بحوث ودراسات
"اليوم الثامن" تحاور سفير فلسطين في المغرب..
الشوبكي: القدس قضية كل العرب والمسلمين وصفقة القرن سقطت
في بداية كل عام، يحتفل الشعب الفلسطيني بمختلف قواه السياسية والحزبية، وبجميع شرائحه الاجتماعية، ومعه أحرار وشرفاء ومناضلي العالم، بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المجيدة التي شكلت صفحة مشرّفة في تاريخ الشعب الفلسطيني. وفي هذا العام تمر هذه الذكرى والشعب الفلسطيني وقضيته يتعرضان لأخبث المؤامرات التي تستهدف الإنسان والأرض والهوية والدولة والحقوق والقدس واللاجئين، مؤامرة تسعى للنيل من الثوابت الوطنية الفلسطينية التي تعمدت بدماء الشهداء الطاهرة، وأوجاع الجرحى، ومكابدة الأسرى في السجون الإسرائيلية، وبدموع الأمهات الفلسطينيات الثكالى.
وأصل الحكاية يعود إلى شقة متواضعة بمدينة الكويت اجتمع فيها ستة مناضلين فلسطينيين أواخر العام 1957، وهم "ياسر عرفات، خليل الوزير، عادل عبد الكريم، عبد الله الدنان، يوسف عميرة، توفيق شديد" وتم خلال هذا اللقاء الإعلان عن ولادة "حركة التحرير الوطني الفلسطيني" التي سميت اختصاراً فيما بعد بحركة "فتح". وفي العام 1959 انضم للمؤسسين مناضلين آخرين أبرزهم "محمود عباس، صلاح خلف، خالد الحسن، عبد الفتاح حمود، كمال عدوان، محمد يوسف النجار". قررت الحركة البدء بالكفاح المسلح، ونفذت أول عملية لضرب شبكة المياه الإسرائيلية في 31.12.1964، ثم أعلنت الحركة عن انطلاقتها في الأول من كانون ثاني/ يناير من العام 1965، وبهذا تم اعتبار هذا التاريخ يوماً لولادة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
لقد شكلت انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة في العام 1965 منعطفاً مهماً في مسار حركة المقاومة الفلسطينية بعد النكبة التي ابتلي بها الشعب الفلسطيني العام 1948، حيث تمت إعادة الاعتبار للشخصية والهوية الوطنية الفلسطينية، ولفتت أنظار العالم أجمع إلى عدالة القضية الوطنية الفلسطينية، ومكانتها بين حركات التحرر في العالم، وكذلك جذب انتباه الرأي العام الدولي إلى المظلومية والجرائم التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
لأهمية هذه المناسبة توجهت صحيفة (اليوم الثامن) للقاء أحد رموز هذه المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني، لنسمع منه ونتناقش معه حول مآلات الوضع الفلسطيني بصورة رئيسية، وقضايا أخرى.
إنه المناضل الفلسطيني والدبلوماسي القدير، والقيادي الحصيف الفطين والضليع، السفير الفلسطيني في المملكة المغربية جمال الشوبكي. استقبلني الرجل في مكتبه بمقر السفارة الفلسطينية بمدينة الرباط، وأبدى كل اهتمام وعناية للإجابة على أسئلتنا، فكان هذا الحوار.
ـ سعادة السفير، ونحن على بعد أيام قليلة من الذكرى الخامسة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، كيف ترى حال القضية الفلسطينية اليوم بعد أكثر من نصف قرن على انطلاقة الثورة في ظل الظروف الدولية والإقليمية والعربية راهناً؟
يحي الشعب الفلسطيني وقيادته هذه الأيام الذكرى الخامسة والخمسون لانطلاقة الثورة الفلسطينية الخالدة. تمر هذه الذكرى العظيمة في فترة مصيرية وبالغة الخطورة على القضية الوطنية الفلسطينية. حيث تزداد وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتصاعد البطش والعنف المنظم والإرهاب الممنهج الذي تمارسه قوات جيش الاحتلال والمستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني بصورة يومية، ولا تتوقف محاولات الحكومة الإسرائيلية التي تهدف إلى تهويد المقدسات الإسلامية والمعالم المسيحية. وتتوغل الإدارة الأمريكية الحالية في الاعتداء المستمر على الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، سواء كان من خلال تواصلها في تقديم الدعم اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي، أو عبر الضغوط الكبيرة التي تمارسها على القيادة الفلسطينية للقبول بخطة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" التي تسمى صفقة القرن، وتسعى من خلالها الإدارة الأمريكية لتجاوز وشطب الحقوق الوطنية الفلسطينية التاريخية في أرضه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. كما تهدف الخطة الأمريكية إلى إلغاء حق أكثر من ثمانية ملايين لاجئ فلسطيني مشتتين حول العالم، وحرمانهم من حقهم الطبيعي المصان بقرارات الشرعية الدولية، في العودة إلى ديارهم، والتعويض عما أصابهم من ضرر مادي ومعنوي. وتسعى الخطة الأمريكية إلى تثبيت الكيانات الاستيطانية وإضفاء الشرعية عليها، وهو ما يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية التي أدانت الاستيطان الإسرائيلي واعتبرته غير شرعي وغير قانوني.
