تقارير وتحليلات
اخذ الطلاب الى الجبهات..
تقرير: التعليم في عهد سلطة مليشيات الحوثي في اليمن
تعرف تمامًا جماعة الحوثيين في اليمن أن هوية الدولة تكمن في ما تُعَلِّمه لأبنائها؛ لذا كان التعليم إحدى القضايا التي وضعهتا جماعة الحوثي نصب عينيها منذ بداية الحرب، ركزت بشكل كبير على المناهج، وعملت على إجراء تغييرات في المواد الأهم التي يدرس فيها الطلاب ما يعبر عن وطنهم.
قام الحوثيون، حسب تصريحات أدلى بها وزير التعليم في حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي،إلى وكالة الأنباء الروسية، بإجراء تعديلات على مناهج بعض المواد، في الصفوف من الأول حتى الخامس في المرحلة الأساسية، وكانت التغييرات موجهة تحديدًا إلى مواد (التاريخ واللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية)؛ حيث قاموا بإدخال مزيد من أفكارهم وآرائهم في القضايا المختلفة إلى هذه المناهج.
الدكتور عبد الله لملس، وزير التعليم اليمني، ذكر مثالًا على التغيير الذي طال مادة التربية الإسلامية، حيث حذف الحوثيون صورًا لأشخاص يؤدون الصلاة ووضعوا أخرى اعتبرها الوزير “لا تتفق مع تعايش اليمن مع الجميع بسلام”.
حديث لملس أوضح بشكل كبير عمق الأزمة التي تسبب فيها الحوثيون للتعليم في اليمن؛ فهناك تكدُّس في الفصول بعد أن توقفت عملية بناء مدارس جديدة، ودمرت 1200 مدرسة، بينما طال الهدم الجزئي نحو 2600 مدرسة؛ مما أدَّى إلى وصول كثافة الفصل الواحد إلى 90 تلميذًا. ويحتاج اليمن إلى آلاف المدارس؛ كي يستوعب عدد التلاميذ الكبير، كما أن المدارس بحاجة إلى معلمين، حيث كان التوظيف الأخير لهم في 2011 أي قبل 8 سنوات، بينما يوجد 17 ألف مدرس الآن “خارج الخدمة” بعد تقاعدهم؛ ما أدى إلى نقص شديد في عدد المعلمين بلغ ما بين 17 و20%.
ولدى اليمن في المجمل 3 وزارات تختص بالتعليم؛ هي: وزارة التربية والتعليم المسؤولة عن التعليم العام والأساسي من الصف الأول حتى نهاية المرحلة الثانوية، ووزارة التعليم الفني والمهني، وتهتم بشأن المعاهد الفنية والمهنية، ثم وزارة التعليم العالي المختصة بالجامعات. وتخضع المدارس كافة لوزارة التعليم؛ بما فيها تلك التي تقع في نطاق جغرافي يسيطر عليه الحوثيون؛ لكن هناك مشكلة في هذه المدارس أفصح عنها وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عبر حسابه الشخصي بموقع “تويتر“، حين قال إن جماعة الحوثيين بدأت في استقطاب الأطفال وتجنيد عناصرها من داخل صفوف الدراسة.
وأضاف الإرياني أن الجماعة بدأت في استقطاب الأطفال من مدارس منطقة مران بمحافظة صعدة، متسائلًا: ما مصير المدارس الكثيرة التي تسيطر عليها الجماعة في صنعاء وبقية مناطق وجودها؟
كريستوفر بوليراك، المتحدث الرسمي باسم “يونيسف”، قال إن نحو مليونَي طالب يمني لم يذهبوا إلى المدارس بداية العام الدراسي الحالي 2018- 2019، كما أن 4 ملايين طفل في المرحلة الابتدائية قد لا يستطيعون الذهاب إلى المدارس بعد ذلك؛ بسبب النقص الشديد في عدد المدرسين.
ونقل موقع “voanews” عن “بوليراك”، أن 67% من مدرسي المدارس لم يتقاضوا رواتبهم منذ عامين، وبعضهم يبحث عن عمل آخر؛ كما أن الطلاب الذين يذهبون إلى المدارس لا يحصلون على دروسهم كاملة، إما بسبب النقص في المدرسين وإما قصر مدة العام الدراسي؛ نتيجة الغياب المتتالي لهم.
وشاركت منظمة “يونيسف” في ما يقوله وزير الإعلام اليمني، مؤكدةً أن الخوف يتمثل في تحوُّل الأطفال إلى مجندين بعد استيلاء الجماعات المسلحة على بعض المدارس.