من المؤكد أن فريق ريال مدريد قد طوى فعليا صفحة المدرب السابق سانتياغو سولاري، لكن آثاره يبدو أنها ما زالت كامنة في نفوس المدريديين لجهة الوضع المربك الذي بات يهدد الفريق خصوصا بعد خروجه مبكرا من مسابقة رابطة الأبطال وانحساره في مسابقتي الكأس والدوري المحللين وغيرهما من المسابقات الأوروبية التي بات الفريق يقرأ ألف حساب قبل التفكير في خوضها.
ووسط هذا السيناريو، الذي لم يكن الفريق يتوقع يوما أن يجد نفسه فيه، تطرح العديد من الأسئلة حول المخرج الذي يخطط المدرب القديم الجديد للفريق في اتباعه والطريقة التي يفكر المدرب زين الدين زيدان العائد إلى الريال بعد كبوته في انتهاجها لتخليص الفريق من إرث سولاري.
لكن الأكيد أن تجربة زيدان مع الريال ستمنحه الكثير في هذا الإطار، فهو الخبير بكل كبيرة وصغيره داخل النادي الإسباني، وهو من رتّب بحدسه المتواصل ذات مواسم ليعتلي الفريق الصدارة أوروبيا ويتوج في مواسم شهدت فيها العديد من الفرق الأوروبية تألقها.
وبمجرد دخوله أسوار “البيرنابيو” من جديد انقسمت آراء جماهير حول قرار زيدان بالعودة، فالبعض رأى أن التوقيت غير مناسب وأن سولاري كان يستحق الاستمرار حتى نهاية الموسم، فيما ذهب آخرون إلى القول إن “زيزو”، كما يفضل محبوه مناداته، سيكون المنقذ للموسم الحالي وحصد مركز أفضل في الليغا.
لكن زيدان بسبب حبه وعشقه للميرنغي قرر عدم الانتظار حتى النهاية، وتحمل المسؤولية الصعبة في ظل الكوارث التي ضربت الفريق مؤخرا لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وفي هذا الإطار علق المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد جوزيه مورينيو بأن “المرحلة الفعلية لزيدان في خطة مدرب ستبدأ الآن” بما فُهم منه أن المدرب قادم على مسار تصحيحي كبير ينتظره للعودة بالفريق إلى عهده السابق.
زيدان يؤكد أن كل تركيزه في الفترة الحالية منصب على الـ11 مباراة المتبقية في الليغا، لتعديل أوضاع الفريق وإنهاء الموسم في أفضل مركز ممكن
ويعد زيدان المدير الفني الثالث الذي يقود ريال مدريد هذا الموسم بعد جولين لوبيتيغي وسانتياغو سولاري. وعاد زيزو إلى منصبه بعد 284 يوما فقط، في ولاية ثانية بحثا عن إعادة ترتيب الفريق مرة أخرى، وقيادته إلى حصد الألقاب.
وللمرة الأولى منذ موسم 2004-2005 يتولى تدريب ريال مدريد ثلاثة مدربين في نفس الموسم، وهو أمر يدل على الاضطراب الفني داخل صفوف الميرنغي وعدم الاستقرار.
وشهد موسم 2004-2005 وجود الثلاثي كاماتشو، ريمون، ولوكسمبورجو، ووقتها كان زيدان ضمن لاعبي ريال مدريد.
أمور مشابهة
في موسم 2004-2005، كانت الأمور مشابهة نوعا ما للموسم الحالي بالنسبة للريال، حيث ودع حينها الفريق كأس الملك ودوري الأبطال من دور الـ16، لكن في الليغا أنهى الملكي الموسم في المركز الثاني برصيد 77 نقطة خلف برشلونة بفارق 7 نقاط، وهو ما يسعى زيدان إلى تكراره، حيث باتت وصافة الليغا الهدف المنطقي الوحيد المتبقي للفريق. وكان زيدان قد أكد خلال المؤتمر الصحافي لتقديمه أن كل تركيزه خلال الفترة الحالية منصب فقط على الـ11 مباراة المتبقية للفريق في الليغا، لتعديل أوضاع الفريق وإنهاء الموسم في أفضل مركز ممكن.
