تقارير وتحليلات
4 سنوات من الحزم والأمل..
بصمات الإمارات الإنسانية في اليمن لا تمحوها السنين
منذ أن دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك رئيسي وبارز ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية واليمنيين في وجه انقلاب الميليشيا الحوثية الايرانية ، عززت بصماتها الإنسانية في جل مناطق اليمن وعملت على ثلاثة محاور رئيسية هي دعم تحرير المحافظات وتطبيع الحياة فيها وتأمينها، ونجحت خلال وقت قصير من تحقيق إنجازات لا تمحوها السنون، وبات المواطنون في هذه المحافظات يعيشونها واقعاً ملموساً في كل مجالات حياتهم.
فقد قدمت الإمارات كوكبة من خيرة أبنائها شهيداً تلو الشهيد ودعمت بالسلاح والعتاد والمال، وكانت وما زالت تقدم أعمالها البارزة بأشكال مختلفة وفي مقدمتها جناحها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي، الذي يقوم بدور مساند للسلطات الرسمية في أوقات السلم والحرب وله دور لافت وإسهامات كبيرة في دعم المحافظات المحررة، وقد شملت مجالات عدة من التعليم والصحة والطرق وتوزيع السلال الغذائية ووصولها إلى الأسر الفقيرة والمتعففة.
أربع سنوات مرت منذ انطلاق عاصفة الحزم، التي أنقذت الشعب اليمني واليمن والمنطقة العربية، من خطر التمدد الإيراني عبر أدواتهم في اليمن الحوثيين.
الدور العسكري
منذ اللحظات الأولى لعاصفة الحزم استنفرت الإمارات جهودها، وكان لها دور كبير وبارز في تحرير العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها أبين ولحج ومناطق الساحل الغربي ومأرب.
حيث كانت دولة الإمارات السباقة في إنزال جنودها بالعاصمة المؤقتة عدن للمساهمة في تحرير المدينة، وشاركت طلائع القوات الخاصة الإماراتية في تحرير مطار عدن الدولي، وقدمت الشهيد البطل عبدالعزيز الكعبي، كما شاركت دولة الإمارات في تنظيم قوات المقاومة وتزويدها بما تحتاج من سلاح وعتاد.
هذه الجهود أسفرت وخلال وقت قصير من تحرير عدن والانتقال إلى لحج وأبين ومأرب ومن ثم بدء مرحلة أخرى وهي تنظيم قوات الجيش والوطني وتأهيل المقاومة ضمن ألوية عسكرية، وتزويدها بما تحتاج من سلاح لبدء معارك تحرير باب المندب، وهي المعارك التي حققت فيها قوات التحالف انتصارات نوعية وصولاً إلى مدينة الحديدة وخلال وقت قصير جداً، وكانت معارك الساحل الغربي بمثابة معارك استنزاف لميليشيا الحوثي، حيث فقدت الميليشيا أبرز قياداتها في الحديدة وكأن أبرزهم رئيس ما يسمى المجلس السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد.
انتصارات
تميزت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات بتحقيق الانتصارات المتسارعة وتكبيدميليشيا الحوثي خسائر كبيرة في الأرواح، ولم تشهد هذه الجبهات أي تراجع منذ انطلاق عاصفة الحزم، بل انتصارات متسارعة وصولاً إلى الحديدة، رغم التعقيدات التي تشهدها مناطق الساحل الغربي.
قدمت الإمارات خلال هذه المعارك كوكبة من أبطالها شهداء رووا بدمائهم تراب اليمن، وكانت هذه الدماء نبراس الانتصارات التي تحققت.
دعم قطاع الأمن
تأمين المحافظات المحررة عقب تحريرها مثل أولوية كبيرة لدولة الإمارات، ولا سيما أن العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها عاشت فراغاً أمنياً كبيراً، بسبب الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي، والتي تسببت بتدمير شامل للقطاع الأمني بكل وحداته.
وبعد تحرير هذه المحافظات من ميليشيا الحوثي أفاقت على غياب الأمن، والوحدات الأخرى المرتبطة به من إدارة مرور، ودفاع مدني، ودوريات الشوارع، وهو ما تسبب في إثارة مخاوف أبناء عدن من الفراغ الأمني في ظل تواجد الجماعات المسلحة وانتشارها عقب الحرب.