لقد صمدت القيادة الفلسطينية بصلابة في وجه كافة المؤامرات التي تسعى للنيل من حقوق شعبنا وثوابته الوطنية الراسخة في العقيدة الكفاحية. نعم ولقد قدم الشعب الفلسطيني وثورته المعاصرة عديد التضحيات الجسيمة، وسطروا بعزيمة وإصرار شديدين ملاحم بطولية كتبت في صفحات التاريخ.
إن الشعب الفلسطيني وقيادته سيواصلان النضال لتحقيق الحلم الذي استشهد من أجله عشرات الآلاف من الفلسطينيين، حلم الحرية والاستقلال، ولن يقبلا بأية حلول تنتقص من الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة في إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وحل عادل لقضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية.
ـ ما الجديد المتعلق بخطة السلام الأمريكية "صفقة القرن"؟
لم تتمكن الولايات المتحدة الأمريكية من فرض رؤيتها لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، وسقط مشروعها الذي كان يسعى إلى تشريع الاحتلال، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والشعوب العربية، وبالرغم من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل مقر سفارتها إلى المدينة المقدسة، إلا أن الضغوط التي مارستها على كثير من الدول فشلت في إقناع تلك الدول لنقل سفاراتها إلى القدس، بل أن الخطوة واجهت رفضاً قاطعاً من الشعوب العربية والإسلامية، ومن الغالبية العظمى من دول العالم. هذه الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي لم تكن حتى إسرائيل تتوقعها كهدية، حيث لم يمتلك أي رئيس أمريكي آخر الجرأة والوقاحة التي امتلكها ترامب ليعلن فجأة اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. إن كافة التهديدات الأمريكية والضغوط الهائلة التي تمارسها على القيادة الفلسطينية فشلت في دفع الجانب الفلسطيني للتساوق مع الخطة الأمريكية. ورغم الوعيد تارة والإغراءات تارة أخرى التي تمثلت بتعهد قدمه ترامب عام 2017 أنه سيقدم رشوة مالية للفلسطينيين تبلغ قيمتها 10 مليار دولار تدفع من أرصدة غير أمريكية، لكن الموقف الفلسطيني لم يتغير، حيث رفضت القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس كافة هذه العروض.
إن الولايات المتحدة بمواقفها الأخيرة من المستوطنات، تسعى لكسر الصورة النمطية للاستيطان في العقل الغربي وتحاول ان تحدث وضعاً يصبح فيه مواجهة الاستيطان عبثاً بلا طائل.
ورغم أن هناك جهات عربية عرضت على القيادة الفلسطينية عدم التسرع في رفض الخطة الأمريكية قبل الاطلاع على تفاصيلها، والبعض عرض علينا البدء بالتطبيع لتوفير مناخات سياسية تسهم في إنجاح عملية السلام، لكن القيادة الفلسطينية رفضت بصورة قاطعة هذه الإملاءات وقاومت الضغوط وتمسكت بالحقوق الوطنية الثابتة غير قابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، التي انطلقت الثورة الفلسطينية في الأصل للحفاظ على هذه الحقوق من الضياع، ولتحقيق حلم الأجداد والآباء في العودة إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم التي اقتلعوا منها وتم تشريدهم كلاجئين في بقاع الأرض. ونحن على ثقة لو وافقت القيادة الفلسطينية على مجرد التفكير بتلك الاقتراحات، لكانت انهارت جبهة الرفض والممانعة للخطة الأمريكية، وكان الشعب الفلسطيني وقضيته الخاسر الوحيد.
