تحليلات

أكد أن النظام الإيراني مراوغ حتى في أشد الأزمات..

وزير الخارجية الأمريكي: خامنئي يكذب على الإيرانيين والعالم

النظام الإيراني مراوغ حتى في أشد الأزمات

واشنطن

اتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الاثنين المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالكذب بشأن وباء كورونا (كوفيد – 19) بعد رفضه أي مساعدات من واشنطن لإنقاذ بلده الذي يعد بين أكثر الدول تضررا بالفايروس.

وفي خطاب متلفز الأحد الماضي، وصف خامنئي الأميركيين بـ”المخادعين”، ومضى أبعد من ذلك متهما واشنطن بأنها قد تدخل عقارا إلى البلاد يتسبب بمواصلة تفشي الفايروس.

وفي بيانه لم يتردد بومبيو في استخدام نبرة تصعيدية متهما خطوط مهان إير، التي وصفها بـ”أكبر طيران إرهابي إيراني”، بجلب ما أطلق عليه “فايروس ووهان” عبر رحلاتها المتواصلة إلى الصين، في إشارة إلى المدينة الصينية التي ظهر فيها الوباء في ديسمبر قبل أن ينتشر في العالم.

وقال بومبيو “يواصل النظام الكذب على الشعب الإيراني والعالم بشأن عدد الإصابات والوفيات، والتي هي للأسف أكبر بكثير مما يعترف به النظام”.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة بقيت منفتحة على تقديم المساعدات بينما تعمل دون كلل على تطوير لقاح. وقال إن “خامنئي رفض هذا العرض لأنّه يعمل دون كلل على اختراع نظريات مؤامرة ويفضّل الأيديولوجيا على الشعب الإيراني”.

وأشار كذلك إلى أن الولايات المتحدة غير متحمّسة لأول طلب تقدّمه إيران في تاريخها للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، حيث تملك واشنطن حق النقض (فيتو)، متّهما النظام الإيراني باستخدام موارده لتمويل “الإرهاب في الخارج”.

واتّبعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسة الضغوط القصوى وفرض العقوبات على طهران في وقت تتأثّر طهران بشكل كبير بالفايروس حيث تخطت حصيلة الوفيات لديها 1800، بحسب الأرقام الرسمية.

وسعى ترامب، المقرّب من أبرز بلدين خصمين لإيران السعودية وإسرائيل، لتجميد جميع مبيعاتها من النفط بينما يخوض البلدان بشكل متزايد حربا بالوكالة في العراق.

ورفعت الولايات المتحدة من منسوب انتقاداتها لصفقة تبادل المعتقلين بين فرنسا وإيران على خلفية التطوّرات المتعلّقة بوباء كورونا المنتشر حول العالم.

وتثير العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الإيرانية التي عادت مطلع العام الماضي بشكل واضح حفيظة واشنطن التي ترى في هذا التقارب تجاوزا لقراراتها، وخاصة تلك المتعلقة بالعقوبات المفروضة على طهران بسبب سياسياتها تجاه جيرانها في الشرق الأوسط.

ونددت الخارجية الأميركية بهذه الخطوة وعبّرت عن “استياء” واشنطن من قرار السلطات الفرنسية بالإفراج عن الإيراني، جلال روح الله نجاد.

واعتبرت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس أن الخطوة اتخذت من جانب واحد رغم أنه اتخذ في إطار تبادل سجناء بين فرنسا وإيران. وقالت في بيان صحافي خلال وقت مبكر الاثنين إن “الولايات المتحدة تعرب عن بالغ استيائها إزاء قرار فرنسا أحادي الجانب إطلاق سراح المواطن الإيراني المسجون، جلال روح الله نجاد”.

وكانت واشنطن تطالب منذ فترة بتسليم نجاد، وقد وجّهت له اتهامات عدّة تتعلق بتصدير معدّات مخصّصة للاستخدام العسكري بطريقة غير قانونية في انتهاك واضح للحظر الأميركي.

وأضافت أورتاغوس “من دواعي الأسف أن فرنسا لم تمتثل في هذه الحالة لالتزاماتها التعاقدية ولم تسمح بتحقيق العدالة”.

ويأتي إفراج السلطات الفرنسية عن نجاد، بعد أكثر من عام من اعتقاله بتهمة الالتفاف على عقوبات الأميركية.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد كشفت الأسبوع الماضي أن طهران توصّلت إلى اتفاق مع باريس لتبادل المعتقلين في كلا البلدين.

وفي مقابل إطلاق سراح نجاد، أفرجت إيران عن الباحث بمعهد الدراسات السياسية في باريس، الفرنسي رولان مارشال، الذي اعتقلته السلطات الإيرانية في العام الماضي بتهمة تهديده الأمن القومي الإيراني.

ولا تزال باحثة أخرى في المعهد ذاته، وتدعى فريبا عدلخاه، التي تحمل الجنسيتين الفرنسية والإيرانية محبوسة في أحد السجون الإيرانية، ولا توجد معطيات دقيقة حول مصيرها.

واشنطن غير متحمّسة لأول طلب تقدّمه إيران في تاريخها للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، وهي تملك حق النقض

وفي خضم ذلك، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني الاثنين إنه “ينبغي على الولايات المتحدة رفع العقوبات إذا كانت تريد مساعدة بلاده في احتواء تفشي فايروس كورونا، مؤكدا أن بلاده ليس لديها نية لقبول عرض واشنطن تقديم مساعدة إنسانية.

وكانت فرنسا وإيران قد قررتا في مارس 2019 تبادل سفيرين بعد أزمة دبلوماسية استمرت عدة أشهر، حيث تم تعيين المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي سفيرا لبلاده في باريس، بينما عيّنت فرنسا فيليب تييبو “سفيرا فوق العادة ومطلق الصلاحيات” لبلاده في إيران.

وشهدت العلاقات بين البلدين فترة من التوتر الشديد في صيف 2018 ولم يعد لأي منهما سفير لدى الدولة الأخرى منذ أكثر من ستة أشهر. وارتبطت هذه الأزمة بعدة ملفات.

ففي أواخر يونيو، تم إحباط محاولة اعتداء بمتفجرات على تجمّع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في فيلبينت قرب باريس، واتهمت فرنسا فرعا لوزارة الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط للعملية.

ونفت طهران نفيا قاطعا الاتهامات الفرنسية، وهي تتهم باريس بإيواء منظمة مجاهدي خلق التي تعتبرها طهران “جماعة إرهابية من المنافقين”.

وقالت فرنسا العام الماضي، إنه لا يساورها أي شك في أن وزارة المخابرات الإيرانية تقف وراء مؤامرة في يونيو الماضي لمهاجمة مؤتمر لجماعة معارضة في المنفى خارج باريس، وإنها صادرت أصولا تخص أجهزة المخابرات الإيرانية وأخرى لاثنين من المواطنين الإيرانيين.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، حينها “قامت أجهزة مخابراتنا بتحقيق طويل ودقيق ومفصّل مكنّنا من الوصول إلى نتيجة تفيد دون أدنى شك بأن المسؤولية تقع على عاتق وزارة المخابرات الإيرانية”.

طارق وهيثم رافي… ثنائي فني يجمع التراث العُماني بروح العالم


"اليوم الثامن" تطلق استبيانًا لرصد تأثير الهواتف المحمولة على حياة المراهقين


النظام الإيراني في مأزق: احتجاجات متعددة الجبهات وتآكل أدوات القمع


وثائق مسرّبة تفضح هيكل العمليات السرية للنظام الإيراني في أوروبا وأمريكا