مكافحة الإرهاب
حققت المحافظات المحررة انتصارات كاسحة ضد الجماعات الإرهابية، حتى باتت هذه الانتصارات محل اشادة لدى المجتمع الدولي وذلك بعد أن بدأت المحافظات الجنوبية تتعافى من خطر الجماعات الإرهابية التي عاثت في الأرض قتلاً وتدميراً خلال السنوات الماضية، مستغلة حالة الفوضى التي تعيشها البلد.
فبعد أن كانت رقعة سيطرة هذه الجماعات تتوسع خلال السنوات الماضية، حتى تم تصنيف تنظيم القاعدة في جزيرة العرب فرع اليمن من اخطر التنظيمات في العالم، تراجعت رقعة السيطرة وتواجد التنظيم في اليمن بشكل كبير جداً بفضل تدخل التحالف العربي الذي كان من أولوياته محاربة الإرهاب وتأمين المحافظات المحررة.
ولم تقتصر مهمة التحالف العربي في اليمن منذ إعلان عاصفة الحزم على تحرير المحافظات اليمنية من عناصر الانقلاب، بل كانت تقع عليها مهمة تأمين المحافظات المحررة، لا سيما أن هذه المحافظات أفرغت تماماً من الأجهزة الأمنية بسبب الحرب.
البداية من عدن
تأمين العاصمة عدن كان أولوية لدى دول التحالف العربي، إذ اهتمت دولة الإمارات بإعادة تفعيل الأجهزة الأمنية حيث قامت بإعادة تأهيل كامل مقرات الشرطة، ودعمها بما تحتاج من أجهزة ومعدات وسيارات، كما قامت بتدريب وتأهيل الكادر البشري.
ومطلع العام 2016 أعلن عن تأسيس الحزام الأمني لمحافظة عدن والمحافظات المجاورة، تكون مهمته تأمين عدن وتطهيرها من عناصر الإرهاب.
حيث نجحت قوات الحزام الأمني في شهر فبراير من العام 2016 من تظهير مديريةالمنصورة التي كانت معقل لعناصر تنظيم القاعدة، ومن ثم انتقلت هذه القوات الى محافظة لحج.
نفذت قوات الحزام الأمني وبدعم وإسناد من القوات الإماراتية عمليات نوعية ومداهمات لأوكار الإرهابيين وتمكنت من اعتقال عدد كبير منهم، كما نفذت انتشاراً واسعاً في كل مديريات عدن ومداخلها ومخارجها.
نجحت هذه الإجراءات في شل حركة الجماعات الإرهابية التي كانت تنقل بعدن بسهولة وتنفذ عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي طالت حتى محافظ محافظة عدن السابق الشهيد جعفر محمد سعد.
حيث تقلصت العمليات الإرهابية إلى حدودها الدنيا، وهو ما ساهم في عودة الحكومة اليمنية منتصف العام 2016 لإدارة شؤون الدولة من العاصمة المؤقتة عدن كما عادت الكثير من المنظمات الدولية لممارسة عملها من عدن.
وفي صبيحة 24 مارس 2016 نفذت قوات النخبة الحضرمية بدعم وإشراف من دولة الإمارات عملية نوعية تمكنت خلالها من طرد عناصر القاعدة من كامل مدينة المكلاعاصمة محافظة حضرموت، بعد ان قتلت وأسرت ما يزيد على 800 من عناصر القاعدة.
النصر والتحرير
محافظة أبين جنوب اليمن كانت من أكثر المحافظات تضرراً من الإرهاب الذي تسبب لأبنائها بمآسٍ كثيرة.
تمكنت قوات الحزام الأمني والقوات المسلحة الإماراتية ضمن قوات التحالف العربي من الانتشار في عاصمة المحافظة زنجبار ومدينة جعار وفتحت الطريق الواصل بين عدن وأبين، وساهمت في تهاوي تنظيم القاعدة وتراجعه بعد اعتقال ومقتل عدد كبير من قياداته.
مطلع شهر أغسطس 2017 كانت محافظة شبوة على موعد مع قوات النخبة الشبوانية، التي تم تأهيلها وتدريبها بإشراف دولة الإمارات. نجحت قوات النخبة في تأمين عدد كبير من مديريات محافظة شبوة، وشلت قدرت تنظيم القاعدة على التحرك بين مديريات المحافظة والاستفادة من ثروات المحافظة الغنية بالنفط.