ـ هل تعتقد أنه لا زال الإجماع العربي حول خطة السلام العربية قائماً؟
القيادة الفلسطينية تعتبر مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمم العربية والإسلامية، وأصبحت جزءاً من قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1515، خطاً أحمر لا يمكن التنازل عنه أو تجاوزه. لقد حاولت الإدارة الأمريكية إعادة صياغة المبادرة العربية ودمجها مع خطة السلام الأمريكية التي تهدف إلى تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، لكنها فشلت. والقيادة الفلسطينية رفضت المشاركة في كافة الورشات التي دعت إليها الإدارة الأمريكية أو "جاريد كوشنر" مستشار الرئيس الأمريكي، التي تتعلق ببحث الخطة الأمريكية المسماة "صفقة القرن". كما رفضت المشاركة في ورشة المنامة الاقتصادية التي كانت غايتها إطلاق المرحلة الأولى من خطة السلام التي وضعتها إدارة الرئيس الأمريكية دونالد ترامب بإشراف صهره كوشنر. وأكدت القيادة الفلسطينية حينها أن لا أحد يمتلك الحق ولا يستطيع إعادة صياغة المبادرة العربية نيابة عن القمم العربية والإسلامية.
كما أوضحت القيادة الفلسطينية أن السلام لن يكون بأي ثمن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد كشف أن هدف هذه الصفقة التي ترعاها الإدارة الأمريكية هو تصفية القضية الوطنية الفلسطينية، عبر إقامة إمارة في غزة وتوسيعها، والتخطيط لفصلها عن الضفة الغربية، وكذلك تهويد القدس.
بصورة عامة نحن نعتقد أن الموقف العربي الرسمي ما زال متمسكاً بالمبادرة العربية كأساس لحل الصراع مع إسرائيل، وتمكين الشعب الفلسطيني وقيادته من تحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحل مشكلة اللاجئين بصورة عادلة وفق قرارات الشرعية الدولية. وأشير هنا إلى أنه أثناء سعي الإدارة الأمريكية المسعور لفرض خطتها، قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التاسعة والعشرون بتاريخ 15 أبريل/نيسان العام 2018 في مدينة الظهران السعودية بتسمية القمة بقمة القدس وقال "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين".
وأعلن خادم الحرمين الشريفين عن تبرع السعودية بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، وبمبلغ 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وأكد أن قمة القدس تشدد على مركزية القضية الفلسطينية، وعلى بطلان وعدم شرعية القرار الأميركي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
ـ سعاد السفير هل تخبرنا كيف يمكن تقوية الموقف الفلسطيني لمواجهة كل هذه التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني وقيادته وقضيته الوطنية؟
في ظل هذه الأوضاع الدقيقة التي تحيط بالقضية الوطنية الفلسطينية، لا بديل أمام الفلسطينيين من كافة الانتماءات الحزبية والتيارات السياسية، إلا التوافق على استراتيجية سياسية وكفاحية واحدة موحّدة لكافة الجهود والامكانيات لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، وتنظيم وترشيد نضاله ودعم موقف القيادة الفلسطينية لمواجهة هذه الحملة غير المسبوقة التي تشنها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تقطيع خيوطها واحتكارها والتصرف بها وفق مخططاتها المتوافقة مع الرؤية الإسرائيلية. لذلك لا بد من توافق فلسطيني ـ فلسطيني أولاً، ويتم وفق ما تمليه المصلحة الوطنية، على أساس التمييز بين المصالح والشعارات الفصائلية، وبين حسابات السياسة التي تقوم بناء على معطيات دولية وإقليمية، وعلى ميزان القوى الحالي، وما تحدثه مفاعيل الصراع الفلسطيني والعربي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ما ينتج عنه من تحديات تواجه القيادة الفلسطينية.
إن الانقسام الفلسطيني واحد من أهم أسباب ضعف الموقف الفلسطيني، كان أحد الأسباب التي تذرعت بها إسرائيل لعدم انخراطها بعملية سلام حقيقية مع الجانب الفلسطيني. وتسبب الانقسام بخسائر فادحة في البيت الفلسطيني، وأدى إلى الإساءة للتجربة النضالية الفلسطينية لدى العديد من الشعوب والأحزاب الداعمة للقضية الفلسطينية، وكان المستفيد الوحيد منه إسرائيل.
لذلك يجب إنهاء هذا الانقسام بشكل فعلي في أقرب أجل، وإنجاز المصالحة الفلسطينية، وأجراء الانتخابات التي تؤدي إلى تشكيل نظام سياسي فلسطيني جماعي قائم على الشراكة، يتبنى حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية
يجب علينا اللجوء إلى كافة المحافل الدولية بدءاً من المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، وسواها. والاستمرار بفعل المقاومة الشعبية وتطويرها على أكثر من صعيد.
ـ كيف ترى مستوى التضامن العربي والأممي مع القضية الوطنية الفلسطينية، هل هو في وضعية الانحسار والتراجع أم في مرحلة تطور وتصاعد؟
في الحقيقة يوجد قراءتين لهذا الموضوع. هناك من يقر بتراجع مستوى التضامن العربي والدولي مع القضية الفلسطينية ولأسباب متعددة. وتوجد وجهة نظر أخرى مغايرة تعتقد أن الدعم والتأييد الذي تحظى به القضية الفلسطينية في ثبات وتصاعد، خاصة في دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية.
فيما يتعلق بالموقف العربي فإن تراجع الاهتمام الرسمي والشعبي بالقضية الوطنية الفلسطينية في الأعوام الأخيرة يعود بصورة رئيسية إلى اشتعال المنطقة العربية بعدة أزمات في عدد من الدول العربية، منها أزمات اقتصادية، وأزمات سياسية، وصراعات تحولت إلى حروب أهلية. ورغم ذلك فإن الشعوب العربية ما زالت تعتبر أن فلسطين هي قضيتها المركزية، لذلك نجدها تعلن عن مواقفها الثابتة المؤيدة لفلسطين عبر المسيرات والمظاهرات والنزول إلى الشوارع حين تلمس خطراً يتهدد القضية الفلسطينية أو يتعلق بأحد مقدساتها الدينية.
بالنسبة للموقف الأوروبي فلا يمكن الحديث عن موقف واحد، لكن موقف الاتحاد الأوروبي بصفة لا زال مع حل الدولتين ومع قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الغربية، وضد الاستيطان. لكن ما يجعل الموقف الأوروبي غير ثابت هو الضغوط الكبيرة التي تمارسها الولايات المتحدة على الدول الأوروبية بهدف دفعها للقبول بالمقترحات والخطط والرؤية الأمريكية للسلام. ثم هناك عوامل أخرى تجعل الموقف الأوروبي غير ثابت، منها صعود القوى والأحزاب اليمينية في العديد من الدول الأوروبية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ودور اللوبي اليهودي في أوروبا، والتعريف الجديد لعداء السامية الذي تشهره إسرائيل واللوبي الصهيوني في وجه الفعاليات والشخصيات المؤيدة للحقوق الفلسطينية. كل هذا يؤثر سلباً في حركة التضامن مع فلسطين.
لذلك يجب أن نقوم بتشخيص الوضع والتحديات الحالية التي تواجه التضامن مع القضية الفلسطينية في أوروبا، على كافة المستويات السياسية والثقافية والمدنية، ووضع برنامج لتطوير مستوى الأداء، وزيادة مستوى الوعي بالقضية الفلسطينية في الشارع لبناء أوسع شبكة تضامن شعبي ومدني في القارة العجوز. خاصة في وقت يحاول فيه اللوبي الإسرائيلي هناك ترهيب المؤيدين للقضية الفلسطينية وتكميم أفواه المناصرين لحرية الشعب الفلسطيني.