من المؤكد أن مهمة “زيزو” لن تكون سهلة خلال المباريات المتبقية نظرا إلى عدد الإصابات التي ضربت أبرز اللاعبين مؤخرا إلى جانب الحالة النفسية السيئة بعد الإقصاء من كافة البطولات.
ويحتل ريال مدريد حاليا المركز الثالث برصيد 51 نقطة بفارق 5 نقاط عن الوصيف أتلتيكو مدريد و12 نقطة عن المتصدر برشلونة.
ويرتبط زيدان بعلاقة وطيدة مع لاعبي ريال مدريد، ويراه الكثير منهم أنه القدوة التي يُحتذى بها، وهو ما سيكون عاملا مهما في مساعدة زيزو على تخطي هذه الفترة.
ويقر خبراء ومتابعون للفريق الإسباني بأنه دون شك سيلجأ زيدان إلى أهل الثقة في الفريق، واللاعبين الذين اعتمد عليهم خلال الولاية الأولى عبر محاولة تحضيرهم نفسيا من جديد، للخروج من هذا المأزق الذي وقع فيه الميرنغي، قبل القيام بالتغييرات المتوقعة في سوق الانتقالات الصيفية والتي قد تشهد صفقات من العيار الثقيل.
وعلق بريند شوستر، المدير الفني السابق لفريق ريال مدريد، على قرار تعيين الفرنسي زين الدين زيدان في ولاية جديدة عقب إقالة الأرجنتيني سانتياغو سولاري قائلا “لم أكن أتوقع ذلك، لكن الرئيس بيريز شخص يبحث دائما عن الأشخاص الموثوق بهم في هذه الحالات”.
وأضاف المدرب الألماني “أعتقد أنه من الجيد أن يبدأ زيدان بالفعل، حيث سيكون قادرا على التخطيط بشكل جيد للموسم المقبل”.
وأقالت إدارة النادي الملكي سانتياغو سولاري بعد أسبوع كارثي مر به الريال، والذي خرج منه الفريق من كل البطولات بهزائم مُذلة في موسم للنسيان.
ومنذ توليه مهمة الإدارة الفنية للريال من جديد حدد زين الدين زيدان قائمة احتياجاته في سوق الانتقالات الصيفية لتدعيم الفريق بصفقات جديدة وإعادته إلى مساره الصحيح. وهنا بدأت الماكينة الإعلامية بمختلف الصحف، الإسبانية منها والعالمية، تشتغل حول خطط المدرب الفرنسي وكيفية ترتيبه للصفقات والإعداد لها في ظل منافسة مع أقوى الفرق العالمية.
كتبت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية عبر موقعها الإلكتروني أن عودة زيدان لقيادة الملكي بعد إقالة سانتياغو سولاري، تنذر بصيف ساخن في سوق الانتقالات المقبلة. وأضافت أنه بعد كبوة الخروج من دوري أبطال أوروبا أمام أياكس أمستردام في دور الـ16، فإن إدارة النادي المدريدي بصدد التخطيط لضم ثلاثة نجوم من العيار الثقيل في خطي الوسط والهجوم.
وأشارت إلى أن زيدان حدد هدفه الأول في سوق الانتقالات، وهو التعاقد مع كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان. ولفتت إلى أن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد يستعد للتحرك نحو إتمام هذه الصفقة في الأسابيع القادمة بعرض ضخم قيمته 280 مليون يورو.
وانضم كيليان إلى صفوف باريس سان جيرمان قادما من موناكو في صيف 2017 مقابل 180 مليون يورو. ولكن اللاعب الشاب أكد عقب خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا بالخسارة أمام مانشستر يونايتد مطلع الشهر الجاري، أنه يثق في المشروع الباريسي ولا ينوي الرحيل عن الفريق بنهاية الموسم الجاري.
مبابي هدف زيدان.. لكن
يعيش كيليان مبابي مهاجم منتخب فرنسا وفريق باريس سان جيرمان حالة من التخبط الذهني الشديد في الفترة الأخيرة سواء مع ناديه أو منتخب بلاده.