التعليم والصحة
ساهمت جهود الإمارات خلال الأربع السنوات الماضية في عودة العملية التعليمية الى وضعها السابق عقب تعرض معظم المدارس والمرافق التربوية للتدمير من قبل ميليشيا الحوثي.وتواصل دولة الإمارات دعمها لقطاع التعليم في المحافظات اليمنية المحررة، ضمن جهودها الرامية إلى تطبيع الأوضاع في هذه المحافظات والتخفيف عن معاناة المواطنين.
احتل دعم قطاع الصحة أولوية بالنسبة لدولة الإمارات، حيث استنفرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي جهودها منذ الأيام الأولى لتحرير عدن، وذلك بوضع خطة شاملة تضمن عودة القطاع الصحي للعمل بعد أن تعرض للتدمير جراء اجتياح الميليشيا لعدن والمحافظات المجاورة.
التخفيف من الفقر
ساهمت دولة الإمارات منذ تحرير العاصمة المؤقتة عدن في دعم العديد من الأنشطة المجتمعية والمشاريع الصغيرة التي هدفت من خلالها إلى رفع المعاناة عن كاهل المواطنين، حيث دعمت عدد من المشاريع الصغيرة، بالإضافة الى اقامة وتنفيذ زواج جماعي لـ 2400 عريس في مختلف المحافظات المحررة، بالإضافة الى فتح مخابز خيرية في عدد من المحافظات، ودعم الأنشطة المجتمعية مثل المهرجانات الثقافية والترفيهية وترميم المسارح وغيرها.
إشادة دولية
ساهمت عمليات الدعم الطارئة لدولة الإمارات في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة المعدية، مثل الكوليرا وحمى الظنك، وغيرها من الأمراض التي انتشرت في اليمن جراء الحرب التي أشعلتها الميليشيا الحوثية.
حيث سارعت دولة الإمارات في إرسال آلاف الأطنان من الأدوية إلى مختلف المحافظات اليمنية بما فيها التي تخضع لسيطرة ميليشيا الحوثي، وكانت هذه المساعدات اما تقدم بشكل مباشر أو من قبل المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. هذه الجهود كانت محل إشادة للعديد من المنظمات المحلية والدولية، وذلك لما لها من اثر كبير في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة.
عمليات
تمكنت قوات النخبة الحضرمية والشبوانية والحزام الأمني من تقطيع أوصال تنظيم القاعدة، حيث فرت عناصره إلى مناطق جبلية وصحراوية شديدة التحصين.واستمراراً لملاحقة تلك العناصر ومطاردتها بشكل كامل من المحافظات المحررة، نفذت هذه القوات بدعم وإشراف من المسلحة الإماراتية عمليات نوعية حققت من خلالها نتائج إيجابية وكان أبرز هذه العمليات:
«الفيصل»
أطلق التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في 17 فبراير عملية «الفيصل» ضد تنظيم «القاعدة» في وادي المسيني في محافظة حضرموت عبر ثلاثة محاور أساسية وبإسناد جوي إماراتي.وتمكنت قوات النخبة خلالها من السيطرة على كامل الوادي ذات التضاريس الجغرافية الصعبة، واعتقال وقتل عدد من قيادات تنظيم القاعدة، ومصادرة أسلحة متنوعة.
وفي تاريخ 24 فبراير أكد اللواء فرج سالمين البحسني، محافظ محافظة حضرموت، قائد المنطقة العسكرية الثانية، أن «معركة الفيصل» ضد الجماعات الإرهابية في أرياف المكلا انتهت تماماً بتحقيق كامل أهدافها، المتمثلة بتطهير وادي المسيني من الإرهابيين، وانتشار القوات العسكرية لحفظ الأمن والاستقرار على كامل امتداد المنطقة الإستراتيجية الهامة.
«السيف الحاسم»
نفذت قوات النخبة الشبوانية وبدعم من القوات المسلحة الإماراتية يوم 26 فبراير 2018 عملية نوعية في صعيد محافظة شبوة أطلقت عليها اسم «السيف الحاسم»، إذ تمكنت خلالها قوات النخبة الشبوانية من السيطرة والانتشار في كامل صعيد شبوة، وهي المناطق التي كانت تعد وكراً لعناصر تنظيم القاعدة.