ـ كيف تنظر سعادة السفير للعلاقات الفلسطينية المغربية وكيف تقيمها؟
ترتبط المغرب بعلاقات تاريخية قديمة جداً مع فلسطين. حيث كان للمغرب دوراً هاماً في دعم وإسناد القضية الفلسطينية وتأييد حقوق الشعب الفلسطيني، التي يعتبرها المغرب حقوقاً ثابتة لا يمكن التنازل عنها وأهمها حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، ويناصر المغرب ملكاً وحكومةً وشعباً حق الشعب الفلسطيني الثابت في مواجهة الاحتلال لنيل الاستقلال الوطني. فنحن نعتبر أن المملكة المغربية تمتلك أوضح موقف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
جلالة الملك الراحل، المغفور له بإذن الله الحسن الثاني، طيب الله ثراه قال "إن القدس الشريف يتبوأ المقام الرفيع من اهتمام المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لارتباط هذه المدينة بعقيدتهم الدينية ولما لها من مكانة مرموقة في تاريخهم السياسي والحضاري. وهذه المدينة التي هي مهبط الرسالات السماوية وملتقى الأديان، قد جعل الله للمسلمين مسجدها الأقصى قبلتهم الأولى وحرمهم الثالث". إن هذه الكلمات شكلت وما زالت محور الموقف المغربي من فلسطين والقضية الوطنية الفلسطينية، حيث طالما اعتبر المغرب قضية القدس الشريف قضية الأمة الإسلامية الأولى وجوهر مشكلة الشرق الأوسط ولب الصراع العربي-الإسرائيلي.
ولا أدل على متانة وعمق العلاقات الفلسطينية المغربية من قيام جلالة المغفور له الملك محمد الخامس بزيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى والصلاة فيه العام 1960. ومن ترأس جلالة الراحل المغفور له الملك الحسن الثاني لجنة القدس التي انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي منذ مارس 1979 إلى حين وفاته رحمه الله في عام 1999، وتم اختبار جلالة الملك محمد السادس رئيساً للجنة خلفا لوالده لمواصلة دور المغرب الثابت والهام في الدفاع عن فلسطين وعن أحد الأماكن المقدسة لدى المسلمين وباقي الديانات السماوية.
وأنا أذكر أن الزعيم الراحل ياسر عرفات أبو عمار كلما تعرض لأزمة وواجه ضيقاً وشدة كان يلتجأ إلى جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي كان يضع فلسطين والقضية الفلسطينية في قلب اهتماماته، وهو من قال إن "المشكل الفلسطيني قائم بين العرب والإسرائيليين، ولكن مشكلة القدس هي فوق هذا وذاك. هي مشكلة جميع المسلمين والمسيحيين واليهود أينما وجدوا. قضية القدس هي قبل كل شيء قضية مليار ومائتي مليون مسلم في جميع أنحاء العالم". وللراحل الملك الحسن الثاني الفضل الكبير في تبني منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وذلك في مؤتمر القمة العربية الثامن الذي انعقد في الرباط العاصمة المغربية في تشرين أول/أكتوبر العام 1974.
وعقب إعلان الرئيس الأمريكي ترامب قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس الشريف، واعترافه بالمدينة المقدسة عاصمة لدولة إسرائيل، شهدت العاصمة المغربية الرباط أكبر تظاهرة، حيث خرج مئات آلاف من الأشقاء المغاربة إلى الشوارع في مسيرة مليونية، حملوا خلالها صوراً لمدينة القدس والمسجد الأقصى، وشعارات "من أجل القدس ومع المقاومة، فلسطين قلب الأمة، وباب المغاربة يناديكم" واعتبروا قرار الرئيس الأمريكي قراراً طائشاً غير مسؤول، وطالبوا الدول العربية والإسلامية الرد بحزم ووضوح على القرار الأمريكي. ثم في جمعة الغضب على أثر صدور القرار، خرج عشرات آلاف من الأشقاء المغاربة في نحو ما يزيد عن سبعين مظاهرة احتجاجية، وتم تنظيم ما يزيد عن خمسين وثقة احتجاجية أمام المساجد بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، ونظمت وقفة أمام القنصلية الأمريكية شارك فيها الأهل المغاربة بكثافة.
على المستوى الرسمي، كان هناك سلسلة من المواقف للحكومة المغربية وجلالة الملك محمد السادس حفظه الله منذ إعلان ترامب المشؤوم، كان آخرها الرسالة التي وجهها جلالته إلى العالم الإسلامي في إحتفالية تخليد الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة التعاون الإسلامي في الرباط، حيث شدد الملك المغربي على إستثنائية ومحورية قضية القدس، ورفض المغرب أي مساس بوضع المدينة القانوني والسياسي، وأهمية احترام الرمزية الدينية للقدس الشريف والحفاظ على هويتها الحضارية العريقة. وتضمنت رسالة جلالة الملك فقرة أكد فيها إلتزام المغرب ملكاً وحكومةً وشعباً بالقضية الفلسطينية ودعمها في كافة الميادين والمحافل وعلى مختلف الصعد وصولا لتحقيق الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة التي كفلتها الشرعية الدولية، وهو تلخيص لحقيقة الموقف المغربي المساند بشكل مطلق لشعبنا وقضيته العادلة.