وبدا أن المهاجم الشاب منذ ذلك التوقيت يركز أكثر على تحقيق أهدافه الشخصية، وهو ما عرّضه لبعض الانتقادات من الجماهير ووسائل الإعلام الفرنسية. وفيما تشير تقارير صحافية إلى رغبة والد مبابي في دفعه إلى الخروج من حديقة الأمراء، فإن النادي الباريسي يبدو متمسكا بقرار إبقاء الثنائي مبابي ونيمار إلى أجل غير مسمى.
ووفقا لصحيفة “صن” البريطانية، فإن والد مبابي كان يجري اتصالات دائمة مع مسؤولي ريال مدريد من أجل العمل على نقل نجله إلى ملعب سانتياغو برنابيو في الموسم المقبل.
وعلى عكس والده، لا يرغب مبابي في ترك باريس سان جيرمان وارتداء قميص الميرنغي، إلا بعد أن يحقق مع الفريق الفرنسي لقب دوري أبطال أوروبا.
زين الدين زيدان حدد قائمة احتياجاته في سوق الانتقالات الصيفية لتدعيم الفريق بصفقات جديدة وإعادته إلى مساره الصحيح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخروج أمام “الشياطين الحمر”، كان من المفترض أن يؤثر على عقلية مبابي، لكن الأخير عاد ليصرح بأنه لن يستسلم ولا يزال يؤمن بمشروع باريس سان جيرمان.
وتلوح في الأفق بوادر أول صدام بين مشروع زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد، في إعادة بناء الفريق الملكي بصفقات من العيار الثقيل الصيف المقبل ومخطط رئيس المرينغي فلورنتينو بيريز.
حرب الصفقات
كانت مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية أكدت أن زيدان حدد كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان على رأس الصفقات المطلوبة، وأبرزت استعداد إدارة الملكي لدفع 280 مليون يورو لاستقطاب المهاجم الواعد.
ولكن الحالة الضبابية المحيطة بصفقة انتقال مهاجم باريس سان جيرمان إلى سنتياغو برنابيو بين رغبة الريال وتمسك سان جيرمان بلاعبه، قابلتها تقارير أخرى لصحيفة “لو باريزيان” تشير إلى أن هذه الصفقة المرتقبة باتت مؤجلة إلى صيف 2020.
وأوضح دومينيك سيفاك مراسل صحيفة “لو باريزيان” أسباب تأجيل صفقة انتقال مبابي إلى صفوف الملكي حتى صيف العام المقبل، مؤكدا أن إدارة باريس سان جيرمان لن تفرط في كيليان بعد نهاية الموسم الجاري.
وأضاف أن “مبابي سيبقى في باريس حتى 2020، حينها سيمكنه مغادرة النادي، كما أن فلورنتينو بيريز ينوي أن يستثمر هذه الصفقة، لتكون ترويجا له قبل عام من الانتخابات الجديدة لنادي ريال مدريد”.
ولكي يقطع الشكوك على جميع الراغبين في التعاقد مع نجومه أعلن نادي باريس سان جيرمان استمرار الثنائي نيمار ومبابي ضمن صفوفه خلال الموسم المقبل. واستخدم النادي الفرنسي صور نيمار ومبابي للترويج لتذاكر الموسم المقبل، ليؤكد أنه لا توجد أي نية للتفريط في الثنائي بحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيدان لا يزال يؤمن بقدرات مواطنه بنزيمة وبالتالي فإنه لا يستهدف تعويضه بالتعاقد مع ماني. وأوضحت أن خطة المدرب الفرنسي ترتكز على صنع شراكة مثالية بين بنزيمة وماني، مستفيدا من السرعة الكبيرة التي يتمتع
بها النجم السنغالي والمساحات التي يصنعها. وفي انتظار ما ستسفر عنه الحرب الدائرة حول أهم الصفقات التي ينتظر أن يركز عليها الفريق المدريدي، يستميت زيدان في التركيز على العمل القاعدي عبر محاولة زرع الثقة من جديد في المجموعة الموجودة في البيرنابيو أملا في البناء عليها ومحاولة تطعيمها بوجوه جديدة تدعم خططه في النهوض بالفريق وإعادته إلى مستواه العادي.