«السيل الجارف»
استكمالاً لتطهير محافظة أبين من عناصر تنظيم القاعدة بعد فرارهم إلى المرتفعات الجبلية في المحفد، أعلنت قوات الحزام الأمني وبدعم من التحالف العربي في 7 مارس 2018 عن حملة لتطهير جبال مديرية المحفد كبرى مديريات محافظة أبين.
ونفذت قوات الحزام الأمني خطة عسكرية محكمة، شملت حملات دهم واقتحام للجيوب الإرهابية في محافظة أبين، توازياً مع عملية «السيل الجارف» بملاحقة عناصر «القاعدة» في مديرية المحفد.
وأسفرت العملية عن مقتل القيادي في تنظيم القاعدة الملقب بـ«أبو محسن باصبرين»، بعد مواجهات مع قوات الحزام الأمني.
وكبدت قوات الحزام الأمني، مسلحي تنظيم القاعدة خسائر فادحة في العتاد و الأرواح، فيما تم القبض على مسلحين خطيرين ضمن قائمة المطلوبين.
«الرمح الذهبي»
العملية العسكرية التي نفذها الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية بإسناد التحالف العربي، أطلق عليها «الرمح الذهبي»، وأسفرت عن تحرير السواحل اليمنية مدينة المخا ومينائها غرب محافظة تعز من سيطرة ميليشيا الحوثي الإيرانية.
انطلقت العملية في 7 يناير 2017، وتولت دولة الإمارات ضمن التحالف العربي الدور الأكبر في قيادة العملية، بهدف تحرير مدن الساحل الغربي المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب الاستراتيجي.
وخاضت القوات الشرعية معارك شرسة ضد ميليشيا الحوثي التي كانت تمثل لهم معبر هام لتهريب السلاح والممنوعات عبر ميناء المخاء الذي اشتهر عبر زمن طويل بأنه ميناء التهريب الرئيسي في اليمن.
فعاليات يمنية لـ«البيان»: التحــالف والشــرعية يدفعـــان لإنجــاز الحـل الســــياسي
أكدت فعاليات يمنية في استطلاع أجرته «البيان» أهمية العملية السلمية في اليمن لإخراج البلاد من حالة الحرب المستمرة منذ أربع سنوات والتي فرضتها ميليشيا الحوثي الإيرانية بانقلابها على الشرعية.
وقال الناطق الرسمي باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، لـ«البيان» إن أهمية العملية السلمية تكمن في أنها المنطلق والمدخل لحل أزمات البلاد وإخراجها من النفق المظلم الذي أدخلتها فيه الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران. وأن إحلال السلام يبدأ أولاً بإنهاء سيطرة أي قوة أو جماعة أو ميليشيا تعمل خارج إطار الدولة.
وأضاف الدبيش: «نحن في قوات المقاومة المشتركة وأشقاؤنا في التحالف العربي حريصون على إنجاح عملية السلام التي ستفضي إلى حل ينهي معاناة الناس، وقد تعاطينا مع كل الإجراءات وقدمنا أكثر مما طلب منا كحكومة وتحالف مع العلم بأننا كنا على أبواب مدينة الحديدة من ثلاثة اتجاهات في حين كانت الميليشيات الانقلابية في الرمق الأخير ».
الظروف الصعبة
من جهته قال محمود الضماري، أحد وجهاء قبيلة حجور، في حديثه لـ«البيان» إن الظروف الصعبة التي يعانيها اليمن اليوم تجعله في أمسّ الحاجة للسلام، إلا أن السلام مع ميليشيا إرهابية لا تحترم اتفاقاتها هو سلام ناقص ولا معنى له، حسب رأيه، وأكد الضماري أن الخيار العسكري هو الخيار الوحيد لإجبار ميليشيا الحوثي على الانصياع للقرارات الدولية وكل الالتزامات الرامية إلى إحلال السلام في اليمن.
وأضاف: «منذ انطلاق العمليات العسكرية وبداية عاصفة الحزم في مارس 2015 وحتى هذه اللحظة ما زال التحالف العربي والشرعية يؤكدان ضرورة انسحاب الميليشيا الحوثية من المدن والمحافظات التي اجتاحتها بعد انقلابها على السلطة الشرعية والتزامها بالعملية السلمية إلا أن جماعة الحوثي وبدعم من إيران وقطر تنتهج العنف سبيلاً للسيطرة والحكم واستفزاز الأشقاء في السعودية خدمة لأجندة دخيلة على اليمن والمنطقة العربية.
العملية السياسية
وفي حديثه لـ«البيان» ذكر الناشط اليمني باسم المحوري أن أهمية العملية السلمية في اليمن تأتي في المقام الأول للحفاظ على استقرار المنطقة والحفاظ على أمنها القومي والسياسي.
وأضاف المحوري: «سعت دول التحالف العربي إلى رسم معالم الأمن الداخلي لليمن منذ توقيع المبادرة الخليجية التي تبنتها المملكة العربية السعودية بين الفرقاء السياسيين وعملت على تجنيب اليمن السيناريو السوري أو الليبي، لكن هناك من القوى السياسية من لم يقتنع بالانتقال السلمي للسلطة والتماهي الشعبي الذي تلا ذلك وبفعل الأطماع النفوذية لبعض القوى الإقليمية ظهر صراع من نوع آخر هدفه أولاً إفشال المساعي التي تقوم بها دول الجوار للحفاظ على السلم الاجتماعي والإقليمي في اليمن، تمثل ذلك بانقلاب الميليشيات المسلحة والمدعومة من إيران على السلطة الشرعية، ولذلك أخذت دول الجوار على عاتقها مهمة التصدي لتلك المخططات بإطلاق عاصفة الحزم.
بيئة سليمة
في الأثناء، أوضح الصحافي فيصل الذبحاني لـ«البيان» أنه لا يمكن استعادة الدور الذي تلعبه الدولة (أي دولة) من بناء وتنمية وتطور إلا في بيئة سليمة وآمنة وصحية اقتصادياً، وكل ذلك لا يتم إلا في ظل وجود سلم مجتمعي وسلم مع دول الجوار ما يسهم في دفع عمليات التطور في شتى المجالات إلى الأمام، وهذا هو ما يهم في اليمن حالياً إذا ما أردنا أن نطوي صفحة الماضي والنظر إلى المستقبل بعيون متفائلة بالحياة.
وأضاف الذبحاني: «من يقف حجر عثرة أمام هذا السلم هي جماعة التمرد الحوثية التي حاربت اليمنيين داخلياً في بداية انقلابها وذهبت لتنفيذ ما سمّته مناورات عسكرية على الحدود مع المملكة العربية السعودية في تحدٍّ صارخ لكل الأعراف السياسية وانقلاباً على كل المواثيق والعهود التي وقعتها في أوقات سابقة مع الشرعية والمجتمع الدولي أبرزها اتفاق السلم والشركة في صنعاء»، وأضاف: «بالرغم من دفع هذه الميليشيا للشرعية لخوض غمار معركة استعادة الدولة إلا أن الشرعية والتحالف العربي لم يدخلوا الحرب لغرض انتقامي أو حقد من نوع ما بقدر ما هي معركة استعادة الجمهورية من أيادي عصابات إرهابية مسلحة دعمت من إيران لبناء كيان آخر لحزب الله في اليمن».
إشعال النار
أكد الصحافي محمد الردمي لـ«البيان» أن الحوثيين هم من استدعوا هذه الحرب وأشعلوا نارها عندما استولوا على السلطة بقوة السلاح وانقلبوا على الدولة ونهبوا مؤسساتها في سبتمبر 2014 ومن ثم اتجهوا إلى إقلاق جيران اليمن بتطوير علاقتهم المشبوهة بإيران واستفزاز السعودية ما أدى إلى تدخل التحالف العربي عسكرياً بهدف مساندة الشرعية ودفع الحوثيين إلى التخلي عن العنف والعودة إلى طاولة الحوار الوطني مع باقي الأطراف واستئناف العملية السياسية الرامية إلى عودة الدولة والاستقرار إلى اليمن في ضوء اتفاقات سابقة كانت المكونات السياسية اليمنية قد توصلت إليها سابقاً كالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني قبل أن ينقلب الحوثيون عليها في أحداث 2014.
وأضاف الردمي: «كل فرص الحوار والسلام السابقة انقلب عليها الحوثيون، وفيما يبدو أن لديهم مشروعاً مشبوهاً لتحويل اليمن إلى حزب الله آخر وإلى إيران أخرى فتصبح خنجراً مسموماً في خاصرة العرب وتحديداً دول الخليج العربية».