ولا ننسى هنا أيضا أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي السيد ناصر بوريطة قام بمقابلة سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بما فيها الولايات المتحدة الموجودين في الرباط، وذلك قبل إعلان ترامب بساعات قليله وبوجود السفير الفلسطيني، حيث قام الوزير بوريطة بتسليمهم رسالة من جلالة الملك محمد السادس طالبهم فيها الاضطلاع بمسؤولياتهم التامة للمحافظة على الوضع الحالي لمدينة القدس، وتفادي كل ما من شأنه تأجيج الصراع في المنطقة، مشيرا إلى دعم المملكة المغربية الثابت وتضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، ومحذرا من تبعات قرار الرئيس الأمريكي وإدارته.
الدعم المغربي لفلسطين متعدد الأوجه وعلى كافة المستويات وحين تقوم السفارة الفلسطينية بإحياء المناسبات الوطنية يشارك معها كبار الشخصيات السياسية والحكومية وكافة الأحزاب المغربية وحشود من المثقفين والمتضامنين والمواطنين المغاربة، وفي فعاليتنا الأخيرة حيث نظمنا مهرجانا سياسيا بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني في قاعة المكتبة الوطنية في الرباط، حضره السيد رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، وعدد من الأمناء العاميين للأحزاب، وبرلمانيين وقيادات وكوادر حزبية ونقابية مغربية.
حين سألت سعادة السفير عما تطلبه القيادة الفلسطينية من المغرب؟ أجاب:
أنا كسفير لدولة فلسطين في المملكة المغربية أشعر بأجواء المحبة الأخوية الدافئة من قبل الشعب المغربي الشقيق ومن الحكومة المغربية ومن قبل الأحزاب المغربية بجميع تياراتها الفكرية، ومن قبل منظمات المجتمع المدني والجمعيات والمؤسسات والهيئات الشعبية، وفي المقام الأول الرعاية الكريمة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله. لذلك وقبل أي شيء أنا أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان للملكة المغربية الشقيقة ملكاً وحكومةً وشعباً وأحزاباً لما يقدموه من دعم وتأييد كبيرين لفلسطين وللشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. ونحن نثمن عالياً هذا الدور الهام للمغرب إقليمياً ودولياً. ونتمنى أن يكون للمغرب الشقيق دوراً في القارة الأفريقية من خلال علاقاته المتميزة مع دول القارة، كي تظل فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني ومصالحه حاضرة في أجندة تلك الدول، وأن يتواصل تضامنهم الرسمي والشعبي مع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، خاصة في ضوء الاستراتيجية الإسرائيلية لاختراق القارة الأفريقية والنفاذ إليها بقوة عبر تقديم المساعدات المالية واللوجستية لعدد من الدول الأفريقية الفقيرة.
كما نتمنى من الأحزاب المغربية التي ترتبط بعلاقات جيدة مع أحزاب أوروبية أن تضع القضية الفلسطينية وضرورة دعمها ضمن أجندتها أثناء اللقاءات التي تجريها مع تلك الأحزاب سواء بصورة ثنائية أو عبر المنتديات التي تشارك بها.
من جانبنا فإن السفارة الفلسطينية في المغرب تعمل وفق التوجيهات والتعليمات التي يصدرها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزارة الخارجية، وهما يؤكدان بشكل متواصلة على أهمية المحافظة على العلاقات الاستثنائية مع المملكة المغربية الشقيقة وضرورة تطويرها وتعميقها.
والقيادة المغربية لا تدخر جهداً لتعزيز هذه العلاقة، وهنا أود أن أقول لك أن عدد الوفود الفلسطينية التي زارت المغرب هذا العام بلغت 45 وفداً، وهذا يعطيك مؤشراً واضحاً على عمق هذه العلاقات. وتم الإعلان عن تأسيس لجنة مشتركة على مستوى وزراء خارجية البلدين سوف تعقد لقاءات تشاورية بصفة دورية.
