تقارير وتحليلات
برعاية تركية وتمويل قطري..
تقرير دولي: “المهرية” ذراع إعلامية ثالثة لـ”الإصلاح” في اليمن
تعتمد جماعة الإخوان المسلمين في بث دعايتها التخريبية على أدوات عدة؛ لعل أبرز تلك الأدوات هو الإعلام، فلطالما كانت الدعاية الإخوانية قادرة على خلق المنابر التي تُستخدم في تجييش الرأي العام، والتلاعب بوعي الجماهير، مبتعدةً عن منابر المساجد وحلقات الذكر، التي أدركت أنها لن تتمكن عبرها من خداع شريحة كبيرة من الشعب، بينما فشلت تيارات إسلامية أخرى في اللعب في ساحة الإعلام، ووصلت متأخرةً إليها.
حزب الإصلاح الإخواني في اليمن لم يكن استثناءً لهذه القاعدة؛ فقد أدرك منذ خروجه خاسرًا في أعقاب سيطرة الحوثيين على صنعاء، أن اللعبة الإعلامية هي الطريق الأمثل لاختراق صفوف اليمنيين. ساعده في ذلك تمويل قطري ضخم، كان مهتمًّا بخلق هذه المنابر الإعلامية البديلة؛ خصوصًا بعد أن خسرت قناة “الجزيرة” غالبية متابعيها اليمنيين، إثر فقدانها كثيرًا من المصداقية بعد الخراب الذي خلفته إبان ثورات ما باتت تُعرف بـ”الربيع العربي”.
الحاضنة التركية
ولم تجد تلك القنوات الإخوانية إلا إسطنبول كحاضنة لها؛ خصوصًا أن العلاقة بين الأتراك والقائمين على هذه القنوات بدأت في التطور شيئًا فشيئًا خلال السنوات الأخيرة، حيث يستند بعض القائمين عليها إلى خلفيات استخباراتية؛ كونهم يعملون في مناصب حساسة في الحكومة، وهي شخصيات تحاول تركيا استغلالها من أجل تحقيق اختراق في صفوف التحالف العربي.
آخر ثمار هذا التعاون الإعلامي كان قناة “المهرية” التي انطلق بثها الرسمي يوم السبت الماضي، من مدينة إسطنبول التركية؛ لتصبح بذلك ثالث قناة تابعة لحزب الإصلاح تبثّ من إسطنبول بعد قناتَي “بلقيس” و”يمن شباب”.
ويرأس مجلس إدارة القناة الجديدة -حسب معلومات نشرتها مصادر يمنية- مستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي، بينما يتولَّى وكيل محافظة المهرة السابق سالم الحريزي، والصحفي الإصلاحي فهد المنيفي، مناصب عُليا في مجلس إدارة القناة.
مصدر مقرب من دوائر القناة وأحد الصحفيين اليمنيين المقيمين في الخارج، تحدث إلى “كيوبوست” عن سياسة جديدة باتت تدفع بالمزيد من التمويل في القنوات التليفزيونية والمواقع الإخبارية؛ لخدمة توجهات تركيا، ويتم ذلك عبر استغلال صحفيين محسوبين على الحكومة الشرعية مقربين من حزب الإصلاح، لافتًا إلى أن “عديدًا من الصحفيين اليمنيين الذين انتهى بهم المطاف في المنافي بسبب الحرب؛ خصوصًا أولئك المقيمين في تركيا، بحاجة إلى العمل مع هذه القنوات، والتي توفِّر لهم وظائف برواتب مجزية، حتى إن اختلفوا إلى حد كبير مع ما تطرحه من توجهات”.
ويضيف الصحفي الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته: “حزب الإصلاح يتعامل بكثير من الدهاء مع مخالفيه؛ فهو يجتذب بعض الأصوات المخالفة كمتعاونين أو حتى كضيوف؛ من أجل أن تكتسب منابره الإعلامية نوعًا من المصداقية تدفع باليمنيين إلى متابعتها بشكل أكبر، لذلك فإن سياستها الإعلامية لا تتوانى أحيانًا حتى عن التقارب مع الحوثيين، في محاولة لركوب موجة الرأي والرأي الآخر وكسب المزيد من المصداقية”.
وتعتبر قناة “المهرية” التجربة الثالثة للتعاون الإعلامي التليفزيوني في محور “الإصلاح”- قطر- تركيا، بعد قناة “بلقيس” التي أطلقتها الناشطة في الحزب توكل كرمان، في عام 2014، وقناة “يمن شباب” التي يديرها وسيم القرشي عضو الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح.
وقد أثار إطلاق هذه القناة ردود فعل واسعة بين اليمنيين، ودشن بعضهم وسمًا تحت عنوان (#قناة_المهرية_لا تمثل_أبناء_المهرة)، جمع عديدًا من التغريدات. من بين التغريدات اللافتة كانت تغريدة الصحفي والمحلل السياسي الجنوبي ياسر اليافعي؛ حيث قال: “أطلق تنظيم الإخوان بدعم من قطر وتركيا قناة جديدة أطلق عليها اسم (المهرية)، تبث من تركيا من نفس استوديوهات قناتَي (بلقيس) و(يمن شباب)؛ بهدف التحريض على التحالف في المهرة وإثارة الشارع”، مشيرًا إلى أن “الإخوان لن يرضوا إلا بتحويل البلاد إلى سوريا أو ليبيا”، على حد تعبيره.
مستشار وزير الإعلام ورئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد طالب الشرفي، شنّ هو الآخر هجومًا على القناة، لافتًا في تغريدة له إلى أن “الإخوان قد سيطروا على الإعلام الرسمي وقنواته ووسائله، ولهم قنوات ممولة بسخاء من دول، ولهم آلاف الكتب والمواقع، وعشرات آلاف الذباب الإلكتروني، ويطلقون قنوات ومواقع جديدة من إسطنبول والدوحة، ونحن نملك كلمة الصدق وصفحاتنا المجانية في (فيسبوك) التي كشفت خيانتهم”.
سيطر الإخونج على الإعلام الرسمي وقنواته ووسائله ولهم قنوات ممولة بسخاء من دول ولهم آلاف الكتاب والمواقع وعشرات آلاف الذباب الإلكتروني ؛ ويطلقون قنوات ومواقع جديدة من اسطنبول والدوحة ؛ ونحن نملك كلمة الصدق وحقيقة الواقع ونملك فقط صفحاتنا المجانية في الفيس وبحمدالله كشفنا خياناتهم
وفي تغريدة أخرى، قال الشرفي: “قناة المهرية الإخوانجية ستقوم باتباع نهج جديد ينسجم مع التقارب الإخوانجي- الحوثي الجديد، مولتها قطر لهذا الهدف، وسيكون عملها ضد التحالف الذي يضم السعودية والإمارات، ولن تتطرق بكلمة عن الحوثيين إلا من بعيد؛ مثل قنوات صنعاء”، بالإشارة إلى القنوات التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين.