تقارير وتحليلات
حزب الإصلاح حليف الدوحة..
تقرير: الاخوان المسلمين في اليمن.. بين الايدولوجية والتبعية
بلا شك ان الايدولوجية تلعب الدور الاساسي في النتظيمات السياسة في العالم الا ان انفصام الايدولوجيات الاسلامية عن اصول الاسلام نفسه اوصل المجتمع الاسلامي الى شروخ كبيرة في وحدته ومبادئة فكانت هذه الايدولوجيات التي انتجها الاستعمار الغربي بعد خروجه من الارارضي العربية بشكل عام وبشكل او باخر فان تعدد وقيام الحزبية بصبغة اسلامية اضرت المسار الاجتماعي الاسلامي سواء في الداخل او الخارج اكثر مما افادت البيئة المحيطة به ويرجع ذلك لعد اسباب السبب الاول ان المجتمع اليمني كونه احد المجتمعات العربي الاكثر تاثيرا بحركة الاخوان المسلمين في العالم العربي والاسباب الاخرى تتعلق بالارتباط الخارجي اصلا منذ نشاة الاخوان في اليمن ومن ثم تحول الى حزب سياسي يسعى الى السلطة والمال وغيره
يعتبر حزب التجمع اليمني للاصلاح ذات الخلفيه الاخوانية من اكبر الاحزاب السياسية في اليمن وهي تقع ضمن ماسمي عليه في الغرب اصطلاحا بحركات الاسلام السياسي، فالحزب يعبر بأنه صاحب ايديووجيا عقائديه مرتبطه بفكر الاخوان المسلمين في مصر القائم على افكار المؤسس الفعلي للجماعة حسن البنا الا ان مزيد من التعمق والدراسة عن قرب لحزب التجمع اليمني لاصلاح من الناحية التطبيقيه فيلاحظ اختلاف فكره وعضويته وادائه وبرامجه عن غيره من حركات واحزاب الاخوان المسلمين في كلا من مصر والاردن وفلسطين وهو ماسنراه في هذا المقال
يتكون حزب التجمع اليمني للاصلاح والذي انشئ في 13 سبتمبر 1990م من ثلاثة روافد مهمة ومؤثرة، الأول هو الرافد الديني المتمثل في معظم التيارات الإسلامية ويستخدمه في جانب التنشئة والتجنيد السياسي في استقطاب الافراد والانضمام الى الحزب كما يستخدم صناعة رجال الدين وشيوخ للحزب والحركة في بث وشحذ الهمم وتجميع اكبر قدر من الانصار والثاني هو القبيلة، متمثلة في انضمام بعض رموز القبائل ووجهائها لحزب الإصلاح، من أمثال الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر الذي صار رئيسا للحزب، ورئيسا لمجلس النواب، وهو شيخ شيوخ قبيلة حاشد وخلفه من بعده ابنه الشيخ صادق الاحمر بالاضافه الى عده من شيوخ قبائل مارب وارحب وصنعاء وعمران وذمار وتعز واب والبيضاء. ولما اجتمع للحزب الخطاب الدعوي الديني المؤثر مع السلطة والوجاهة القبلية، كان لابد أن يكون هناك رافد ثالث للحزب، هو رافد التمويل الاقتصادي، وتم ذلك بضم عدد من كبار التجار وأصحاب رءوس الأموال للحزب. ونرى هنا أن حركة الإخوان حاولت أن تتجنب ما سقط فيه غيرها من الجماعات والتيارات الإسلامية الأخرى التي افتقدت رافد التمويل الذاتي الذي جعلها أسيرة لوجهات ورؤى خارجية عجلت بضعفها، ومن ثم فقدانها للتفاعل مع البيئة والمشهد اليمني المختلف عن غيره في البلدان المجاورة، وسلبها كذلك القدرة على أخذ قراراتها الفارقة من داخلها دون فرض آراء ووجهات نظر خارجية
نجاحات حزب الإصلاح وإخفاقاته
لكن حزب التجمع واجه معوقات عدة، منها طبيعة الشعب اليمني وتقاليده التي لم تجد حركة الإخوان أو حزب التجمع بسببها جديدا يقدمانه في هذا الشأن اضافة الى اعتقاد جل الشعب اليمني بان التلبس بالدين لاجل السياسة اكثر كرها في مبادئ المجتمع اليمني .وكذلك، لم يستطع حزب الإصلاح تجنب الصدام مع مكونات الشعب الفكرية، سواء في المناطق الشمالية، حيث الوجود الزيدي، أو في المناطق الجنوبية حيث الوجود السلفي او في المناطق الشرقية حيث الوجود الصوفي لنفس سبب المتمثل بان الاصل في مبداء حزب الاصلاح في التدين هو السياسة اصلا.
ومن الملاحظ ان حزب الاصلاح تضارب في سياسيته وتحالفته حتى مع الشركاء له في الحياة السياسية تحدده مصلحة الحزب العليا السياسية ومع ان حزب الاصلاح ظل يحكم بنفس الاشخاص ونفس الطراز وبنفس الطبقية وهذا ما جعله اكثر جمود واكثر تنقل من مكان الى اخر بحسب المصلحة وبنفس القيادة والسياسة ومع حدوث أول عملية فرز فعلي داخل التجمع بعد حرب صيف 1994، بدأ الحزب فى تخليص نفسه ممن يخالف آراءه واتجاهاته السياسية والحزبية، فشارك حزب الإصلاح في تحالف مع المؤتمر الشعبي العام في حرب 1994م ضد الحزب الاشتراكي اليمني، ودخل معه في حكومة ائتلافية، للإطاحة بالحزب الاشتراكي من المشهد السياسي اليمني، ثم حدث الانشقاق بين الحليفين، وذلك بعدما كسبت السلطة معركتها مع الحزب الاشتراكي، فخرج حزب الإصلاح من الائتلاف في عام 1997م، وانضم إلى صفوف المعارضة، وتحالف مع خصوم الأمس القريب، الحزب الاشتراكي اليمني، وحزب الحق "ذى العقيدة الزيدية"، والحزب الناصري، وحزب البعث. حيث انضم الحزب لتكتل أحزاب اللقاء المشترك عام 2003م ، رغم وجود اضطرابات في العلاقة مع هذه الأحزاب. ومع وجود خلافات كبيرة مع هذه الأحزاب، كان من الطبيعي أن يكون تحالفه معها صورياً، وبالتالي لم يضف جديداً على الساحة السياسة اليمنية، ولم يمنعه هذا التحالف من إبرام الصفقات السياسية مع حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح.
موقف الحزب من احداث 2011م
وشارك أعضاء من حزب الإصلاح في الاحتجاجات في العديد من المدن كصنعاء، وتعز، وعدن، وغيرها، ولكن ظهرت أزمة ثقة بين الثوار والقيادات القبلية والعسكرية التي أعلنت تأييدها للاحتجاجات، خاصة تلك المرتبطة بحزب الإصلاح. فقد رأى فريق من الثوار أن قيادات حزب الإصلاح لا تريد نصرة الشباب قدر ما تسعى لمكاسب سياسية جديدة.
وزاد مؤيدو حزب الإصلاح من نفوذهم داخل مخيمات الاعتصام، وظهر الشيخ عبد المجيد الزنداني في ساحات الاعتصام معلنا قيام "دولة إسلامية"، وردد أعضاء حزب الإصلاح هتافات غير التي رددها الشباب المستقلون، فقالوا: "لا حوثية ولا إيران ثورتنا ثورة إخوان"، في حين كان شعار الشباب المستقل "لا حزبية ولا أحزاب.. رافضين أن يستحوذ حزب أو جماعة على ثمرة تحققت بدماء الشعب اليمني الحر، متهمين حزب التجمع للإصلاح بالتردد، وأنه يمثل الماضي بكل سلبياته. فحزب الإصلاح تعامل مع الثورة بشيء من التردد بين إسقاط النظام كليا، أو التخلي عن علي عبد الله صالح وإسقاطه وحده، ففضل الحزب الاختيار الثاني، وهو إسقاط علي عبد الله صالح وحده، مع الإبقاء على بعض أجهزة ومؤسسات الدولة التي يبسط الحزب نفوذها عليها، وهذا ما اعترض عليه بشدة الشباب المستقل. وبالتالي قبل ان يشكل حكومة وزارية مناصفه مع حزب لموتمر الشعبي الذي نادى بإسقاطه
علاقة الحزب بالحركة الحوثية
لم تكن هناك مشكلة كبيرة بين جماعة الإخوان بوجه عام والثورة الإيرانية، بل على العكس كان هناك إعجاب وتأييد للثورة الإيرانية، ثم لحزب الله، ذراع إيران في لبنان.وفي 28 نوفمبر، 2014م، اتخذ حزب التجمع للإصلاح خطوة فاجأت البعض، حيث قام وفد رفيع المستوى من الحزب بلقاء عبد الملك بدر الدين الحوثي، قائد التنظيم الحوثي في صعدة، من أجل طي صفحة الماضي، وإعادة بناء الثقة من جديد، وإجراء محادثات سرية فسرها البعض بأنها لعبة سياسية جديدة لحزب الإصلاح، لتحقيق مصالحه. فيما رأى البعض الآخر أنها خطوة اضطرارية بسبب تنامي قوة الحوثيين، فضلا عن الوضع الإقليمي الصعب لتنظيمات الإخوان المسلمين، ومن ضمنها حزب الإصلاح، الأمر الذي جعل من الهدنة مع الحوثيين أمرا واجبا وقتيا وكأنها فترة "استراحة محارب"، على حد زعمهم. غير أن الحوثي لم يُمكّن حزب التجمع للإصلاح من الاستفادة بتلك الهدنة المؤقتة، بل قام باقتحام مراكز الحزب في كل مكان سيطر عليه، وقتل العديد من أعضائه وشبابه، واعتقل البعض، وفرض الإقامة الجبرية على البعض الآخر.
موقف الحزب من التحالف العربي وعاصفة الحزم
"لم تجد قيادة الاصلاح في اليمن بدا من ان تلتحق بالتحالف العربي فمع بداية هجمات "عاصفة الحزم"، كان متوقعا أن يشارك حزب التجمع بكل قوته في نصرة الشرعية المدعومة عسكريا من دول عربية.
لكن التردد كان السمة الأساسية لحزب التجمع. فبعد صمت دام أكثر من أسبوع، لم يؤيد خلالها، أو يرفض عاصفة الحزم، نطق بتأييده لها، ولكن بدون مشاركة فعلية في الحرب الدائرة رحاها في اليمن، رغم البيان القوي الذي أصدرته أمانته العامة، وجاء فيه أن "تعنت الحوثيين وانقلابهم على الحوار، وفرض الإقامة الجبرية على الرئيس الشرعي المنتخب وأعضاء حكومة الوفاق، وتعطيل مؤسسات الدولة الرسمية، واجتياح المناطق، دفع الرئيس هادي إلى البحث عن دعم ومساندة، تعيد الحياة إلى مسارها الصحيح".
"وعبر البيان عن الأمل فى أن تعيد هذه العملية (عاصفة الحزم) الأمور إلى نصابها ومسارها الصحيح، وإخراج البلاد من الأزمة التي تسبب بها الحوثيون وحلفاؤهم، الذين يتحملون كامل المسئولية عن كافة النتائج المترتبة على هذه العملية". ولكن هذا الكلام الواضح لم يقترن بفعل من أي نوع.
مع تواصل المملكة العربية السعودية مع حزب التجمع، وإجراء بعض الاتصالات مع علي محسن الأحمر، بدت بوادر انفراجه للأزمة التي يعانيها الحزب ليعود من جديد للمشهد اليمني، عبر المشاركة في مواجهة التنظيم الحوثي، لكن الحزب لم يتحرك لاستثمار هذه الفرصة حتى الآن، الأمر الذي يثير سؤالا مهما، وهو: هل الاصلاح فعلا يريد القضاء على الحوثي ام استغلال السعودية في النفوذ وتصحيح سمعته الدولية خاصة ان الحزب يلعب بمكيالين فجزء من اعضاء الحزب يوالون الشرعية وفي نفس الوقت يسيرون وفق مصالح التحالف العربي بل انهم اخلو الصله تماما بتنظيم الاخوان المسلمين العالمي وفصلوا عدد من اعضائه ، وهناك جزء اخر من المنتمين للحزب نفسه ويوالون الشرعية ولكنهم يجاهرون العداء للسعودية والامارات ويسيرون وفق مصالح دولة قطر الداعم الرئيسي لفكر الاخوان المسلمين بل انهم يمولون منظمات حقوقية كمنظمة سام للحقوق والحريات وغيرها رفع تقارير مسئية للتحالف العربي الى الأمم المتحدة تشير الى عمليه انتهاكات حقوق الانسان وجرائم حرب تقوده السعودية والامارات في اليمن بالاضافة الى الاله الاعلامية للحزب والتي تشرف عليه العضوه المستقيله من الحزب توكل كرمان كقنوات بلقيس ويمن شباب المتواجدين في تركيا لفضح ممارسات قوت التحالف العربي ووصفها بقوات احتلال وهذا انسجاما مع سياسة قناة الجزيرة التابعة لدولة قطر ويخدم الحوثيين في اليمن.
وهذا ما يفسر العقيدة البرجماتية الذي يتمتع بها الحزب منذ اول تأسيسه وتوظيفه للدين في خدمه مصالحه الحزبية بل الشخصية ومن خلال السرد السابق يتضح ان حزب تجمع اليمني للاصلاح قائم على اساس المصلحة الذاتية اولا وليست على اساس العقيدة القائمة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا اختلاف جلي بينه وبين الاحزاب الاسلامية ذات التوجه الاخواني في العالم العربي فمن تحالفه مع حزب الموتمر الشعبي بداية التسعينات والقضاء على الحزب الاشتراكي وبعدها التحالف مع الحزب اللدود لانهاء حزب الموتمر الحاكم ومن ثم ركب موجه التغيير في احداث فبراير2011م ودخوله في تحالفات حزبيه مع الموتمر وانتخابه لنائب الرئيس صالح والمنتمي لحزب الموتمر الشعبي المفترض انه خرج لاجثاته ومن مداهنته لحركة الحوثي في سبيل الحصول على مكاسب سياسية لكن صدامه مع الحوثي بدأ يعيد حسابه في تاييده للتحالف العربي و استطاع حزب التجمع خداع المجتمع العربي اللعب مع الطرفين وان لايقطع الصله نهائيا بأحد الاطراف فجزء من اعضاء الحزب ظل بالرياض ومؤيد لتوجهات التحالف العربي وبينما الجزء الاخر ظل في تركيا يؤيد ويدعم السياسة القطرية وينتقد التحالف العربي، وهذا ماكان يعمله قيادة الحزب التاريخية فقد كان الشيخ عبدالله الاحمر رئيس التجمع اليمني للاصلاح المعارض وفي نفس الوقت رئيس البرلمان ذات الاغلبية الحزبية الموتمرية بل ان كوادر واعضاء التجمع رشحوا رئيس الحزب المعارض لهم حزب الموتمر الشعبي في الانتخابات الرئاسية 1999م و2006م و2012م وها مالا يدع بالشك الدور البرجماتي الذي ينتهجه حزب الاصلاح في اليمن لحقق مآرب واهداف ذاتية ليس فقط لكافه اعضاء الحزب بل لكوادر او ممن يرضون عنه الصف القيادي الاول في الحزب