ـ سألت سعادة السفير عن علاقة السفارة بالجالية الفلسطينية في المغرب؟
الجالية الفلسطينية المتواجدة والمقيمة في المملكة المغربية، جالية صغيرة نسبياً، وعلاقتها مع السفارة الفلسطينية في الرباط هي علاقة جيدة جداً. لدينا عدد قليل من رجال الأعمال أيضاً.
الجالية الفلسطينية في المغرب أنها تشعر بدفء المشاعر والمحبة والتضامن التي يبديها الأشقاء المغاربة تجاه أشقائهم الفلسطينيون، لذلك فهم يندمجون في المجتمع المغربي بكل يسر دون أية مشقة، وذلك بسبب العلاقات الأخوية العميقة والمتينة بين الشعبين. وتحرص السفارة على توجيه الدعوات لأبناء الجالية لحضور الفعاليات والمشاركة في المناسبات التي تنظمها السفارة في المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية.
وحول علاقة السفارة الفلسطينية مع السفارات والسفراء العرب والأجانب في الرباط؟
ذكر سعادة السفير الشوبكي أن العلاقة مع السفراء الأشقاء العرب جيدة وقال نلتقي بصورة دورية، وأثناء حضور المناسبات الوطنية الخاصة بكل دولة عربية. تظل هذه العلاقة تعكس التعاون والتنسيق التي يربطنا بالأشقاء العرب. وفيما يرتبط بالعلاقة مع السفراء الأجانب، فهي جيدة مع معظمهم، وممتازة مع البعض الآخر، ومتحركة غير مستقرة مع عدد من الدول. من جانبنا تحرص السفارة على علاقات طيبة مع جميع البعثات الدبلوماسية المعتمدة في المملكة المغربية الشقيقة. وجميع هذه البعثات باتت تعلم مقدار التضامن والاحتضان الذي يبديه المغاربة عموماً بكافة أطيافهم السياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وهذا الأمر يشكل ما يشبه المعيار الذي ينظم ويؤثر في علاقات هذه البعثات مع مختلف المستويات الرسمية والحزبية المغربية.
ـ ماذا عن الإعلام المغربي وتغطيته لأخبار القضية الفلسطينية ونشاطات السفارة؟
هناك إعلام رسمي ووسائل إعلامية خاصة وأخرى حزبية في المملكة، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن لي القول إن هذا الإعلام داعم ومؤيد لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه، وأن هناك رأي عام شعبي ورسمي في المملكة يناصر القضية الفلسطينية، ويعتبر أن مدينة القدس الشريف تعني المغاربة كقضية وطنية وعقائدية مغربية، وأن المدينة أحبتهم كما أحبوها، ولهم فيها حارة من أشهر حارات القدس وتجاور حائط البراق، وتعود نشأتها إلى العصر الأيوبي. فالإعلام المغربي على كافة مستوياته وأنواعه يتفاعل بصورة جادة ومسؤولة مع كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتطوراتها. كما يهتم بكافة النشاطات التي تقوم بها السفارة بصورة دورية، ويقوم بتغطية الفعاليات والنشاطات التي تقوم بها الأحزاب المغربية ومنظمات المجتمع المدني والتي ترتبط بفلسطين وقضيتها. لذلك نحن نقدر عالياً دور وسائل الإعلام في المغرب بهذا السياق.
ـ كيف ترى وتقيم العلاقة مع وكالة التعاون الدولي في المغرب؟
علاقتنا مع الوكالة وطيدة، وتشهد تطوراً ملحوظاً، ونحن نتوجه بالشكر الكبير المرفق بالتقدير للوكالة المغربية للتعاون الدولي ودورها المتميز والهام الذي تضطلع به في استقبال ومساعدة آلاف الطلاب من مختلف دول العالم لاستكمال دراستهم الجامعية والعليا في الجامعات والمعاهد ومختلف المؤسسات التعليمية في المملكة المغربية. ونتوجه بالتحية والشكر لمديرها العام سعادة السفير محمد مثقال لجهوده الكبيرة وإداراته الموفقة للوكالة. فيما يتعلق بفلسطين فإنها تحصل على 120 منحة دراسية سنوياً من قبل الوكالة للطلاب الفلسطينيين لاستكمال دراستهم في المغرب. نصفهم لدراسات الإجازة الجامعية والنصف الآخر للدراسات العليا. فالدراسة مجانية في المغرب، ويحصل الطلاب على منح نقدية دورية من الحكومة المغربية عبر وكالة التعاون. وتوفر لهم إقامات في السكن الجامعي في حدود الأماكن الشاغرة. ولا يجد الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في المؤسسات التعليمية المغربية المختلفة أية صعوبات في المجتمع المغربي نتيجة محبة الشعب المغربي لأهل فلسطين، وتعلقهم الروحي والديني بمدينة القدس الشريف، مما يساعدهم على أن يصبحوا جزءًا من النسيج الاجتماعي المغربي خلال وقت قصير.
