تقارير وتحليلات
طهران تساوم الرياض على الملف اليمني..
السعودية توضّح حقيقة رسالتها لإيران: لا حوار بشأن اليمن
بيّن وزير الشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، الأربعاء، حقيقة ما قالت إيران إنّها “رسالة” تلقتّها من الرياض بشأن الحوار وتهدئة التوتّر في العلاقة بين الطرفين.
وبرز مع نفي الوزير توجيه بلاده لمثل تلك الرسائل، رفض السعودية للتحاور مع الجانب الإيراني بشأن اليمن، لتقطع الرياض بذلك الطريق على محاولة طهران جعل الملف اليمني ورقة لمساومة المملكة وابتزازها.
وجاء كلام الجبير ردا على متحدث الحكومة الإيرانية علي ربيعي الذي قال، الاثنين، إنّ الرئيس الإيراني حسن روحاني تلقى رسالة من الرياض سلّمها له رئيس إحدى الدول، مرحّبا بالحوار مع السعودية في حال أوقفت الحرب في اليمن.
وسجّل مراقبون إطلاق إيران، خلال الفترة الأخيرة، حملة كثيفة للترويج لرغبتها في السلام مع جيرانها المستائين من سياساتها المزعزعة للاستقرار وحرصها على الجلوس معهم إلى طاولة الحوار لحلّ القضايا والملفات الخلافية.
ورصد هؤلاء تنسيق تلك الحملة مع المتمرّدين الحوثيين، الذين يوصفون بكونهم ذراعا لإيران في اليمن، والذين بادروا بدورهم إلى إعلان وقفهم لاستهداف الأراضي السعودية بالصواريخ والطائرات المسيّرة كـ”بادرة حسن نيّة” تجاه المملكة، وربطوا التمادي في ذلك الوقف بعدم قصف التحالف الذي تقوده الرياض لأهداف تابعة لهم في اليمن.
ويربط المراقبون تلك الحملة بهدف تكتيكي لإيران ووكلائها في المنطقة يتمثّل في السعي لتهدئة العاصفة الدولية التي ثارت إثر تعرّض منشآت نفطية سعودية لقصف تبناه المترّدون الحوثيون، لكن الرياض وواشنطن قالتا إنّ طهران مسؤولة عنه بشكل مباشر.
وقال الجبير في تغريدات نشرها، الأربعاء، عبر حسابه الموثق بتويتر إنّ “ما ذكره متحدث النظام الإيراني من أن المملكة أرسلت رسائل للنظام الإيراني هو أمر غير دقيق”، مبيّنا أنّ “ما حدث هو أن دولا شقيقة سعت للتهدئة وأبلغناها بأن موقف المملكة يسعى دائما للأمن والاستقرار في المنطقة”.
وأضاف “كما أبلغناها بأن التهدئة يجب أن تأتي من الطرف الذي يقوم بالتصعيد ونشر الفوضى بالمنطقة”.
وتحدث الجبير عن ستة مطالب سعودية تمثل موقف بلاده من طهران، قائلا “موقف المملكة أعيده هنا لعلهم يسمعون: أوقفوا دعمكم للإرهاب، وسياسات الفوضى والتدمير، والتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية”.
ودعا طهران أيضا إلى “وقف تطوير أسلحة الدمار الشامل، وبرنامج الصواريخ الباليستية، والتصرف كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة راعية للإرهاب”.
مطالب السعودية من إيران
- عدم دعم الإرهاب
- التخلي عن سياسات الفوضى والتدمير
- إنهاء التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية
- عدم تطوير أسلحة للدمار الشامل
- وقف برنامج الصواريخ الباليستية
- التصرف كدولة طبيعية وليس كدولة مارقة
وعن دعوة طهران للتهدئة في اليمن، قال الجبير “المملكة لم ولن تتحدث عن اليمن مع النظام الإيراني، فاليمن شأن اليمنيين بكافة مكوناتهم وسبب أزمة اليمن هو الدور الإيراني”.
ووصف الجبير النظام في إيران بأنه مارق، مشيرا إلى أنّ “آخر ما يريده هذا النظام في إيران هو التهدئة والسلام في اليمن”.
وأكد أن النظام الإيراني “يزود أتباعه بالأسلحة والصواريخ التي تستهدف أبناء اليمن وأمن المملكة ودول المنطقة”، متسائلا عن سبب عدم تقديم طهران مساعدات لليمن بدلا من جلب أسلحة لبلاده.
والثلاثاء، رحب رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بتصريحات متلفزة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تحدّث فيها عن حل الخلافات بين الرياض وطهران عبر الحوار.
وقال لاريجاني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء فارس الإيرانية، إنّ “حوارا سعوديا إيرانيا يمكنه حل الكثير من مشاكل المنطقة الأمنية والسياسية”.
وحسب تقارير صحافية، فإن الحكومة العراقية تسعى إلى التوسط بين إيران والسعودية.
وقال رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، في تصريحات صحافية، الأحد، إن بلاده “تلعب دورا إيجابيا في تهدئة التوترات بالمنطقة وأن السعودية وإيران والولايات المتحدة، تبحث عن التهدئة وحلحلة الأمور”، غير أنّ الكثير من المصادر السياسية تشكّك في قدرة العراق على القيام بدور في حلحلة ملف بمثل تلك الصعوبة والتعقيد، نظرا لحالة الضعف التي تميّز العراق في فترته الحالية والتي تشمل أيضا الدبلوماسية، ونظرا أيضا لشكوك كثيرة في حياديته حيث تعتبر بغداد ضمن المعسكر الإيراني في المنطقة، حيث تمتلك طهران سطوة على القرار السياسي العراقي سواء ما تعلّق منه بالشأن الداخلي أو الخارجي.