تقارير وتحليلات
تجاهلت استعادة اسلحة سلمتها مأرب للحوثيين في نهم..
تقرير: لماذا تصر الرئاسة اليمنية على عدم الاشارة لانتصارات الضالع؟
كشفت وكالة الانباء اليمنية سبأ "نسخة حكومة المنفى" عن تجاهل مخرجات اجتماع عقده الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي مع نائبه ورئيسي البرلمان والحكومة، للانتصارات التي حققتها القوات الجنوبية في جبهة الضالع ونجحت في استعادة أسلحة سلمتها مأرب لمليشيات الحوثي في فرضة نهم غربي المدينة التي تعقد المعقل الرئيس لتنظيم الإخوان الممول من قطر وتركيا وبعض الاطراف الاقليمية.
وقالت وكالة سبأ ان الاجتماع الذي عقد في العاصمة السعودية الرياض كرس لمناقشة الاوضاع العسكرية في جبهتي مأرب والجوف، دون الاشارة الى جبهة شمال الضالع التي تحقق فيها القوات الجنوبية انتصارات نوعية، تمكنت خلال الاسبوع الجاري من استعادة اسلحة "سعودية" سلمتها قوات موالية لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، لمليشيات الحوثي في فرضة نهم.
وذكرت وكالة سبأ "أن خلال الاجتماع، قدم نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر «تقريراً موجزاً لخص الموقف العام لمختلف الجبهات وخطوط التماس في عدد من الجبهات والمناطق، ومنها مأرب والجوف»؛ لكن دون الاشارة الى الضالع.
وقال الحوثيون انهم دفعوا بجزء من تلك الأسلحة صوب جبهة الضالع المشتعلة منذ قرابة عام، لكن القوات الجنوبية نجحت في التصدي لأوسع هجوم شنه الحوثيون وكبدتهم خسائر فادحة قبل ان تكشف عن غنائم من تلك الاسلحة السعودية التي كانت بحوزة المليشيات الحوثية.
ولم تعلق السعودية "قائدة التحالف العربي" على الصور المنشورة، لكن الرئاسة اليمنية تجاهلت بشكل متعمد الاشارة الى جبهة الضالع، على اعتبار ان القوات التي تقاتل هناك محسوبة على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وهو ما يبدو ان الحكومة اليمنية المؤقتة لا ترغب في "ذكرها" مهما كانت الانتصارات المحققة ضد الحوثيين.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> "دقوا الضالع ويافع".. استراتيجية الشرعية لتطبيق الاقاليم
في العام الماضي، قال مسؤولون يمنيون في حكومة هادي "ان تحقيق مشروع دولة اليمن الاتحادية بأقاليمها الستة لن تتحقق الا بعد القضاء على يافع والضالع".
وبثت وسائل إعلام محلية تصريحات لمسؤول في جهاز المخابرات اليمني الموالي لتنظيم الإخوان – الممول قطريا – قوله "اذا تريدوا تطبيق دولة اليمن الاتحادية (دقوا الضالع ويافع)، اتركوا الحوثي يدق الضالع ويافع، حتى يسهل علينا تطبيق مشروع دولة اليمن الاتحادية".
ورفضت حكومة هادي التعليق حينها على هذه التصريحات التي اثارت جدلا واسعاً في الجنوب، واعتبر جنوبيون تلك التصريحات بأنها تأكيد على تحالف إخواني حوثي ضد بلادهم.
وجاءت التصريحات في اعقاب دعوة اطلقها الرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي للسلام مع الحوثيين، وهي الدعوة التي وجهها هادي لذراع ايران، من مدينة سيئون بحضرموت على هامش انعقاد جلسة (غير مكتملة النصاب) للبرلمان اليمني المنتهي ولايته قبل عشرة اعوام.
اقرأ المزيد من اليوم الثامن> هادي يعلن استعداده للسلام مع الحوثيين ويعود إلى الرياض
وخلال السنوات الماضية، دعا مسؤولو الحكومة اليمنية كثيرا الحوثيين إلى الجلوس على طاولة حوار لإيقاف الحرب، قبل ان يتضح مؤخرا انهم قد ابرموا "أطول هدنة عسكرية" بتجميد جبهات القتال في جغرافيا اليمن الشمالي بما في ذلك مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون.
وزعم الحوثيون ان الإخوان نقضوا هدنة دامت سنوات بفعل ضغوط سعودية، وهي التصريحات التي لم يعلق عليها الإخوان، لكن حلفاء الدوحة تؤكد تقارير اخبارية انهم كانوا على علاقة وثيقة بالحوثيين ويمدون المليشيات الحوثية بالأسلحة والطائرات المسيرة، وهو ما أكدت عليه تقارير أممية.
يرى الإخوان ان اطالة امد الصراع يعني تكبيد السعودية المزيد من الخسائر وتمكين الجماعة من بناء منظومة عسكرية مليشاوية وطائفية أشد خطرا على المنطقة من الحوثيين.
سيطر الإخوان على شبوة واجزاء من أبين، وبغطاء اقليمي، لكن السعودية التي حاولت اعادة تصويب الحرب ضد الحوثيين، بعد ان حرفها الإخوان صوب الجنوب المحرر، رعت مبادرة توجت باتفاق الرياض، لكن هذا الاتفاق لم يلتزم الاخوان ببنوده واصروا على مواصلة الحشد صوب الجنوب بالتحالف مع تنظيم القاعدة الارهابي الذي عاد لتنفيذ هجمات في أبين.
كان متوقعا ان يدفع هادي بالقوات في مأرب ووادي سيئون صوب صنعاء لاستعادتها من قبضة الحوثيين، لكن حصل العكس، بلم تتحرك الرئاسة كما ان الحوثيين ولأدراكهم ان الحرب في نهم قد انتهت دفعوا بتعزيزات عسكرية ضخمة واسلحة تحمل شعارات السعودية صوب الضالع، الجبهة الوحيدة المشتعلة.
كان الحوثيون يعقدون ان بالإمكان الوصول الى الضالع، لكن القوات الجنوبية نجحت ودون أي غطاء جوي في هزيمة الحوثيين واستعادة اسلحة السعودية التي سلمت للمليشيات في فرضة نهم.
هذه الانتكاسة الحوثية قابلتها حكومة هادي بمزيد من التجاهل "لم تتحدث عنها في مختلف وسائل الاعلام"، ربما انهم يرون انها جبهة جنوبية لا تتبع الحكومة ولا يقاتل فيها جيشها، الا ان مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية، ابلغت اليوم الثامن ان مسؤولين في الحكومة اليمنية في الرياض خاطب السعودية بضرورة تقديم دعم للحكومة وجيشها الوطني الذي يقاتل في الضالع، مرجحا ان حكومة هادي استلمت مخصصا ماليا لدعم معركة الضالع، لكن الدعم لم يذهب أبعد من الحدود الجغرافية للعاصمة الرياض.
ويبدو ان السعودية قد تنبهت لذلك، فذهبت الى دعم الجبهة من عدن، لكن لم يكن دعما كافياً، "قليل من الذخيرة والملابس الشتوية".
تجاهل معركة الضالع ليس انتقاما من المجلس الانتقالي الجنوبي او محاولة للتقليل من دوره في محاربة الحوثيين، فالإخوان الذين يتحكمون في الرئاسة اليمنية لا يرغبون في نشر اي اخبار تتحدث عن هزيمة الحوثيين، الذين يتحصلون على دعم من الدوحة، الراعي الرسمي لإخوان اليمن.