ـ في كلمته الأخيرة قال السفير الفلسطيني
في هذه الذكرى أدعو بصفتي دبلوماسي فلسطيني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه شعبنا الفلسطيني، وأطالبه باتخاذ قرارات وإجراءات وخطوات عملية تحميه من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ورفع الضيم عنه المتواصل منذ حوالي ثلاثة أرباع القرن. وتمكينه من الحصول على حقوقه الوطنية التي أيدتها قرارات الشرعية الدولية.
بهذه المناسبة المجيدة أتقدم بالتحية والإجلال لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية الذين أسهموا بدمائهم الطاهرة في استمرار وتواصل المسيرة الكفاحية للشعب الفلسطيني، ومضوا على مذبح الحرية والاستقلال. والتحية إلى مشاعل النصر ورياحين الثورة أسرانا البواسل في السجون الإسرائيلية، الذين نستمد منهم عزيمة النضال وثبات الصادقين. كما أتوجه بالتحيات لأبناء الشعب الفلسطيني في الوطن وفي المغرب وفي المنافي والشتات، على صمودهم وتمسكهم بحقهم المشروع في مقاومة الاحتلال وسياساته العدوانية.
إن الرصيد الاستراتيجي للفلسطينيين تحت الاحتلال هو وجود شعب على أرضه. هو يشكل نصف عدد السكان في فلسطين التاريخية. لولا هذا لانتهت القضية، لأن المشروع الصهيوني يريد الأرض دون السكان. لذلك أطالب بالالتفاف الفلسطيني القوي حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، تحت قيادة السيد الرئيس محمود عباس، والوقوف خلفه وتقديم الدعم لمواقفه الرافضة لصفقة القرن.
كما إنني وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر العظيم والامتنان لجلالة الملك محمد السادس لدعمه المتواصل للقضية الفلسطينية، ولإشرافه بصفة شخصية على كل ما يتعلق بفلسطين وبيت المقدس. ونشكر الحكومة المغربية وجميع الأحزاب لما يبدونه من مناصرة ودعم لنا، والشكر والتحية للشعب المغربي الشقيق العظيم الذي يظل وفياً لفلسطين وشعبها وقضيتها وقدسها.
نبذة عن السفير الفلسطيني في الرباط
جمال عبد اللطيف الشوبكي
سفير دولة فلسطين لدى المملكة المغربية
حاصل على دبلوم دراسات إقليمية من جامعة القدس عام 1997.
حاصل على بكالوريوس جغرافيا من جامعة بيروت العربية عام 1975.
سفير دولة فلسطين فوق العادة ومفوضاً لدى جمهورية مصر العربية من عام 2014 إلى غاية عام 2017. ومندوب دولة فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية خلال ذات الفترة.
سفير دولة فلسطين فوق العادة ومفوضاً لدى المملكة العربية السعودية من عام 2006 إلى غاية عام 2013.
مندوب دولة فلسطين الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي خلال الفترة من عام 2006 لغاية عام 2013.
رئيس لجنة الانتخابات المحلية في دولة فلسطين خلال الفترة من عام 2004 لغاية عام 2006.
وزير الحكم المحلي خلال الفترة من عام 2003 لغاية عام 2005.
عضو المجلس الفلسطيني التشريعي الأول ورئيس اللجنة الاقتصادية.
عضو المجلس الثوري لحركة فتح.
عضو المجلس الوطني الفلسطيني.
يمتلك تاريخاً نضالياً مشرفاً، وأمضى سنوات عديدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
رجل دبلوماسي باقتدار، حكيم ولبق ومطلع ومثقف.
يتحدث إضافة إلى اللغة العربية، كلاً من اللغة الإنجليزية والعبرية بطلاقة.
متزوج ولديه ثلاث أولاد وبنت واحدة.