تقارير وتحليلات

يكشف عن كواليس التحالف الإخواني- الحوثي..

معمر الإرياني..وزير الإعلام اليمني يهاجم الجزيرة القطرية

قناة الجزيرة الإخبارية القطرية "أرشيفية"

كيوبوست

فاجأ وزير الإعلام في الحكومة الشرعية اليمنية معمر الإرياني، متابعيه، بتغريدات على حسابه عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، منتقدًا ما وصفه بالموقف القطري الذي تتبناه قناة “الجزيرة” الإخبارية، والذي يصب في مصلحة المتمردين الحوثيين، عبر توفير الغطاء الإعلامي لهم، واعتماد سياسة قلب الحقائق في تغطيتها للأزمة اليمنية.

وقال الإرياني: “ندعو قطر وقناة (الجزيرة) التي أصبح موقفها واضحًا في التماهي مع المشروع الإيراني في اليمن وأداته الحوثية، والتي ارتمت بدورها في أحضان الدوحة؛ للحصول على الدعم والغطاء السياسي والإعلامي، إلى مراجعة سياساتها والنأي بنفسها عن مستنقع الدم اليمني الذي يوغل فيه ملالي إيران؛ فالتاريخ لن يرحم أحدًا”.


تغريدات الوزير اليمني تأتي بعد بث القناة القطرية، فيلمًا وثائقيًّا بمناسبة دخول الحرب في اليمن عامها السادس، تحت عنوان “موت على الحدود”، وجَّه انتقادات إلى طريقة إدارة الحرب في اليمن من قِبَل التحالف، وحمَّل الحكومة الشرعية مسؤولية إطالة أمد الحرب، مستندًا إلى “عديد من المعلومات المغلوطة”، حسب مسؤولين في “الشرعية” أكدوا أن الفيلم لا يخدم سوى أهداف الحوثيين.

خطوة متأخرة

وعلى الرغم من الرد القطري السريع لنفي ما جاء في تغريدات الوزير اليمني؛ فإن المتابع لشاشة “الجزيرة” يمكنه بوضوح رصد السياسة الإعلامية التي تنتهجها القناة القطرية، في التعامل مع الحوثيين وتصويرهم كأنهم الملتزمون دائمًا بالاتفاقات والمعاهدات التي يوقعون عليها، والراغبون في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، وأن حكومة الشرعية التي تتخذ من الرياض مقرًّا لها تقف عائقًا أمام هذا الطموح!


جمال براس


خطوة الوزير اليمني تأخَّرت كثيرًا، هكذا وصف المحلل السياسي اليمني جمال براس، تغريدات الإرياني المنتقدة لقناة “الجزيرة”، مؤكدًا أن القناة تعمل منذ فترة على تشويه السلطة الشرعية؛ وهو ما يتطلب وجود تحرك دولي تجاهها خلال الفترة المقبلة، وأن لا يتم الاقتصار على التصريحات الإعلامية التي لا فائدة قانونية منها، ولا تعبر عن أكثر من الانتقاد الصوتي.

وأضاف براس، في تعليق لـ”كيوبوست”، أن “تعامل قناة (الجزيرة) مع الوضع في اليمن يرتبط منذ سنوات بمواقف ربما تكون غير معلنة؛ وهو ما ظهر على سبيل المثال في تغطيتها دور التحالف العربي حتى قبل خروج قطر منه”، مشيرًا إلى أن انحيازها في اليمن ليس للحوثيين فقط؛ ولكن لتنظيم القاعدة أيضًا، حيث تعمل دائمًا على تضخيم ما يقومون به، والتقليل من انتصارات الشعب اليمني التي تحققت عليهم خلال الفترة الأخيرة”.

دعم معلن

الكاتب الصحفي والمراسل الحربي محمد العرب، يقول في تعليق لـ”كيوبوست”: “إن الدور الذي يلعبه النظام القطري في دعم النفوذ الإيراني بالمنطقة لم يعُد خافيًا على أحد، وبالتالي يأتي دعم التنظيم لوكلاء إيران في اليمن (الحوثيين) أمرًا طبيعيًّا ومنطقيًّا، وهو أمر يمكن رصده بوضوح عبر عدة دلائل على أرض الواقع؛ منها قيام بعض أفراد أسرة آل ثاني بشراء عقارات في منطقة سيطرة الميليشيات كنوع من أنواع توفير الدعم المالي لهم، بالإضافة إلى أن أكبر شركة للصرافة في صنعاء مملوكة لإحدى العائلات القطرية، وكذلك أكبر ثلاث وكالات لاستيراد السيارات الفخمة مسجلة بأسماء مواطنين قطريين”.

وأضاف العرب، الذي خبُر اليمن عبر تغطياته الصحفية المتواصلة هناك: “الدعم ازداد بصورة كبيرة مع دخول الترسانة الإعلامية القطرية لمساندة الحوثيين؛ وهو ما جعل الدوحة تتورط في إسالة دماء الشعب اليمني، فالتدخلات القطرية والإيرانية في اليمن كافة، هدفها الآن إطالة أمد المعركة وإعاقة تطبيق اتفاق الرياض الذي ينهي الخلافات بشكل كامل داخل اليمن”.

وشدد الكاتب الصحفي والمراسل الحربي على أن التحركات القطرية لدعم الإرهاب في اليمن لم تقتصر فقط على دعم الحوثيين؛ ولكن أيضًا على دعم تنظيم القاعدة بشكل فج، مشيرًا إلى أن دعم “القاعدة” يتم عبر ستار النشاط الإنساني والخيري من المؤسسات الخيرية القطرية والهلال الأحمر القطري، والذي يكثِّف من أعماله في المناطق التي يسيطر عليها “القاعدة” باليمن، الأمر الذي “يتطلب تصديًا وتحركًا دوليًّا لهذه الممارسات”.

المحلل اليمني جمال براس، لا يبتعد كثيرًا عن هذا التحليل، لافتًا إلى أن اليمنيين اليوم أصبحوا يدركون بشكل واضح أن قناة “الجزيرة” تتبع نهجًا إعلاميًّا بعيدًا عن الحيادية، وغير متسق مع ادعاءاتها المتعلقة بمحاولات نقل الحقيقة؛ وهو الأمر الذي يمكن إدراكه بسهولة من كم الأخبار المغلوطة التي تقوم هذه القناة بنشرها، وهو ما أكده أيضًا مراقبون للشأن اليمني، لافتين إلى أن “دعم الحوثيين من قِبَل الدوحة يأتي ليكشف ورقة جديدة من أوراق التحالف بين الإخوان المسلمين والحوثيين، وبشكل أكثر دقة التحالف الخفي بين القوتَين الإقليميتَين اللتين تحاولان بسط نفوذهما على اليمن، وهما تركيا وإيران”.

دور الأم المعاصر في بناء مستقبل أبنائها: تحديات وحلول


هل تقود الحرب في لبنان إلى تغييرات جذرية؟ خبراء يتناولون التأثيرات المحلية والإقليمية


حرب هجينة ومعنويات هشة: هل يصمد النظام الإيراني أمام موجة الأزمات الداخلية والخارجية؟


النجم محمد رمضان لـ(اليوم الثامن): "رسمت خطة فنية واضحة لمساري المهني للوصول إلى القمة"