عمد الحوثيون إلى تدمير مطار الحديدة غرب اليمن وإخراجه عن الجاهزية وذلك بحفر أنفاق تحت المدرج الرئيسي للمطار.
ونقلت قناة العربية السبت عن الإعلام العسكري التابع للمقاومة اليمنية المشتركة في الحديدة ان المطار لم يعد قادرا على استقبال المساعدات الإنسانية خاصة وانه من الصعب هبوط الطائرات في المدرج.
وأوضح الإعلام العسكري ان الميليشيات عمدت إلى وضع كميات كبيرة من الكثبان الرملية والعوائق الترابية على طول المدرج.
كما قامت عناصر مسلحة تابعة للميلشيات بتفخيخ المدرج بالألغام والعبوات الناسفة، بما يهدد بنسف المدرج ومحيطه بالكامل وفق ما نقلته قناة العربية.
وحول الانقلابيون مطار الحديدة الى حقل الغام كما قامت بتفخيخ اغلب المباني داخله والتهديد بتفجيرها.
وقيام الحوثيين بتدمير المطار وإخراجه من الخدمة هو جزء من مخطط لتدمير مقدرات الشعب اليمني حيث عمدت الميليشيات في فترات سابقة إلى تدمير بعض المباني الهامة والحيوية في المدينة على غرار مستودع المؤسسة العامة للكهرباء في شارع صنعاء.
كما تنضاف جريمة استهداف المطار الى جريمة الحوثيين في تجويع اليمنيين وذلك بمنع الأمم المتحدة من الوصول إلى موقع لتخزين الحبوب في ميناء الحديدة فيما يعطل الجهود الرامية لزيادة المساعدات الغذائية للملايين الذين يواجهون الجوع.
والحديدة نقطة دخول معظم المساعدات الإنسانية والواردات التجارية لليمن. وانقطع الوصول إلى مخازن حبوب برنامج الأغذية العالمي هناك بسبب الصراع لمدة ستة أشهر وهو ما يهدد بتعفن المخزونات.
وكان من المقرر في ابريل/نيسان عبور فريق فني تابع للبرنامج خط الجبهة بين قوات الحوثي المتحالفة مع إيران وقوات الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على المشارف الشرقية للحديدة لتبخير القمح المخزن في مطاحن البحر الأحمر.
غير أن الحوثيين قالوا للفريق إنه لا يمكنه مغادرة المناطق التي يسيطرون عليها داخل الحديدة "لأسباب أمنية"، مطالبين الأمم المتحدة بدلا من ذلك بالتحقيق في هجمات مزعومة على المطاحن.
ويتذرع الحوثيون عادة بهذه المزاعم للتغطية على انتهاكاتهم المستمرة في الحديدة بما في ذلك خروقاتهم لاتفاق وقف إطلاق النار في المدينة الساحلية.
ودأبت الميليشيا الانقلابية المدعومة من إيران على تسويق مغالطات تتعلق بتنفيذ اتفاق الحديدة محاولة تحميل قوات التحالف والقوات اليمنية المسؤولية عن تعطيل الاتفاق، وهي مزاعم سبق أن فندتها مصادر أممية وأميركية بأن أكدت دور الحوثيين في تعطيل تطبيق اتفاق السويد الموقع في ديسمبر/كانون الأول 2018.
ولا تتحرك فرق الأمم المتحدة في الحديدة بما في ذلك لمخازن القمح في الميناء إلا بالتنسيق مع الأطراف المتدخلة في الصراع وهو ما يقوض ذرائع الحوثيين بأن قرار منع الفريق الأممي هو لأسباب أمنية.
ويوجد بالمخازن هناك أكثر من 51 ألف طن من القمح تكفي لإطعام 3.7 ملايين شخص.
وحاول التحالف العربي مرتين السيطرة على ميناء الحديدة العام الماضي لإضعاف الحوثيين عبر قطع خط إمدادهم الرئيسي. لكن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة تخشى من أن هجوما شاملا قد يتسبب في تعطل العمليات في الميناء الذي يستقبل الجزء الأكبر من واردات اليمن، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في انتشار الجوع على نطاق واسع.
وسقط عشرات الآلاف من القتلى في الحرب التي يخوضها الحوثيون ضد فصائل يمنية أخرى مدعومة من التحالف بقيادة السعودية وموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
واضطر هادي إلى مغادرة العاصمة صنعاء في مواجهة تقدم الحوثيين أواخر عام 2014.
وأخذت الولايات المتحدة صف الحكومة اليمنية ضد الحوثيين حيث وفرت دعما عسكريا للتحالف بقيادة السعودية، بما يشمل مساعدته على صعيد الاستهداف في الضربات الجوية السعودية.