة قد أصبحت موجّهة ضدّ الجنوب وقيادة المجلس الانتقاليّ ؛ فلذلك هي تحارب شكلياً الحوثيّ في الشمال ، وتحارب الانتقالي ومناصريه في الجنوب ، وبكونها أصبحت عملياً الحلقة الأضعف إلاّ أنها تحاول الاستئثار بانتصارات الجنوبيين وأرضهم . ولم يدرك التحالف أنّ اللعبة قد تغيرت فعلياً فأعداء الأمس قد يصبحون أصدقاء اليوم ، وقد تجمع الأهداف المشتركة الفرقاء في الحرب... ولذلك حزب الإصلاح والحوثيّون والعفاشيّون يشجّعون على انتشار القاعدة في الجنوب وتمويلها ، وإلى جانب شحنات الأسلحة والمخدّرات والعمليّات الانتحاريّة التي يبتلى بها الجنوب منفرداً دون أن يكون هناك تأثير لها في مرتكز صناعتها في مأرب والبيضاء وتعز .

وبدون مواجهة النّخب والأمن الجنوبيّ بمساعدة دولة الإمارات ؛ لكانت الجنوب واقعة تحت قبضة القاعدة والدّواعش برعاية الحكومة الشّرعيّة ــ والإصلاح خصوصاً ــ .?

 

 

إعادة التّقييم

استطاعت عاصفة الحزم أن تحقّق نجاحات ملموسة ضدّ القوى الحوثيّة في المناطق الجنوبية التي كانت مشبعة بروح المقاومة للاحتلال الشّماليّ سواءً كان أثناء احتلال صالح أو الاحتلال الحوثيّ الجديد ؛ فقد استطاعت مقاومة الجنوب من تحرير مناطق الجنوب وعددًا من مناطق الشّمال في صعدة والسّاحل الغربيّ بمساعدة دول التحالف ؛ غير أنّه للأسف قد وقعت العاصفة في العديد من الأخطاء الاستراتيجيّة لسوء تقدير الموقف من أماكن القـوّات الحوثيّة ، وضعف وهشاشة ما سمّي بجيش الشّرعيّة ، الذي ظلّ وإلى الآن يبتزّ انتصارات المقاومة الجنوبيّة ، بينما الشّرعيّة ممثلة بحزب الإصلاح ومليشياته لم تشارك في المعارك بشكل فعليّ ؛ فهناك مئات الآلاف في مأرب وهناك عشرات الآلاف في شبوة وحضرموت لم تدخل في المعركة ، وظلّ حزب الإصلاح وما تسمّى بالشرعية تحتفظ بها لأمر آخر، وهو عملية إخضاع أيّ تفكير للجنوبيين بالاستقلال وكذا الحفاظ على مصالحهم النّفطيّة في الجنوب.

والى جانب كلّ ما ذكر، فإنّ اعتماد التحالف بقيادة الإمارات والسّعوديّة على دعم القوى الإصلاحيّة والسنيّة ، وابتعدت عن قاعدة كبيرة من العسكر والمقاتلين الجنوبيين ، الذين واجهوا بأسلحتهم الشخصية القوات الحوثية كجبهة الضالع مثلاً التي لم يصلها الدعم إلا على أعتاب تحريرها الكلّيّ وكانت أول محافظة تتحرّر.

لم يكن في حسبان التّحالف أن تطول الحرب لسنواتٍ ، ولم يكن بباله أيضاً أنّ عقيدة الحرب في اليمن يعني الفيد والاستنزاف ، ولذلك استنزف التّحالف من قبل القوى الحليفة له وخصوصاً حزب الإصلاح ، الذي كدس ترسانة من الأسلحة في تعز ومأرب دون أن تدخل جبهات المواجهة.

لذا فإن على الإمارات ودول التحالف إعادة تقييم دعمها ، وإعطائه لمن يستحقّ .

ورقة بحثية: جهود حكومية لحماية "محمية الحسوة" بحاجة إلى إجراءات صارمة


حزب الله وإسرائيل: بين حرب الاستنزاف ومفاوضات وقف إطلاق النار


من أميركا اللاتينية إلى الشرق الأوسط: تاريخ طويل من الجريمة المنظمة لـ "حزب الله"


إسرائيل تدمر معدات نووية إيرانية حيوية: تطورات جديدة في المواجهة الإقليمية