تحليلات

تسليط الضوء على خصال المواطن السعودي..

السعودية الجديدة.. تغير برامجها التعليمية للتأكيد على الهوية الوطنية

دعم قيم الدولة ومبادئها

الرياض

شرعت السعودية مؤخرا في إحداث تغييرات جذرية على المناهج المدرسية، طالت جميع المستويات تقريبا. وتؤكد الكتب المدرسية الجديدة على الالتزام بالتعبير عن الفخر بالانتماء إلى السعودية، ورسم ملامح خلاف بين رؤية المملكة للفكر الديني وبين تصورات التيارات المتشددة.

وركّزت التغييرات في المناهج المدرسية على مادتي “التاريخ” و”الدراسات الاجتماعية والمواطنة”، حيث تشمل المادتان بعض الرؤى الإصلاحية التي تدعمها القيادة السعودية الجديدة.

كما ركزت على تأكيد مفهوم الدولة وخصوصيات الهوية المحلية وكسر الصورة القديمة التي تنظر إلى تمثل الإسلام من بوابة الخلافة فقط.

ويسلط المنهج الجديد الضوء على خصال المواطن السعودي الصالح ومسؤوليته تجاه الدولة. وفي مادة “الدراسات الاجتماعية والمواطنة”، توصف المواطنة بـ”الانتماء إلى دولة ودعم قيمها ومبادئها والتمتع بالحقوق والالتزام بالواجبات والولاء للقيادة والأمة لتعزيز الأمن والازدهار”.

ويتعرف التلاميذ على واجبات المواطن السعودي خلال الصف الرابع، حيث يتعلمون التمييز بين المصادر الأولية والثانوية لحمايتهم من الوقوع ضحايا لتداول الأخبار المزيفة أو غير الدقيقة، في مسعى لمحاصرة التأثيرات السلبية التي يتم تسريبها عبر مواقع التواصل، والتي تشتغل عليها حركات متشددة مثل جماعة الإخوان وداعش والقاعدة، وهي المنظمات التي صنفتها السعودية كجماعات إرهابية.

واستمرت الكتب المدرسية الدينية كما هي عليه، رغم التغييرات التي أدخلت على المناهج الدراسية، إذ تبقى الهوية الدينية وصورة المملكة باعتبارها “مهد الإسلام” على حالهما، وهو ما ذكر في الصفحات الأولى من الكتب الجديدة.

ومن الواضح أن هذه الخطوة محسوبة حتى لا تعطي مبررا للمتشددين الذين ما زال لهم نفوذ في مواقع مختلفة بالمملكة ليهاجموا الإصلاحات التي بدأت تأخذ طريقها للتنفيذ.

ويشير انتقاد الكتب المدرسية عادة إلى المحتوى الديني القديم الذي يتعارض مع نمط الحياة السعودي الجديد ومشروع التحول في المملكة.

وأعطى اهتمام الحكومة المتزايد بتأثير الإخوان المسلمين على نظام التعليم داخل الدولة المزيد من الحوافز لإدخال التعديلات على الكتب المدرسية وتحديثها وفق رؤيتها الجديدة.

ونتيجة لذلك، تبرز الكتب الجديدة الموقف السياسي الحالي للمملكة من خلال التأكيد على دورها المركزي وانتقادها الصريح لخصومها، في سياق مواجهة الحركات السياسية والدينية العابرة للدول مثل داعش والقاعدة والإخوان.

وتشرح مناهج المدارس الثانوية مكافحة الإرهاب والمسؤوليات الإقليمية للبلاد بالتفصيل. وتشمل الكتب تحليلا مكثفا لجهود المملكة في تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب الذي أعلن عنه في ديسمبر 2015، وتأسيس المركز العالمي لمكافحة التطرف (اعتدال) الذي أعلن عنه في مايو 2017 في الرياض، ودشنه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من القادة العرب والمسلمين.

لكن عدم إدراج الكتب المدرسية الدينية في التغييرات الأخيرة قد يدفع الإصلاحات الاجتماعية الحالية إلى توليد التناقضات أمام الشباب الذين وجدوا أنفسهم بين التعاليم الدينية القديمة والجو الاجتماعي الأكثر حداثة.

وحرصت التغييرات الجديدة على إظهار مقارنات بين الماضي والحاضر في تمثل المسألة الدينية. على سبيل المثال، يقارن التلاميذ بين الخوارج (مجموعة ثارت ضد الخليفة علي بن أبي طالب) بما يوصف بـ”الخوارج في العصر الحديث” الذين يروجون للاضطرابات والفوضى والتمرّد على الحكام.

دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر


إيران على حافة الانهيار: مسؤولون يحذرون من اضطرابات اجتماعية متفاقمة